من دفتر الذاكرة ...مدرسة المدفعية وقصص أخرى
اعزائي القراء
الشعب السوري بكل مكوناته هو اول من استنكر حادثة مدرسة المدفعيه والتي وقعت في حلب عام ١٩٨٠ ولكن استنكارنا لهذه العملية كشعب يختلف عن استنكار النظام لها . فالشعب يستنكر كل عملية ضد إنسان لم يرتكب جرماً ولا نحاسبه على نيته ولو كنا واثقين من هذه النية ، بينما استنكار النظام الطائفي لها هو استنكار تجاري مصلحي سياسي يختبيء خلف العملية ليكسب من ورائها التفافاً طائفيًا ذميماً ولايهمه بعدها قيمة الإنسان الذي يتمترس خلفه ، وهذا هو الفرق بين الشعب السوري المطالب بحريته وبين تركيبة النظام الطائفي .
لنعد بذاكرتنا إلى هذه العملية ولنضع الأمور في نصابها.فقد كشفت هذه الحادثه على أن طلاب مدرسة المدفعيه وعددهم مائتي طالب ضابط كان منهم مائه وستين طالب ضابط من الطائفه العلويه أي ما نسبته ٨٣٪.. فهل الطبيب الذي يكتشف المرض الخبيث يعتبر طائفياً ام طبيباُ معالجاً؟ أليس من حول هذا الجيش الوطني إلى جيش طائفي هو الفيروس الأسدي وهو السبب لما عليه نحن اليوم؟
القصه الثانيه حديثه جداً..وقد عرضت في وثيقه تكشف عن أسماء الطيارين الموكلين بقصف مدن وقرى سوريا من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها دون رحمة ولاشفقه وقد تم التعرف على هواتفهم وأمكنة إقامتهم وقواعدهم حيث يشكل العلويون منهم نسبة تسعين بالمائه.
فماذا يعني ذلك ؟ وكيف سنضبط بعدها مشاعر أهالي الذين قتل اولادهم وزوجاتهم ورجالهم وأطفالهم وخربت بيوتهم من قبل هذه العصابة الطائفية؟ ، ثم هل إذا تكررت حادثة مدرسة المدفعية بالكلية الجوية والتي يشكل عدد منتسبيها تسعين بالمائة من الطائفة العلوية فهل سيكون منفذها متهماً؟ أم منفذًا لحكم عادل غاب القضاء عن اداء مهمته بعد ان تحول إلى منفذ لاوامر طائفية .
أعزائي القراء
السوريون لهم كل الحق أن يتكلموا عن هذا المرض.. وأن الثورة اليوم هي علاج لهذا المرض الخبيث وأمراض أخرى جرتها الطائفيه وراءها كالديكتاتويه.. والفساد.. والظلم.. والقهر.. والتهجير.. والقتل.. والتغييب.. والتعذيب.. والمحسوبيه..كل هذه الأمراض تولدت بصوره رئيسيه عن فيروس إسمه فيروس أسد واحد وأسد إثنان .وإن دواء هذه الأمراض الخبيثه هو اليوم بيد الشعب السوري وثواره المخلصين الذين يهتفون اليوم كما يهتف اللبنانيون : كلون كلون كلون والمجرم أولهم كلون
مع تحياتي..
وسوم: العدد 849