ماذا قالت "حماس" عن علاقتها مع النظام السوري؟
نفى قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رسمياً، الأنباء كافةً التي تتناقلها وسائل الإعلام العربية والدولية، والتي تفيد بإعادة فتح ملف علاقتها مع النظام السوري الحالي برئاسة بشار الأسد.
وقال نايف الرجوب، القيادي البارز في الحركة بالضفة الغربية المحتلة، في تصريحات لـ"الخليج أونلاين": إن "العلاقات مع النظام السوري لن تعود، وما يُنشر بالإعلام مجرد كلام لا أساس له من الصحة".
وأكد في أول تعقيب رسمي من الحركة، أن النظام السوري الحالي لم يعد له أي وزن أو قيمة، ومن الخطأ التعويل عليه أو التقرب منه، مضيفاً: "الملف السوري (النظام) استُهلك تماماً، وأصبح رهاناً خاسراً".
وذكر القيادي في حركة "حماس"، أن أي تقرُّب من هذا النظام سيكون على حساب الشعوب الحية، والنظام السوري لم يعد له أي تأثير على المستوى الإقليمي، والتقرب منه في ظل الظروف الحالية سيكون "ضرراً محضاً وعديم الجدوى أو المنفعة".
تصريحات القيادي في حركة "حماس"، لـ"الخليج أونلاين"، جاءت رداً على تقارير تناقلتها وسائل الإعلام تكشف بدء مفاوضات رسمية بين حركة "حماس" والنظام السوري، لعودة الحركة إلى الحضن السوري مجدداً، وفتح باب العلاقات الرسمية معها على غرار بعض الدول العربية.
وكان موقع "المونيتور" البريطاني نقل عن مسؤول إيراني في وقت سابق، أن طهران تتوسط بين نظام الأسد وحركة "حماس" منذ مطلع عام 2017، مشيراً إلى أن عديداً من الاجتماعات جمعت قادة إيران و"حماس"، لتحقيق ذلك الهدف، بحسب قوله.
وخلال سنوات الثورة السورية، اعتبرت غالبية الدول العربية الأسد "مُجرماً"، لكن الوضع اختلف مؤخراً؛ حيث أعادت بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع نظامه، كان آخرها الإمارات والبحرين، من خلال فتح سفارتيهما في دمشق.
وفي 16 ديسمبر 2018، وصل الرئيس السوداني عمر البشير (معزول حالياً إثر ثورة شعبية) إلى العاصمة السورية دمشق للقاء الأسد، بشكل مفاجئ، ضمن زيارة سرية لم يعلَن عنها مسبقاً. وكانت هذه أول زيارة لرئيس عربي إلى سوريا منذ اندلاع الثورة على نظام الأسد في مارس 2011.
كما لمحت السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" في كثير من المحافل السياسية إلى عودة العلاقات الرسمية مع النظام السوري، وتحدث عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، عن زيارة قريبة للرئيس محمود عباس لدمشق، بعد افتتاح مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وسط العاصمة السورية في (14 يناير 2018).
الجدير ذكره أن علاقات النظام السوري مع حركة "حماس" قد قُطعت في عام 2012، بعد اشتداد الأزمة والحرب في سوريا، وإعلان الحركة وقوفها بجانب الشعب السوري ورفضها المجازر التي ارتُكبت بحقه؛ وهو ما دفع النظام إلى إغلاق مكاتبها كافة وطرد معظم قادتها إلى خارج سوريا.
وقضى في النزاع المستمر بسوريا منذ 2011، أكثر من 370 ألف شخص، في ثورة بدأت سلمية وحوّلها الأسد إلى مجازر ترتقي إلى جرائم حرب.
وسوم: العدد 830