الصوفي المنحرف
إن الصوفي المنحرف ، الذي يدعي امتلاك البركة والنيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع ويروج لشعاره المفضل " من لا شيخ له فالشيطان شيخه " ليضل الناس بغير علم ويدفعهم لعبادته طلبا للبركة والصلاح ، التي يدعي أنه يمتلكها ويستمدها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق الوراثة والولاية ، وأن بيده وحده الخلاص والنجاة والفوز يوم القيامة ، فهو ينصب نفسه وليا لله ، وسمع الله الذي يسمع به ويده التي يبطش بها . إنه الوصي عن الدين ، فيحصد من وراء هذا الادعاء مصالح وأموالا طائلة ، ويستفيد من عقارات لا حصر لها ولا حدودا ، وفوق هذا ، لا يؤدي عن كل ذلك سنتا واحدا كضريبة لخزينة الدولة ، لأنه معفي من أي التزام للدولة ، فهو فوق القانون المنظم للضرائب . ولمساهمة الصوفية في طمس الوعي الديني وتحريف الفهم الصحيح للعقيدة وللدين وللنصوص الشرعية ، ( يتبع ) نجدا بعض الجهات المسؤولة في الدول والتي ترى أن من مصلحتها المحافظة على الامتيازات ، التي تحفظها لها وتحافظ عليها الصوفية ، تساند وبشكل مطلق الفكر الصوفي والطرق الصوفية ، فتخصص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لشيوخ الزوايا البالغ عددها 1496 والقائمين على سدنة الأضرحة البالغ عددا 5038 14,6 مليار سنتيم حسب مقال لمحمد بلقاسم نشر بهسبريس يوم 13 فبراير 2018 . اعترافا من الوزارة بأهمية شيوخ الصوفية ودورهم الفعال في تدجين العوام .
وشبيه بالشيخ الصوفي ونظيرا له ، هناك فقيه فتات الموائد البائع لدينه الناطق باسم الله ورسوله والمتقول عليهما بعض الأقاويل الكاذبة . هذا الفقيه ، الذي يدعي السلفية ويستفيد من أموال السعودية ودول الخليج بصفة عامة ، هو بكل تأكيد داع للصنمية والوثنية . وكل من اتبعه وصدق ما يفتي به في غرائب النوازل خاصة منها الجنسية ( فتوى الدلاحة " البطيخ الأحمر " والخيزو " الجزر وعدم جواز إزعاج الزوج أو إحراج زوجته أثناء الخيانة الزوجية ، إن هو ضبطها متلبسة بالخيانة الزوجية ، وفتوى ، الدعوة إلى فض اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة وقتل المعتصمين وذبحهم ذبحا وهم في اعتصام سلمي ، بل وهم في عبادة صلاة الفجر ، ذلك الاعتصام ، الذي عرف بسم مذبحة رابعة وبالفتوى الشهيرة لمفتي مصر لكبير أصنامها وجيشه " اضرب على المليان " وفتوى إباحة ملك اليمين من المهاجرات السوريات " - فتوى أصدرها الشيخ السلفي الأردني العجلوني على صفحته في اليوتيوب - جاء فيها : ( علاجا لمسألة التهجير الواقع على أهلنا في سورية ، بحيث أن النساء في سورية المهجرات لا يجدن من يغطي نفقاتهن ولا يجد من يحرصن على حفظهن وحفظ أمنهن فيجوز لهن أن يطلبن الدخول في عقد زواج ملك اليمين بحيث يصير هذا الرجل سيدا لها وتصير المرأة ملك له ) ،
ليت الشيخ السلفي الأردني العجلوني أفتى باستقبال الأخوات المهاجرات السوريات المسلمات ، كما استقبل النجاشي الحبشي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو كما استقبل الأنصار المهاجرين إلى المدينة ، أو كما استقبلت سيدته ميركل رئيسة وزراء ألمانيا مهاجري سوريا والعراق بألمانيا ووفرت لهم كل ما يغنيهم عن المسألة . ولكنه أخلد إلى الأرض واكتفى باللهث كالكلب ، يدعو إلى الاستغلال وإلى الرق والعبودية ، التي خلص الإسلام الناس منها وحرمها . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { قال : قال الله ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره }
أيها الشيخ الداعي إلى نشر العبودية ، التي خلص الإسلام الناس منها . تبا لك ، لاتكن كالأنصار أو كالنجاشي ، فذلك مرقى لا يحلم به أمثالك ، ولكن كن على الأقل كسيدتك ميركل ، إن كنت عاجزا أو رافضا أن تكون كأسيادك الأنصار، فتستقبل الأخوات المهاجرات ، أو على الأقل تدعهم وشأنهم والله كفيل بهم و لا تدعو إلى استرقاقهن واستعبادهن وقد جعل الله لهن سبيلا .
