لماذا تعز ؟
لمن يفهم في الجيوبيولتيك او الجغرافيا السياسية فان تعز التاريخية و هي معظم اقليم الجند و في موقعها الاستراتيجي و ثقلها البشري تمثل الحاكم و المتحكم في المنطقة من ميناء عدن و حتى ميناء الحديدة مرورا بباب المندب و المخا، و المتأمل في تاريخ الدول التي كان مركزها هذه المنطقة ظفار او مدينة عدينة (تعز) او موزع فان هذه الدول كانت تبسط نفوذها من القرن الافريقي و ساحل عمان و تخوم الحجاز.
ان من يسيطر و على اقليم الجند او تعز الكبرى بموقعها الجغرافي و مخزونها البشري الضخم فانه يسيطر ليس على اليمن بل على اليمن و ما جاوره ان استطاع ايجاد دولة مركزه تعز الكبرى او قاعدتها تعر الكبرى.
اضافة الى ذلك فتاريخيا و جغرافيا و اجتماعيا و حتى اقتصاديا و حتى دينيا فان تعز الكبرى هي اليمن و ممثلته و قلبه و هي في كل المراحل الحاملة الرئيسة للدولة الوطنية اليمنية بكل ابعادها.
لذلك كله فأن كل أعداء اليمن يعملون على تفتيت تعز و الكيد لها و الحرص على اذلالها و اخضاعها.
اما اصحاب المشاريع الصغيرة من اليمنيين فلا شيء يكرهونه كتعز، فهذا الحوثي يبدي حقدا عليها و يقتل ٣٠٠٠ طفل و ٧٠٠ امراء و ٨٠٠٠ من الرجال و ضعفهم من الجرحى كثير منهم مصابون باعاقات، و عند كل جولة حوار يبدي تفعما في كل الملفات الى ملف تعز و فك الحصار عنها الذي وصل قبل ان يفكه الابطال جزئيا، وصل الى منع الغذاء و الدواء و التبول على الماء حتى لا يشرب منه اطفال تهز و وصل الامر الى ذر القليل من الطحين -كانت تحمله ام ثكلى لاطفالها الجياع- على التراب نكاية بالام الضعيفة المستضعفة.
و اما الانفصاليون فلا شيء يغيضهم اكثر من رجال مقاومة تعز و انتصاراتهم و وصل العداء الانفصالي حدا ان يمنعوا جرحى تعز و مدنيي تعز من طلاب و تجار و غيرهم المسافرين خارج اليمن من السفر عبر عدن، وحجزهم دون غيرهم من ابناء اليمن عند بوابات عدن، ناهيك عن الدعاية السوداء و السخرية من كل ما هو تعزي و حتى من اسمها في اعلام الانفصاليين الجنوبيين.
و اما القاعدة و داعش فذهبوا الى قلب تعز في المدينة القديمة و شكلوا قوات و لبسوا ملابس داعش و اعلامها و حاولوا استجلاب العالم لضرب تعز و لولا رجالها الابطال الذي افشلوا هذه المؤامرات منذ البداية لاصبحت تعز في مكان حلب اليوم او الرقة.
المؤلم ان كل هؤلاء اليمنيين - للاسف- مدعومين بشكل مباشر من الد اعداء اليمن و لن المح او اداري، و قد اتضح اليرم ٢٣ مارس ٢٠١٩ ان الد اعداء اليمن هي الامارات التي تنشر عصاباتها في كل اليمن تحت مسمى الاحزمة الامنية و النخب و في تعز تدعم علنا الار هابيين في المدينة القديمة و كل ما حاول الجيس الوطني و الاجهزة الامنية القضاء على بؤر الارهاب في مدينة تعز تدخلت عن الطريق الضغط على المحافظ او الرئيس او كلاهما و لما فشلت قامت بارسال تهديد لقائد المحور اذا لم يوقف الحملة على قوات المصنف ارهابيا ابو العباس فانها ستضرب قوات الشرعية و رموز السيادة الوطنية في تعز بالطيران و حددت بالاسم مبنى المحافظة و ادارة الامن و قيادة المحور و قيادة الشرطة العسكرية و قيادة اللواء ٢٢.
اقولها بكل وضوح و صراحة اذا لم يتم طرد الامارات من اليمن هذا الوقت فلن يستطيع احد طردها اذا فات الاوان الا باثمان كبيرة و كبيرة جدا... !
وسوم: العدد 817