لمَ يُخرب الناس بيوتَهم ، بأيديهم .. ويَصنعون فتَنَهم ، بأيديهم !؟
قد يُخرب الناس ، في مجتمع ما ، في ظرف ما ، بيوتهم ، بأيديهم ، بشكل جماعي ، لمصلحة يرونها ، كما فعل بنو النضير، من اليهود ، عند إجلائهم من بيوتهم ؛ إذ خَرّبوها، لياخذوا منها ، مايرونه مفيداً لهم ، في هجرتهم !
وقد قال ربّنا ، عزّ وجلّ :
(هو الذي أخرَج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأوّل الحَشر ما ظننتم أن يَخرجوا وظنّوا أنهم مانِعتُهم حصونُهم من الله فأتاهم الله من حيثُ لمْ يَحتسبوا وقَذفَ في قلوبهم الرعبَ يُخربون بيوتَهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا ياأولي الأبصار).
وقد يدمّر الجيش المحارب ، سلاحه وعتاده ، إذا اضطرّته ظروف الحرب ، إلى إخلاء مواقعه؛ فهو يدمّر مايمكنه تدميره ، من سلاحه وعتاده ، كيلا يستفيد عدوّه ، من السلاح والعتاد !
تساؤلات لا بدّ منها :
لمَ يستنزل أبناءُ الأمّة ، غضبَ الله عليهم ، بأيديهم ، بأعمال ، تقتضي تفكير العقلاء بها؟
الفتنة والفساد العريض : أهما من صُّنع الأعداء ، دائماً ؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ!
فهل غلاءُ المهور، وهدر الأموال : اللذان يعطّلان الزواج ، ويُبقيان الفتيات عوانس ، ويدفعان الشباب إلى الانحراف ، ويُخربان البيوت ، ويُحدثان الفتنة ، وينشران الفساد العريض..هل هما من صُنع الأعداء؟
الطلاق : الذي يحصل ، لأسباب تافهة ، والذي يدمّر الأسر، ويشرّد الأطفال .. أهو من صُنع الأعداء ؟
التظالم : الذي يحصل بين أفراد الأمّة ، ولاسيّما تظالم الأرحام ، والذي يفتّت المجتمع ، ويمزّق الأمّة .. أهو من صُنع الأعداء ؟
متى يَعرف العقلاء ، أسباب الدمار، في مجتمعاتهم ؟ ومتى توجد ، في كلّ أسرة ، قدوةٌ صالحة ، تعلّم أفرادها ، كيف يتنافسون ، في الخير والصلاح ، ويتّقون الفتن ، ويَقون مجتمعاتهم ، منها ، ومن آثارها السلبية ، التي يسبّبها الجهلة والحمقى ، والأنانيون .. ويَجنون ثمارها المرّة، هم ، ومجتمعاتهم ، كلّها !؟
وسوم: العدد 851