لا يا سيادة الرئيس هذا لبنان وليس شركة أوجيه
ليس بيننا وبين رئيس الوزراء اللبناني إلا النصح والخير .. ولكن واقعنا الأليم في لبنان يقتضي أن نقول ..
ولو تأملت يا سيادة الرئيس وأنت تسوس لبنان ومسلميه بشكل خاص منذ 2005 عبر فريق 14/ آذار وتيار المستقبل ورئاسة الوزراء لعلمت أين سرت بلبنان أو كيف جنيت على لبنان !!
ولك أو لنا أن نتساءل عن حصاد تلك السياسات خلال عقد ونصف من الزمان . وإذا كنا قد اعتقدنا يوما أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان لكل اللبنانيين ولكل السوريين بل لكل العرب أجمعين ، فهل تسمح لنا أن نهمس في أذنيك يا سيادة الرئيس أنك عجزت حتى عن إدراك ثأر أبيك .. على الرغم من الثروة الطائلة التي تركها ، والتي أنت الأدرى بمصارف الكثير منها ، وعلى الرغم من الموقف الدولي المتعاطف معه والحادب عليه !!
انحلال عقد تحالف 14 / آذار وتفرق رموزه وقواه وشخصياته والخلل الكبير الذي نشأ عنه كل ذلك كان ثمرة من ثمرات سياساتك يا سيادة الرئيس والتي كان اللبنانيون والسوريون والعروبيون في لبنان أول المتضرر بها ..حتى صديقك الوفي السنيورة قالها لك يوما : حتى أنت يا بروتس . كان لك في لبنان صديقان لدودان حسن نصر الله وميشيل عون وأنت أدرى بأسرار الخوف الذي يصنع الصداقة ..
يا سيادة الرئيس نحب أن نخاطبك بالاحترام عساك ولعلك .. ونحن نراك تخرج من السياسة اللبنانية من بابها العريض وتخرج معك منها أكثر من نصف اللبنانيين لتلقي بهم في العراء وتحت رحمة الأشرار الذين لا يرحمون ..
نذكرك يا سيادة الرئيس كيف وعلى حساب من وضعت حكومتك وقرارك تحت رحمة ثلث حزب الله لتجعل منه بعد ذلك ذريعة للفساد والظلم ..
نذكرك برفاق دربك من تيار 14/ آذار الذين تم اغتيالهم وأنت في مأمنك تتفرج ..
نذكرك بالذي مرر رئاسة ميشيل عون تحت ذريعة البلد رايحة لوين ... وهذا البلد اليوم قسمة بين جبران باسيل وحسن نصر الله وأنت تريد أن تعطيهما ما تبقى من اللبنانين بخشيش . تقول للسيد حسن : بور فو
لا يا سيادة الرئيس لقد كنت الغطاء لكل المخططات السود التي نفذت في لبنان وعلى اللبنانيين خلال عقد ونصف مضى . حتى أكوام النفايات التي غطت في عهدك مرابع بيروت ستظل تذكر بها . وتظل تحسب عليك وعلى حكومتك وليس على مالكي رقبتك كما كانوا يتفاخرون .
نستمع إليك وأنت مرة أخرى تتحدث بنرجسيتك المعهودة أن مرروا صفقة رئيس الوزراء الحزبلاوي الجديد فنقول بحق يا سيادة الرئيس ليتك سكت ..
ليتك سكت وتركت هؤلاء البسطاء الذين تريد أن تضع أعناقهم بيد عدوهم يدافعون عن أنفسهم .. قبل أن يسبق السيف العذل . وإن كنت تخاف من تحمل عبء كلمة الحق ، فلا تجعل لكلمة الباطل على نفسك سبيلا ..
كل ما حزبنا في سورية أمر ، وسورية هي لبنان ولبنان هو سورية ، أتذكر أولئك البرجوازيين الرخويين من قادة الشرعية ما قبل الثامن من آذار 1963 كيف أداروا ظهورهم للشعب المنكوب ولم يدافعوا عن الشرعية في وجه الانقلاب ساعة من نهار . ولو فعلوا لكفوا السوريين ربما عقودا ما تزال مفتوحة على المعاناة ..
أتذكر يا سيادة الرئيس .. ولعلكم على آثارهم تهرعون ..
أذكركم في الختام أن الكثير من اللبنانيين اللبنانيين ما بين طرابلس وصيدا لا يملكون جنسيات مزدوجة ، ولا أرصدة بالدولار ..ولا هم من المرحب بهم على أي من خطوط الطول والعرض مثلهم مثل إخوانهم السوريين
وأنتم يا أهل لبنان اقلعوا فسيلة الشر قبل أن تستغلظ كشجرة الزقوم طلعها كأنه رؤوس الشياطين .
وسوم: العدد 856