مقال أين الخلل في نظام افكارنا ، ومنظوماتنا المعرفة ؟
في هذا الفصل سنحاول الإجابة على تشخيص الداء ، وأين يكمن الخلل ، وفى أي مستوى من المستويات الاربعة للمنظومة المعرفية ونظام الأفكار الحاكم للعقل الفردي والجمعي للمجتمع المصري
المستوى الأول العقل : وهو الأكثر عمقا وكلما اعتراه اى خلل سيؤثر على بقية عناصر المنظومة
المستوى الثاني طرق التفكير : التي يستخدمها العقل والتي تتأثر بطبيعة العقل ومدى سلامته من الآفات وجودته الذاتية ، كما انها تؤثر فيما يليها من مراحل في مدى سلامة
وجودة التعاطي مع الواقع ، وما ينتجه من تصورات وقرارات واعمال ونتائج يمكن ان تتحقق
المستوى الثالث فضاء التفكير : فضاء التفكير بين السعة والطلاقة اللامحدودة ، وبين الضيق والمحدودية التي ربما تصل الى صناديق مغلقة ، وفي ذلك تتباين المجتمعات
ويرسم كل شخص وكل مجتمع فضاء وحدود تفكيره ومن ثم أحلامه وتطلعاته .
وداخل هذا الفضاء تتخلق وتتشكل التصورات والقرارات والاعمال التي يمكن ان تتم ، فيما نسميه بممكنات الفرد والمجتمع :
التصورات وتشمل :
ــ تصورات عن الذات
ــ تصورات المجتمع عن نفسه وعالم الأشخاص والمؤسسات والدول المحيط به
ــ تصوراته عن التاريخ ، والحاضر والمستقبل
ــ تصوراته عن عالم الأشياء والأفكار المحيطة به
ب . القرارات وتشمل صناعة واتخاذ القرارات بمستوياتها المختلفة
جـ . المواقف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يمكن ان يتخذها والمجتمع
المستوى الرابع النتائج : التي يمكن أن تتحقق
الاشكال التالية تبين عمق وتدرج عناصر المنظومة المعرفية في مستوياتها الأربعة
واثر سلامة العقل او مرضه في بقية عناصر المنظومة
النموذج الاول :
الشكل يبين العقل الصحيح في العمق
ودوره في ضمان صحة وجودة بقية عناصر المنظومة المعرفية
النموذج الثاني:
الشكل يبين مرض العقل في العمق
ودوره في خلل وانحراف بقية عناصر المنظومة المعرفية
أين الخلل في منظومتنا المعرفية؟
نظام الأفكار هو المنظومة المعرفية للإنسان وللعقل الجمعي للمجتمع
وهي المتحكم الأساسي في:
1ــ فضاء تفكير المجتمع ، والذى هو بين السعة والضيق ، والمحدودية والطلاقة
2 ــ التصورات التي يتخيلها الفرد عن الماضي والواقع والمستقبل بأحداثه وشخوصه
3 ــ التصورات التي يكونها الفرد عن الذات والعالم المحيط من حوله ( الأصدقاء والمحايدين والأعداء )
4 ــ التصورات عن عالم الأفكار والاشياء من حوله
5 ــ صناعة القرارات والمواقف التي يمكن أن يتخذها
6 ــ اتخاذ المواقف المختلفة ، ومن ثم هي من تحدد ممكنات الفعل الحقيقية للفرد وللمجتمع
وكلما كان الخلل في السطح كان سهلا ،وسريع العلاج ،والعكس صحيح ، كلما كان الخلل في العمق كان الامر اكثر صعوبة .
تشخيص الداء
وفى ضور ما قمنا به في مركز هويتى لدراسات القيم والهوية من دراسات تحليله للواقع المصري خلال الأعوام 2018 ــ 2019 م يمكننا ان
نحدد موطن الداء وبدايته والذى بدا واضحا في المستويات الثلاث العميقة:
أولا مرض العقل : والذى تسكنه العديد من المفاهيم الخاطئة و المسلمات الموروثة الغير صحيحة ــ عدد 30 ــ مفهوم ومسلمة خاطئة مؤثرة على العقل ــ الغير صحيحة بسبب عدم صحتها من الأصل او بسبب تقادمها وعدم ملاءمتها للواقع الحالي ، حيت انه تم صناعتها وإقرارها في واقع آخر شديد الاختلاف عن الواقع الحالي ، والتي تؤثر على العقل ونمط تفكيره ، وتتسبب في زاوية انحراف تنمو كلما صعدنا الى السطح .
ثانيا طرق التفكير :
حيث يعانى العقل الجمعي المجتمع من عدد كبير من طرق التفكير العشوائية الخاطئة والتي تم حصر ودمج أهمها في اهم 15 طريق تفكير خاطئة شائعة.
ثالثا : فضاء التفكير : والذى يعنى خللين كبيرين :
الخلل الأول : محدودية وضيق فضاء التفكير بسبب الاستبداد وحرمان العقل من حرية التفكير ، والحرب على لعقول المفكرة وحصارها وتقييدها وتصفيتها ، ناهيك عن غياب التربية العقلية وصناعة العقول والتي أدت الى تجميد العقل وتعطيله عن التفكير المستمر والتطوير المستمر لفضاء التفكير
الخلل الثاني : وهو خلل التصورات والقرارات والمواقف التي يتم اتخاذها داخل هذا الفضاء بسبب الخلل الأساسي العميق في العقل ذاته ، ثم خلل المستوى الثاني المتمثل في طرق التفكير الخاطئة التي يتم استخدامها .
معادلات نظام الأفكار والمنظومة المعرفية للفرد للمجتمع
نظام الأفكار = الناتج النهائي من القيم والمفاهيم الحاكمة لتصورات وقرارات ومواقف المجتمع
المنظومة المعرفية للمجتمع = العقل × طرق التفكير × حراك الواقع× فضاء التفكير
فضاء التفكير = التصورات + القرارات + المواقف
التصورات = عن الذات × العالم المحيط × الزمن × عالم الأشياء والأفكار
مستويات تشكل وتخلق المنظومة المعرفية للمجتمع =
مستوى1 العقل + مستوى2 طرق التفطير + مستوى 3فضاء التفكير + مستوى4النتائج
العقل الصحيح = الخالي من أية آفات عقلية حتى وإن كان ضعيف الذكاء
العقل المريض = المعتل ببعض الآفات العقلية حتى وإن كان قوى وحاد الذكاء
حراك الواقع = الاحداث المختلفة × التصريحات × الأفكار والمقولات الحاكمة
النتائج = المكاسب والخسائر المادية والمعنوية
وسوم: العدد 817