، إن الفتاوى التي يستصدرها السلطان الصنم الإله ، من فقهاء موائده ، والتي يبيحون ويجيزون فيها له استعمال السيف لسفك الدماء ظنا منه ومنهم ، أن ذلك يدرأ المفاسد ويقبر الفتن ويساهم في الاستقرار واستتباب الأمن ويستأصل الخارجين على السلطان الصنم ، أو يستعبدهم ويرهقهم عذابا ، حتى يتخذوه إلاها يعبدونه من دون الله ، وعند ذلك يكون الأمر كله له لا لله ، ولو كان هذا السلطان الصنم أو هذا الصنم الرئيس كافرا وثنيا ظالما سفاكا لدماء الأبرياء ، كرئيسة ميانمار أو البورما " أونج سان سوكي" التي أحرقت مسلمي الروهينغا المحرومين حتى من المواطنة ، كأدنى حد لحقوق الإنسان ، أحرقتهم أحياء وحرمتهم ، حتى من حق الحياة ، مثل هؤلاء الأصنام لا يجوز ويحرم الخروج عليهم
. إن هذه الفتاوى الغريبة التي لا تستند لا إلى عقل ولا إلى شرع بل تستمد من الهوى وإملاءات الشيطان ، كثيرة ، كثيرة ،لا أستطيع حصرها . والغريب حقا والمتعجب منه ، أننا لا نجد فتوى واحدة تتحدث عن ركاز المعادن والبترول وتوزيعه على مستحقيه من الدول الإسلامية ولا عن الزكاة ووجوب أدائها للثمانية المخصصة لهم والتوزيع العادل للأموال بين جميع المسلمين وتحريم التبذير ، الذي وصل إلى درجة أن بعض السفاء من العرب الصنميين ، أطعموا جمالهم ونوقهم اللوز ذو الجودة العالية وبعضهم أطعم دوابه الأوراق المالية ، بعد أن لف بداخلها الطعام ، الذي تحبه هذه الدواب . أما الخمر والقمار وما يحدثونه في اللاهي الليلية والخمارات ، فذلك هو المباح بالعادة ولا يعلم فقهاء السوء عنه شيئا وبالنسبة إليهم فإن السلطان لا يحاسب عن ذلك ، وحتى لو مارس الجنس جهرا وعلانية وعلى التلفاز أمام الناظرين لمدة نصف ساعة ( ولا أدري هل سيحرمونه إن استمر أكثر من نصف ساعة أم لا ) ولو جلد ظهر المواطن وسلب ماله ووقع في عرضه ، فلا يجوز له الخروج عليه أو إنكار ذلك عليه .
وفي حدود علمي ، لا توجد أي فتوي لفقهاء السوء الداعين للصنمية البشرية ، تدعو إلى وجوب نصرة المسلمين وفكهم من الأسر والعذاب والاغتصاب ، ولا حتى الحديث عن هذه المآسي ونموذج الروهينغا يحدثنا عن كل هذه المآسي ويصدق ما أقول .
إن فتاوى الفقهاء السلفيين المبشرين بالصنمية الحديثة ، ومن يسيرون على نهجهم ويتبعونهم ،لا يستسيغها عقل ولا حس إنساني سليم ، ولا يتحملها نص . وفي تصوري وانسجاما مع إيماني التوحيدي ومنهج قرآني ، كل من سار على نهجهم وأطاعهم طاعة عمياء ، فهو حتما عابد للأصنام عن وعي أو بدون وعي منه ، مشرك ، تابع لوثن بشري يعبده من دون الله ويشركه بربه الواحد الأحد .
