هل جاء استحقاق الراعي الكذاب ..
حول تصريح روحاني أن
القوات المسلحة الإيرانية لن تستخدم ضد دول المنطقة
صرح السيد حسن روحاني رئيس جمهورية نظام الملالي صبيحة هذا اليوم : " أن القوات المسلحة الإيرانية لن تُستخدم ضد دول المنطقة ، وسوف تستخدم فقط ضد الغزاة والصهاينة " فمن يريد أن يصدق ..؟!
كنا أطفالا في الصف الثالث الابتدائي عند تعلمنا حكاية الراعي الكذاب . الراعي الذي ظل يصيح يوما بعد يوم : ذئب ..ذئب يا رجال ، ويهرع أهل الغيرة لإنقاذه فيسخر منهم أن نداءه كان كذبة ..حتى جاءه الذئب حقيقة فكان من أمره أن دفع الاستحقاق الذي يجب أن يدفعه كل كذاب ..
نحن لا نصدق حقيقة أن ذئبا أمريكيا يتربص بملالي طهران . ولقد تعلمت أجيالنا في هذه العقود الأربعين من فقه الباطنية والتقية وألاعيب الشيطان ما يجعله إن شاء الله عصية على تضليل المضللين وإفك الأفاكين .
ويبقى السؤال قائما مَن مِن أبناء أمتنا وممثلي دولنا سيصدق بعض الإفك الذي تفوه به روحاني في شقيه : بأن سلاح دولة الولي الفقيه لن يوجه إلى دول المنطقة وهذه فرية كبرى ، وأنه موجه فقط للغزاة والصهاينة وهذه فرية أكبر !!
وإذا أحب السيد روحاني أن نذكره ، وما هو بناس ، لذكرناه أن حرب الجمهورية "الإسلامية " الأولى كانت ضد دولة من دول المنطقة . حرب استمرت قريبا من عشر سنوات أزهقت فيها أنفس ودمرت فيها طاقات وإمكانات ، واستعانت فيها " الجمهورية الإسلامية " ، ودائما وصف الإسلامية بين قوسي الاستنكار، بالمحتل الصهيوني الذي يزعم روحاني أن سلاح جمهوريته معد للتصدي له فقط . ولم تتوقف هذه الحرب إلا حين تحسى المرشد الأعلى كأس السم ...!! ويحٌ له بل ويلٌ أيحتسي كأس السم حين تتوقف حرب عبثية أشعلها للقتل والتدمير !!
ثم لتستأنف هذه الحرب بأشكال أخرى من الكيد والمكر والتي لم تبلغ مداها إلا بعد أن دمرت في العراق الدولة وقتلت وهجرت حوالي ثلث السكان ..يقول روحاني : سلاحنا ليس ضد دول المنطقة : فكيف لو كان ؟!
" سلاح المقاومة ضد العدو الصهيوني فقط .." وكم سمعنا حسن نصر الله يزعق بهذه العبارة على رؤوس الأشهاد ، ثم ما أسرع ما رأينا هذا السلاح يشهر على أهالي بيروت وطرابلس قبل أن نصل إل محطات حماية المراقد المقدسة وحماية مشروع المقاومة في سورية ..
سلاح فصيل لبناني وهو سلاح إيراني بامتياز ، يغتال رئيس الحكومة في لبنان ، وهذا اتهام محكمة دولية ، ويشهر على أبناء لبنان في معركة التطويع والتركيع .و ما زال يحمي الساعي بالفتنة والموقد لنهارها ميشيل سماحة ، ويريدنا السيد روحاني والسيد حسن نصر الله أن نطمئن ..أن سلاحهم ليس لقتلنا وتهجيرنا واستعبادنا !!!
وإذا يممنا باتجاه سورية ، سورية الجريحة المنحورة بحراب الطائفيين المنادين بثارات الحسين ، يحشدهم ويدربهم ويمولهم ويضمن لهم غرفهم في الجنة الولي الفقيه وسلسلة الشر من المراجع والقادة ، الميليشيات الطائفية القذرة يتدفقون على سورية يستهدفون كل مظهر من مظاهر الحياة والعمران فلا ينجو من مخالب ذئابهم طفل ولا امرأة ولا شيخ كبير ولا مسجد ولا مدرسة ولا مستشفى ولا عابر سبيل ..ثم يريدنا حسن روحاني أن نصدق !!
السلاح الذي امتلكته إيران أو الذي صنعته إيران جربته واستعملته هنا في سورية ..ضد هذا الشعب الأعزل بالتواطؤ والاشتراك مع الغزاة الروس الذين يزعم السيد روحاني أن سلاحهم مرصود لمقاومتهم بوصفهم "غزاة دخلاء " على حضارة المنطقة وإنسانها .
سلاح القوات المسلحة الإيرانية كما يقول حسن روحاني مرصود لمقاومة الغزاة والصهاينة!! وشر البلية ما يضحك ..
يضحكنا ضحك مرارة ما نتابعه كل يوم من صفع صهيوني على الجبهة والقفا للصفويين، حتى ذلت الرقبة وتخرق الإهاب ، ولم نر للسلاح الإيراني فعلا إلا في معارك الولي الفقيه ضد الأطفال والنساء الذين واللواتي سد الروسي والأمريكي عليهم الآفاق فمنعهم من دفع ومنع أولياءهم من انتصار.
ومن سورية إلى اليمن حيث أشعلت نار فتنة بفتيل إيراني وسلاح إيراني وما تزال عصابات الولي الفقيه من حوثي وغيره تشعل جنوب الجزيرة العربية بفتنة لا يكاد ينطفئ لها أوار .. رغم سعي الصادقين إلى لم الشعث ومصادرة أسباب العداوة والشقاق .
نقول للسيد روحاني ولمن وراءه لقد خانكم الذكاء الذي تدعون ، بل انكشفتم في ظلال ما أسميتموه جمهوريتكم الإسلامية عن كتلة مجسمة من الغباء حين وثقتم بأعداء أمة فتحالفتم معهم عليها . وكنتم العصا القذرة بيد الروس والأمريكيين ومن ورائهم الصهاينة يسخرونكم ويسوقونكم في الاتجاه الذي يريدون .
وإن الخرق الذي أحدثتموه مع شعوب هذه الأمة لن يرقع . وأن الحرب التي أشعلتموها على كره من هذه الشعوب لن تطفئ ؛ بكلمات باردة كالتي نطق بها روحاني هذا الصباح .
جوابنا للسيد حسن روحاني ولكل من يسير في ركابه أن يقرأ جيدا حكاية الراعي الكذاب لا ليتعلم منها فقد فات أوان التعلم ، وإنما ليعلم انه لا بد أن يأتي اليوم الذي يدفع فيها الكذابون الأفاقون الذين جعلوا من التقية دينا الاستحقاق ...
سيندم دعاة الفتنة ورعاتها ولات حين مندم ..
وسوم: العدد 821