حين تكون الجيوش ، لعنة ، على شعوبها وأوطانها .. كيف تُعالج مشكلتها !
إذا أصبحت الجيوش - حارسةُ الأوطان والشعوب - في بعض الدول ، أدواتٍ ، بأيدي بعض الساسة ، أو العسكر المسيّسين..لقهر الشعوب، وإذلالها ، والتحكّم بمصائرها ، وأرزاقها .. فما البدائل ، أمام هذه الشعوب !؟ ( هذه مجرّد تساؤلات ، مطروحة ، على أولي الألباب ، الذين يعيشون ، في دول يحكمها عسكر، سرقوا الحكم، وطفقوا يتحكّمون ، بالبلاد والعباد ! وهي تساؤلات مطروحة ، للتفكير بها ، وتطارُح الآراء والأفكار ، حولها.. لعل ، وعسى!) .
نماذج (1) الجيوش العربية :
الجيش السوري : قام بأوّل انقلاب عسكري ، في المنطقة العربية ، عام/ 1949/ على يد حسني الزعيم ، الذي أسقط السلطة المدنية المنتخبة ، واستلم الحكم ، بضعة أشهر، ثمّ أطيح به ، بانقلاب عسكري ، استمرّ شهوراً قليلة .. ثمّ أطيح به ، ليستلم السطة ، عسكري آخر، هو أديب الشيشكلي ، استمرّ ، في حكم البلاد ، حتى عام/ 1954/ ، وأطيح به، لتُجري البلاد ، انتخابات نيابية ، حكَمت ، بموجبها ، البلاد ، سلطةٌ مدنية ، استمرّت ، حتى عام/ 1958/، حين قامت الوحدة ، بين مصر وسورية ! ثمّ فَصل الجيش السوري ، الوحدة ، عام/ 1961/ ، واستمرّ حكم الانفصال ، المدني ، سنتين ونيّف ، فقام بعض الضبّاط ، بانقلاب جديد ، عام/ 1963/، حكموا البلاد ، على أساسه ، حتى عام/ 1966 / ، حين قام انقلاب جديد ، استمرّ العسكر، يحكمون البلاد ، على أساسه ، حتى عام/ 1970/ ، حين قام حافظ أسد، بانقلاب ، على رفاقه البعثيين، واستمرّ بحكم البلاد، حتى عام/ 2000/، حين مات ، فعيّن العسكر، ابنه بشاراً ، خليفة له ! واستمرّ يحكم البلاد ، حتى قامت ، ضدّه ، الثورة الشعبية ، في عام/ 2011 / ! وسخّر الجيش ، لقمع ثورة الشعب ، وصَنع ، من المجازر، مالم يحدث ، في أيّة دولة ، عبر التاريخ ! وماتزال مجازره مستمرّة ، بأيدي بقايا الجيش السورى ، وأيدي الميليشيات الطائفية الشيعية: الفارسية ، واللبنانية ، والعراقية ، وغيرها.. ! إضافة إلى الجيش الروسي، الذي احتلّ سورية ، لإنقاذ حكم بشار، من السقوط !
الجيش العراقي : أمّا الجيش العراقي ، فأسقَط - بانقلاب عسكري - نظامَ الحكم الهاشمي المدني ، في أواخر الخمسينات ، من القرن المنصرم ! واستمرّت الانقلابات ، يتلو بعضُها بعضاً ، حتى حكم البلاد ، صدّام حسين، واستمرّ في الحكم ، قرابة عشرين عاماً ، حتى غزت أمريكا العراق ، فأسقطت حكم صدّام ، وحلّت الجيش ، وقتلت صدّاماً وابنيه الكبيرين ، وشرّدت أسرته ، وسلّمت حكم البلاد ، لإيران ، التي كانت لها اليد الطولى ، في إسقاط الحكم العراقي ، عبر رجالها ، حمَلة الجنسية العراقية , المتعاونين مع أمريكا !
الجيش المصري: قام بانقلاب عسكري ، عام/ 1952/ ، ضدّ الملك فاروق ، واستلم الحكم، بقيادة عبدالناصر، حتى مات عبد الناصر، وحكم البلاد السادات ، وهو عسكري ، ثمّ خلَفه ، حسني مبارك العسكري ، الذي حكم البلاد ، ثلاثة عقود ، ثمّ أطاحت به ، ثورة شعبية ، أفرزت حكماً مدنياً ، استمرّ سنة ونيّف ، فأطاح بها انقلاب عسكري ، على يد الضابط عبد الفتاح السيسي ، الذي مازال يحكم البلاد ، ويبطش بمعارضيه ، بأبشع الصور، وأشدّها قسوة !
