وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف .. جلد الأفعى للولايات المتحدة وفحيحها للدول العربية ..
بعد التصعيد الكلامي عالي النبرة الذي صدر عن القيادات الإيرانية ردا على التهديدات والتوعدات الأمريكية ومنها قول الإيرانيين : حرب بحرب ، وتصنيف بتصنيف ، وحصار بإغلاق الخليج ..
وبعد أن أصبحت بعض التهديدات الأمريكية أمرا واقعا عادت الدبلوماسية الإيرانية إلى تقلبها المعهود في فنون التقيّة والمراوغة واللعب على الشعارات..
وكانت بداية التحول في الموقف الإيراني الأقرب في عزل الجعفري قائد الحرس الثوري الإيراني عن موقعه ، وهو الذي كان يقول يُخشن القول بحق الحليف المخاصم " الولايات المتحدة " ليعين مكانه العميد حسين سلامي الذي رفع إلى رتبة لواء ليليق بالموقع .
ثم في لقاء غير مبرمج مع رويترز صبيحة الخميس 25/ 4 / تحدث وزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف بلهجة أكثر دبلوماسية عن الولايات المتحدة الأمريكية فإيران في رأي ظريف قادرة على تحمل أعباء العقوبات الأمريكية ، وستحاول التخفف من تبعاتها ، ومضيق هرمز الذي هدد الإيرانيون بإغلاقه طويلا ، سيظل حسب وعد ظريف مفتوحا أمام السفن والسفن الأمريكية تحديدا ، وتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية تصنيف ظالم وغير مناسب ، والأهم من كل ذلك ثناء ظريف على الرئيس ترامب : ترامب لا يفكر بالحرب ، وترامب لا يريد الحرب ولكن قد يدفع إلى ذلك ... من الذي سيدفع ترامب إلى الحرب يبقى المعنى في قلب ظريف حتى يخرج متحدث باسم الخارجية الإيرانية فيكمل الرسالة على نحو أكثر حدة ولكن باتجاه آخر هذه المرة ...
بتوجيه تحذير للعربية السعودية لانتهاجها سياسات تقوم على الفتنة - بحسب المتحدث باسم الخارجية-الإيرانية - وإيران لن تسمح لأحد بسلب حصتها من سوق النفط . وعلى السعودية أن تتحمل نتائج تبعيتها العمياء لسياسات واشنطن بشأن صادرات إيران النفطية ..
ليونة ملمس الأفعى تجاه الولايات المتحدة وفحيحها أو كشيشها تجاه العربية السعودية يمثل جانبا من جوانب السياسات الإيرانية التاريخية . كما يعبر حقيقة عن طبيعة الأزمة التي تعيشها إيران بعد أن شد حليفها الأمريكي الحزام عليها عروة واحدة فقط . واقع يرسم لنا حقيقة كم يتطاول الصغار وكم يتجاوزن عندما تتيح لهم الظروف الخارجية النيل ممن هداهم ووقاهم.
ويبقى السؤال أي انعكاس سيكون للدور الإيراني على المشهد السوري في ضوء المعطيات الراهنة ؟! وهل ستجد لإيران وميليشياتها نفسها بين أقواس الحذف والتهميش أو التهشيم الروسية الأمريكية . وإلى أي حد سيتوافق الحليفان اللدودان على إعادة الاعتبار لهذه الأدوات . بالتأكيد لن ترغب الميليشيات الإيرانية أن تتحرك على الأرض السورية تحت تهديد الطائرات الروسية أو الأمريكية بعد أن نعمت بحمايتها طويلا وهي تقتل السوريين وتشردهم من ديارهم ...؟
ثم هل سيقبل بشار الأسد بالدور الصهيوني ظهيرا معلنا لزمرته بعد أن كان ظهيره الخفي على مدى نصف قرن من الزمان ؟!
إن الذي لا يجوز أن ينساه أبناء أمتنا وأبناء شعبنا في العراق والشام بشكل خاص أن البندقية الإيرانية كانت في كل الملاحم والأزمات بندقية للإيجار ضد وجود هذه الأمة وضد حضارتها وضد إنسانها على السواء ..
وأن لا ينسى أحد منا أن كل الذين أجروا ويؤجرون بنادقهم مهما تكن الدوافع والأسباب هم العدو الذي يجب أن نحذره مهما تقلبت بنا الظروف والأحوال.
وسوم: العدد 822