التنازع على الفرد ، والدولة ، والعالَم !

يتنازع الناس ، كثيراً ، على المال والسيادة والسلطة .. وغيرها ! أمّا التنازع المقصود ، هنا، فهو مختلف !

التنازع على الفرد :

قد يتنازع رجلان ، على غلام ، كلّ منهما ، يدّعي نسبته إليه ! وذلك ؛ بسبب : طلاق الأمّ ، وهي حامل به ، وزواجها من رجل آخر، قبل ولادته..أو بسبب : فقدانه ، صغيراً ، من أهله، وعثور آخرين عليه ، وتربيتهم له ، حتى يكبر، ثمّ يجده أهله .. أو لأسباب ، غير هذه !

لكن من طرائف التنازع ، أن يتنازع ، على الفرد ، دينان ، حين يكون أبوه مسلماً ، وأمّه يهودية ! فالمسلمون ينسبونه إليهم ؛ بإسلام والده .. واليهود ينسبونه إليهم ؛ بسبب يهودية أمّه ؛ إذ هم لايعترفون ، بيهودية الفرد، مالم تكن أمّه يهودية ، ولا يرون ابن اليهودية ، إلاّ يهودياً !

وإذا كان للفرد منصب ، في دولة أبيه ، فإن أهل أمّه ، يحرصون ، على أن يقدّم لهم خدمات ، داخل دولته ؛ بصفته واحداً منهم ؛ ولا سيّما، إذا كان منصبه رفيعاً، كأن يكون وزيراً، أو رئيس وزراء ، أو رئيس جمهورية.. أو ملكاً ، حتى لو جاءه المُلك ، عبر سلسلة من الرجال ، أمّ أحدهم يهودية !

التنازع على الدولة :

قد يتنازع فريقان ، على دولة ما ، أكثريّة أهلها مسلمة ؛ فيرى المسلمون فيها ، أن هويّة الدولة إسلامية ؛ بحكم أكثرية سكانها ! وترى فئات مختلفة ، من سكّان الدولة ، أن هويّتها ، يجب أن تكون : ديموقراطية ، أو علمانية ، أو شيوعية ..! وأن يُكتب دستورُها ، بحسب الهويّة ، التي تتصف بها ، وبالتالي ؛ يحكمها أناس ، من أنصار الهوية ، التي تكون عليها !

التنازع على العالم :

كان الحلفان الكبيران المتصارعان : حلف الناتو الرأسمالي ، وحلف وارسو الشيوعي .. يتنافسان ، على زعامة العالم ! وكلّ منهما ، يدّعي ، أنّ مذهبه السياسي والاقتصادي ، هو الأنفع للعالم ، والأجدى له .. حتى سقط حلف وارسو ، في بداية التسعينات ، من القرن العشرين المنصرم ، فأفل نجم الشيوعية ؛ بصفتها مذهباً منافساً للرأسمالية! وتفكّك حلف وارسو، إلى دول عدّة ، انضمّ كثير منها، إلى حلف الناتو،الذي يمثل الرأسمالية العالمية! وصارت روسيا، ذاتُها ، قائدةُ الحلف، دولةً رأسمالية ، فيها أحزاب عدّة ، واحد منها ، هو الحزب الشيوعي !

أمّا الشيوعية الصينية ، وشيوعية كوريا الشمالية ، وشيوعية بعض الدول ، التي ماتزال للشيوعية فيها ، ظلال في الحكم..أمّا هذه الشيوعيات ، كلّها ، فليس فيها واحدة ، تنازع الرأسمالية ، على حكم العالم، أو تصبغه بصبغتها!

وسوم: العدد 813