الجيش الليبي : أطاح بالحكم المدني ، الذي كان على رأسه الملك السنوسي ، واستلم السلطة معمّر القذافي ، الذي حكم البلاد ، من عام/ 1969 / حتى عام/ 2011 / حين أطيح به ، بثورة شعبية ، تفكّك فيها جيشه، وتفكّكت البلاد ، ومازالت تعاني ، من صراعات داخلية دامية ! أمّا الجيش اليمني ، فلم يكن أحسن حالاً ، من الجيوش العربية، الآنف ذكرها؛ فقد قام بانقلابات، عدّة ، حتى أطيح ، بآخر ضابط ، من أصحاب الانقلابات، وهو: علي عبدالله صالح ، الذي دخلت البلاد، بعد سقوطه ، في حالة فوضى عارمة ، ماتزال قائمة ، من سنوات عدّة !
نماذج (2) الجيوش الإسلامية :
ولا بدّ، من الإشارة ، إلى الانقلابات المتعدّدة ، التي قام بها الجيش التركي، قبل استلام حزب العدالة ، الحكم.. كما لابدّ ، من الإشارة ، إلى ماقامت به الجيوش ، من الانقلابات ، في دول إسلامية ، متعدّدة ، في جنوب شرق آسيا ، وفي مناطق عدّة ، من إفريقيا !
بدائل الشعوب ، في التعامل ، مع مشكلات جيوشها :
تنقية الجيوش : لكن ، كيف تُنقّى ؟ ومَن يُنقّيها ؟ وممّ يُنقّيها ؟
تفكيك الجيوش : لكن ، مَن يفكّكها ؟ وكيف ؟
إذا أمكن تفكيكها ، وحصل ذلك : فكيف تحمي الدولُ حدودَها ، من القوى المعادية ؟
هل تُعدّل الدساتير، في هذه الدول ؛ بحيث تتضمّن: وجوب خضوع كلّ فرد ، في سنّ معيّنة ، لتدريب عسكري ، من نوع ما ، في مدّة معيّنة ، ليكون المواطنون ، جميعاً ، مؤهّلين ، للدفاع ، عن بلادهم ، عند العدوان عليها ؟
كانت القبائل العربية ، قبل الإسلام ، تتحارب ، فيما بينها .. وكان رجال كلّ قبيلة ، محاربين ، دون أن يكون، لأيّة قبيلة ، جيش محترف !
كان المسلمون ، في الدولة الإسلامية الأولى ، جميعهم ، محاربين ! ثمّ أنشئت الجيوش المحترفة ، في مراحل لاحقة .. فهل يعود المسلمون ، إلى تلك التقاليد السالفة ، فيكتفوا ، بالمدنيين المدرّبين ، لخوص الحروب ، دفاعية كانت ، أم هجومية ؟ أم يُدرّب أناس معيّنون ، على شكل مجموعات مقاتلة ، تدعم المواطنين ، المدافعين عن البلاد ، دون أن تكون جيشاً محترفاً ، يستغلّه أيّ قائد مغامر، للسيطرة ، على الدولة ، والتحكّم، بمصير مواطنيها ، وأرزاقهم ؟
لقد أدّت ثورات الربيع العربي ، إلى تفكّك الجيوش ، في بعض دول الربيع ، ونشوء كتائب مقاتلة ، من المدنيين! فهل يُعوّل ، على هذه الكتائب الجديدة ، وأمثالها ، في المحافظة على الأوطان ، وصون كرامات الشعوب وأرزاقهم .. أم ليس ثمّة ضمانات ، ضدّ استغلال بعض القادة ، سلطاتهم ، للسيطرة على الأوطان ، وإذلال الشعوب .. على غرار الجيوش النظامية القائمة !؟
نعود ، إلى التذكير، بأن هذه الأسئلة مطروحة ، على أولي الألباب ، لمناقشتها ، والبحث ، عن إجابات لها، مقنعة ، ممكنة ومجدية ! وإلاّ ؛ سيظلّ العسكر، يَعيثون فساداً ، في الأمّة ، ويعبثون بمصيرها ، ومصائر أجيالها، إلى ماشاء الله !
وسوم: العدد 818