هل باع ترامب حلفائه العرب وهل يتكرر سيناريو الشريف حسين مع الانجليز..!!
قرقاش :ملتزمون بوقف التصعيد مع الجارة إيران..!!
ابتداءاً فانا أكثر شخص في هذا الكون كرهاً لايران واتباعها وعملائها وأشد بغضاً لتلك العمائم القذرة لآيات الله الصغرى والكبرى،وكم تمنيت ان اصحو ذات يوم فأجد ان الله قد خسف الأرض بايران وشيعتها على حد سواء،ولكن أعود فأقول ومانيل المطالب بالتمنّي،وان ماجرى يقودني الى التساؤل :
اذا كان العالم لم يعترض على إيران وهي تمارس القرصنة فتضرب خطوط امداده بالنفط فتخرب ناقلات النفط في مياه الخليج ثم تستهدف انابيب شركة ارامكو في العمق السعودي،أقول اذا كان العالم لم يهتز له جفن وهو يرى بلطجة ايران في قطع شريانه الحيوي المتمثل بامدادات النفط فهل سيهتم العالم فيما اذا اصبح الصبح واذا بفيل الخامنئي على اسوار مكة ..؟؟
اذا كان ترامب الذي لاتبعد اساطيله سوى مرمى حجر عن ايران ،اذا كان لم يحرك تلك الاساطيل وحاملات الطائرات للدفاع عن امدادات النفط واهانة ايران لحلفائه ،اذا كان ترامب لم يخرج ولو بتصريح يستنكر ولو بتغريدة على تويتر قيام ايران بهذا الفعل فهل سيحرك المارينز لو رأى الحرس الثوري في الرياض ..؟؟
للأسف اننا نحن العرب نلدغ من ذات الجحر ألف مرة فلا نتعظ وكأن بني قومي أدمنوا اللدغات فلا هم يتوبون ولا يتعظون وسيظلون الى ماشاء الله كالأيتام على مائدة اللئام تقذف بهم المقادير كما الريشة في وسط البحر،ففي كل يوم لدغة جديدة وفي كل عام لهم عرس جديد.
يقطعون ذراعهم ويطلقون النار على أرجلهم ويقتلون اسودهم فتتناوشهم كلاب الاعداء ثم يهرولون يستنجدون بترامب ليبيعهم برخص التراب.
وفي التاريخ عبرة لمن اعتبر والعاقبة لمن جرّد السيف وبالمجد ظفر..
فهل يتذكر بنو قومي الشريف حسين شريف مكة يوم تراسل مع السير هنري مكماهون المعتمد البريطاني في مصر أثناء الحرب العالمية الأولى ووعدته بريطانيا بالاعتراف باستقلال العرب مقابل إشعال شريف مكة الثورة العربية ضد الدولة العثمانية وكانت مكافأتهم له خارطة سايكسبيكو ووعد بلفور،بل وحتى لم يسلم على عرشه ،فبعدما هاجمه ابن سعود اتصل بالقنصل البريطاني في جدة أجابه بأن حكومته قررت الحياد ثم نصحوه بالتخلي عن العرش ففعل وترك مكة ليستقر في العقبة وهناك نصحوه بالمغادرة إلى جزيرة قبرص .
هل يتذكر القطيع يوم ظهر الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية كقوة عظمى بنى عليها بعض الاحرار العرب والثوريين آمالهم فكانت النتيجة ان الاتحاد السوفيتي كانت الدولة الأولى التي تعترف باسرائيل بل سبقت حتى بريطانيا في الاعتراف بدولة اسرائيل لحظة اعلان بن غوريون عن قيامها.
هل تتذكرون معي يوم حبس العالم انفاسه عندما اعلن ترامب انه سيضرب بشار الاسد وبعد ايام تمخض الجبل فولد فأراً عندما تبين ان ترامب وحتى قبل الضربة اعطى لبوتين قائمة الاهداف التي سوف يستهدفها لكي يتسنى لبشار الاسد اخلاء المكان لصواريخ ترامب في مسرحية جعلت الاسد وايران يتيقنون انهم خارج اهتمامات العداء الامريكي فكانت مسرحية ترامب رسالة مشفرة لايران والاسد وبوتين لاطلاق يدهم في سوريا وكلكم شاهدتم وكنتم شهودا على مافعله الاسد عقب تلك الضربة البائسة التي بنى عليها البعض الآمال وهلّلوا لها.
