بشار الأسد ولد من رحم جريمة قتل فماذا تتوقعون منه؟
كنت طبيباً مقيماً في المستشفى الوطني في دمشق عام 1965، وفي أحد الأيام من شهر إيلول ذلك العام تلقينا أمراً بإخلاء غرفة في قسم الأطفال لأن طفلاً مهماً جداً، VIP ، سيتم نقله من قسم الولادة. طلب منا رئيسانا الدكتور سهيل بدورة والدكتور رشاد العنبري تحضير الغرفة والاستعداد لهذا المريض الخاص. وصل الوليد الذي يعاني من شدة تنفسية ليوضع داخل الحاضنة الوحيدة في المستشفى, والوحيدة في دمشق.
تلقى زملائي في قسم التوليد الأوامر لإخراج أربعة أطفال خدج كان قد تم وضعهم للتو في الحاضنة كي يوضع هذا الطفل بدلاً منهم. كان للوليد الأكبر حجماً والأكثر قيمة أن يحتل الحاضنة وحده. توفي الأطفال الخدج الأربع بعد ذلك خلال ساعات قليلة. رفض أحد الأطباء واسمه محمد برمدا ذلك الأمر الشائن ولكن تم إخراسه بواسطة رؤسائه المراقبين من قبل عدة ضباط في الجيش. فهمنا حينها أن والد ذلك الطفل كان ضابطاً ذا رتبة عالية وقد تم إغفال اسمه.
سرعان ما حضر ذلك الضابط بنفسه حالما تم نقل الطفل الوليد واتضح أنه قائد القوى الجوية حافظ الأسد. في البداية كانت أم الطفل تأتي لإرضاعه ثم تعود لقسم التوليد، ثم تم نقلها كي تنام مع طفلها وبقيت في المستشفى خمس عشرة يوماً.
بعد تخريج الطفل من المستشفى تبرع والده بعشر خيمات أكسجين لقسم التوليد، وبناءاً على أوامره تم إتلاف الملف الطبي لابنه بشار .
بعد أن استمعت لهذا الطبيب البارز يقص علي هذه القصة المثيرة للاضطراب سألته سؤالين: لماذا لم يعترض أي شخص آخر على هذا الفعل غير الإنساني؟ لماذا تتذكر ذلك الآن؟ وأجابني بكلمة متكررة دائماً: الخوف، الخوف، الخوف...
سألته: لماذا تقص علي هذه القصة؟ فأجاب: هذا الرجل ولد من رحم جريمة قتل فماذا نتوقع منه؟
وسوم: العدد 860