أليسَت السَرِقَةُ إرْهَابَاً ورعباً ..؟
أفضل استخدام مصطلح الرعب بدلاً من الإرهاب ولهذا مبررات لغويَّة ودينيَّة.
قال: الإسلام يأمر بقطع يد السارق ..أليست عقوبة إرهابيَّةٌ قاسية بشعة..؟ فما هو ردُكم .. ؟ بداية لست أدري! أيهما أبشع إرهاباً ورعباً وأعظم شناعة ..؟ إبادة شرائح ومجموعات بشريِّة بكاملها خلال حرب عالمية تشنُّ اليوم بحق أو ربما بغير حق لاستئصال الإرهاب والإرهابيين(الرعب والمرعبين) من المجتمعات في أنحاء العالم.. أم قطعُ يَدِ إرهابيٍّ (مرعبٍ ) واحدٍ هو السارق..؟ أوليس الاعتداء على ممتلكات النَّاس وحقوقهم من الإرهاب (الرعب) ..؟ وماذا لو رافق عملية السرقة قتل المسروق ورُّبما إبادة أسرته بكاملها كما هي حالات السطو المُنَّظم في كثير من ديار الغرب والشرق على السواء ..؟ ولماذا هذا النحيب والشفقة على يد السارق دون اعتبارٍ لرقبة المسروق وممتلكاته..؟ ومن ثمّ لماذا نقبل بشن العقوبات الجماعية ونرحِّب بها من أجل معاقبة مجموعة لصوص في بلد ما في العالم ..؟ ونتردد في قبول عقوبةٍ سارقٍ واحدٍ ردعاً له ولأمثاله.. وليعيش من بعد هو وباقي النَّاس بأمن وسلام؟ وللعلم فإن عقوبة السرقة في الإسلام وغيرها من العقوبات الجنائية محفوفة بضوابط وشروط تكاد تجعلها غير قابلة للتطبيق منها:(التحري الدقيق لإثبات هذه الجناية، تحري حالة السارق، تحري علاقة السارق بالمسروق) بالإضافة إلى الإجراءات الدقيقة في تطبيق العقوبة ومنها:(التزام القاعدة النبوية : "ادرؤوا الحدود بالشبهات" أي البحث عن أي مبرر لتعطيلها .. النظر فيما إن كانت السرقةُ احترافاً أم انحرافاً طارئاً..؟ فإن كانت حالةً طارئةً ينذر ويؤخذ عليه العهد بعدم العودة لها، وإن كان محترفاً تطبق بحقه العقوبة مع مراعاة الحق الخاص والحق العام، فإذا عفا عنه صاحب الحق الخاص تسقط العقوبة عنه ويبقى عليه الحق العام، ولولي الأمر أن يتخذ بحقه عقوبة رادعة حسب الحالة ووفق القواعد العامة لنظام الدولة، فإن أصرَّ صاحب الحق الخاص على تنفذ العقوبة..؟ فهناك تدرُّجٌ في العقوبة مع الاجتهاد في كلِّ مرَّةٍ في البحث عن شبهة تحول دون تطبيقها. وبعد ..أيبقى بعد كل هذه الضوابط مبرراً لوصف عقوبة السرقة بالقسوة والإرهاب..؟ مع العلم أنَّ عقوبة السرقة لا تطبق مع حالات المجاعة العامة والكوارث. وفي موقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ لعبرة بالغة مع الغلمان الذين سرقوا وجيء بهم إليه ليقيم عليم حد السرقة.. فسألهم عمرـ رضي الله عنه ـ لِمَ سرقتم ..؟ قالوا منعنا سيدنا أجرنا وضيَّق علينا.. فقال عمرـ رضي الله عنه ـ لمن جاءوا بهم: (اذهبوا فاقطعوا أيدي من أجاعوهم).
وسوم: العدد 822