الخلل الإداري ، والسقوط الخلقي : أيّهما أخطر، وأشدّ تدميراً ؟
(1)
الخلل الإداري :
يشمل العملُ الإداري ، إدارة : الأعمال والرجال والأموال ، والأوقات والأزمات .. بصورة بنيوية ، مترابطة متكاملة ! ومن أهمّ أنواع الخلل الإداري ، وهي كثيرة :
تعيين غير المؤهّلين ، في مواقع تحتاج تأهيلاً !
تعيين أصحاب الاختصاصات ، كلاّ ، في غير اختصاصه :
نماذج : يُروى ،عن جاسوس ألماني، كان في مركز متقدّم، في صفوف الحلفاء ، في الحرب العالمية الثانية، أنه سئل : ما الذي فعلته ، في الموقع ، الذي كنت فيه ؟ فأجاب: كنت أعيّن الأشخاص، في المواقع غير المناسبة لهم ؛ فيخفقون في إدارتها !
الإدارات في العالم المتخلف : أمّا الإدارات ، في العالم المتخلّف ، فكثيرة ، وتدعو إلى السخرية ، الممزوجة بالرثاء ! فالطبيب الجرّاح : يعيّن وزيراً للزراعة ، والمهندس : يعيّن وزيراً للسياحة ، والصيدلي : يعيّن وزيراً للتعليم العالي ..!
سوء تنظيم العمل : ممّا يؤدّي ، إلى اضطرابات فيه !
تكليف أشخاص عدّة ، بمهمّة واحدة ، في وقت واحد ، فيتّكل كلّ منهم ، على غيره ، في إنجازها !
التقصير، في الأعمال اليومية ، وإرجاء بعضها ، إلى اليوم التالي ؛ ممّا يؤدّي ، إلى التراكم !
عدم المحاسبة ، على الخطأ والتقصير !
محاسبة الصغير، على تقصيره وخطئه .. وغضّ النظر، عن خطأ الكبير وتقصيره !
(2)
السقوط الخلقي ، في العمل الإداري ، أشكاله كثيرة ، ومن أهمّها :
وجود المحسوبيات ، والرشاوى المادّية والمعنوية !
تعامل الموظفين الكبار، مع الصغار، من خلال ولائهم لهم ، أو لغيرهم ؛ فيحابَى ذو الولاء الشخصي لزيد، ويعامَل مَن كان ولاؤه لعمرو، بالجفاء ، أو بغمط الحقوق ؛ ممّا يحوّل العاملين الإداريين ، إلى شلَل ، هي أقرب إلى العصابات ، منها ، إلى شركاء العمل ، المتعاونين بودّ واحترام ، على إنجازه ، بأفضل شكل ، وأقلّ كلفة، وأقصر وقت !
تعامل الموظفين ، فيما بينهم ، وفيما بينهم وبين رؤسائهم : بالوشاية ، والنميمة !
إصرار بعض الموظفين الكبار- عناداً ، ومكابرة ، واعتداداً بالمزايا الشخصية -..على خلل إداري واضح ، في عملهم ، أو في طريقة تفكيرهم !
وهكذا يتّضح ، أن الخلل الإداري ، والسقوط الخلقي ، في العمل الإداري ، مؤذيان للعمل ، أو مدمّران له ، بحسب حالة كلّ منهما ! إلاّ أنّ السقوط الخلقي ، يكون ، غالباً ، هو السبب الأساسي ، في الخلل الإداري ! وهو، في كلّ حال ، أخطر، من أيّ خلل إداري ، وأشدّ تدميراً ! لأنّ الخلل ، يمكن إصلاحه ، أمّا السقوط الخلقي ، فهو مدمّر للعمل ، مهلك لأصحابه !
وسوم: العدد 814