إن الأصنام هنا ليست مادية كالحجر والشجر... بل هي بشرية متمثلة في رجال التصوف وبعض رجال الدين ، الذين أشرنا إليهم قبل قليل والذين يلعبون دور الأنبياء والرسل ويتقمصون شخصيتهم ، ويحدثون الناس باسمهم زورا وكذبا وبهتانا وينصبون أنفسهم أئمة معصومين ينافسون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ويفتون بغير ما أمر الله سبحانه وتعالى ، وأفتى رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويضعون القرآن جانبا ، يزينون به بيوتهم ولا يخصصون له أي حيز في معاملاتهم وفي تشريعاتهم ، فلا دخل للقرآن في نظرهم في الحياة اليومية للإنسان ، وتدبير الشأن المحلي والاجتماعي ، لأنهم في ظنهم قادرون على الاجتهاد وعلى استنباط الأحكام "الشرعية" انطلاقا من هواهم ، فاتبعوا ما تمليه وتوحي به شياطينهم وقرناءهم عليهم فتشتتوا وتفرقوا ، وأفتوا بالربا وأكلوا المال الحرام و كل المال الخبيث ، الذي يتقرب به للضريح ، بعد أن استباحوه ونصبوا على عباد الصنم الضريح .
إن بعض الفقهاء الضالين المبشرين بالصنمية وغير الملتزمين بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والمشتغلين بالخرافة والبدع والأسطورة اكتشف أمرهم وفضحت ألاعيبهم وترهاتهم فنفر منهم الشباب ، وفقد فيهم الثقة بصفة نهائية فتركهم ظهريا وراءه ، وابتعد عنهم غير آسف عنهم ولا نادما ، واتجه نحو الإلحاد والكفر واستبدال الدين الإسلامي بدين آخر باطل ، لا اقتناعا منه ولا راضيا أو محبا له ، ولكن تحديا ونكاية في فقيه الصنمية وشيخ الصوفية ، والمرتزقة بالدين فقهاء السلاطين ، وفي أحسن الأحوال نجد الشباب يتجه إلى البحث عن بدائل لفتاوى فقهاء الموائد المرتزقين ، بفتوى نقيضة ، أصدروها هم الأخرون بناء على تصوراتهم وتخميناتهم وتفسيراتهم للنوازل ، التي تشغلهم ، بدن علم ولا كتاب ولا فهم منير للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية واتبعوا هم الآخرون هواهم وشياطينهم ، فضلوا وأضلوا وكان نتيجة ذلك ، أن عمت الفوضى واختلط الحابل بالنابل على المسلم العادي ولم يعد يعرف أين الخلاص ، ولا من يتبع .
فليتق الله هؤلاء الذين يسمون أنفسهم علماء وفقهاء وورثة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأمة وما يتسببون فيه لها ، من انتكاسات وانهزامات واختلافات دينية وسياسية ومن سفك للدماء ومن نفور من الدين . وليتقوا يوما يقال لهم [ وقفوهم إنهم مسئولون ] ( سورة الصافات آية 24 ) .
إن الأصنام المادية ، التي حطمها النبي صلى الله عليه وسلم ، والتي كانت تعبد من دون االله بغير حق ، في تقديري ، قد استبدلت اليوم ، يقينا وبدون أدنى ريب لدي ، بأصنام بشرية ، إلا أن المادة الخام ، التي تصنع بها اليوم الأصنام ، ليست الطين ولا التمر ، ولكنها الفكر والفلسفة والإعلام الكاذب وغسل العقول عن طريق الهوس الصوفي وبمساعدة فقه الزور والارتزاق الذين أحلوا لهم وأجازوا الاستعانة بالنار والحديد ، الذي يمكن القادة السياسيون والحكام من ظلم وإرهاب المستضعفين في الأرض ومن تنصب أنفسهم آلهة تعبد من دون الله وتشرع شرائع ما أنزل الله بها من سلطان ، بل وتعارض وتناقض ما شرعه الله .
وسوم: العدد 830