ثم جاء ترامب الى السعودية واخذ المليارات ووعدهم باسقاط حكومة قطر واطلاق يدهم لاحتلالها وبعد ايام لم يحصلوا منه سوى على تغريدة على تويتر ..
واليوم زمجر وتوعد وارسل حاملات الطائرات وعندما وجد ال سلول انفسهم في مرمى نيران الحوثي لم نسمع من ترامب حتى ولو تغريدة يعبر فيها عن قلقه كما كان يفعل بان كيمون.
وعدهم بالحرب ثم يجتمع ويصرح بصوته العالي انه لايريد حتى تغيير نظام الخامنئي وانه لايريد اذيتها ويدعوها للتفاوض .
وفي مواقع التواصل، يعبر القطيع عن ابتهاجه بقرب المواجهة بين امريكا وشيطانها الاصغر في طهران ويعلقون الامال على تحركات القوات الأميركية في الخليج ويحبسون انفاسهم بانتظار الضربة واذا بنا نرى ايران تقطع خطوط امدادات الطاقة وتضرب العمق السعودي بينما يدعو ترامب الى خفض التوتر ويشدد على أن القتال ليس واردا أصلا، وينفى وبشدة وجود خطة لإرسال حشود ضخمة من قواته إلى الخليج تحسبا لمواجهة عسكرية مع إيران،ثم يؤكد وزير خارجيته مايك بومبيو أثناء زيارته لروسيا، أن بلاده لا تريد الحرب مع إيران، وقبلها يزور بروكسل ويجتمع مع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والمانيا ومسؤولة العلاقات في الاتحاد الاوربي ليستعطفهم التواصل مع ايران لتجلس معه على مائدة المفاوضات.
ثم وبعد ان تضرب ايران عمق الاراضي السعودية يخرج السفير الأميركي لدى السعودية جون أبي زيد ليقول إن هناك حاجة لإجراء تحقيق واف لفهم ما حدث ثم يأتي الرد المعقول بما لا يصل إلى حد الحرب".
ولم يقف السفير عند هذا الحد، إنما شدد على أنه ليس من مصلحة إيران ولا الولايات المتحدة ولا السعودية أن يتفجر صراع في الشرق الأوسط،ثم ينطق خامنئي بقوله "لا نسعى لحرب وهم لا يسعون لذلك أيضا.إنهم يعرفون أن هذا ليس في صالحهم".
وختاما سوف اظل اقول انه ليست فقط الارض كروية ولكن التاريخ ايضا كروي هو الآخر،فهاهو التاريخ يعيد سيرته الاولى متجسدا في هذيان القطيع وسفهاء الاحلام ممن يعلقون الامال على ترامب باعتباره المسيح المنتظر والذي سيركب حصانه الابيض لتحرير عقولهم المريضة من اوهامها وتخليصهم من ايران وشيعتها مع العلم ان هؤلاء السفلاء اصلا كانوا حميرا ركبت ايران على ظهورهم وهم الذين ادخلوها الى مضاجع نومهم فسلموها شرفهم بخيانتهم،واليوم صاروا يتقمصون دور سندريلا وهي تحلم بالمخلص المنقذ فارس الاحلام،واذا جاز لي استعارة حوادث التاريخ فيمكنني محاكاة رحلة امرئ القيس الملك الضليل يستنجد بقيصر الروم ليعيد له مُلكا ضائعا،فلم ينجده احدٌ حتى مات في طريق عودته خائبا،وتناسى القطيع ان من لايمتلك القدرة للدفاع عن نفسه لن يجد في الاخرين من يدافع عنه.
ولا انسى تذكير القطيع برحلة ذي يزن ملك اليمن (والد سيف بن ذي يزن) حين استنجد بكسرى الفرس ليعيد له زوجته التي سباها ملك الحبشة،فذهب يستنجد بكسرى ويستعطفه وظل واقفا في بابه حتى بلغه الموت على باب كسرى دون ان يقابله.
ولكن لا اتعاظ لميت ولا علاج لسفيه.‼
وسوم: العدد 825