هل يجوز الدعاء للحكام المُوالين لغيرالله ورسوله والمؤمنين
هل يجوز الدعاء للحكام
المُوالين لغيرالله ورسوله والمؤمنين
رحاب أسعد بيوض التميمي
((وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّه وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) ] المائدة:81 [
لقد جاء القران بأياته وأحكامه ليكون حكماً على أفعال الناس وليقطع اللبس في كل المسائل العالقة أو التي يريد البعض تمريرما يريد من هذه المسائل تحت غطاء الدين بتحريف الكلم عن موضعه،ليخلط على الناس أمورهم كما زين ويزين علماء السلاطين للحكام ما يريدون لنيل رضاهم.
لقد صدعت رؤوسنا من الدعوة الى الله بإصلاح الحكام،وأن يرزقهم الله البطانة الصالحة رغم اليقين بعدم اﻹستجابة لفساد نياتهم عبرعقود وعدائهم لله ورسوله عن علم،وما زلنا نهدر الوقت والجهد في تمني إصلاح ما ﻻ يمكن إصلاحه
(إذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع)
فكما أنه ﻻ يُعقل ان أدعي للصُم البُكم بالحكمة بسبب انهم ﻻيعقلون مع إعتذاري لهم عن المشبه بهم،فكيف أهدرالوقت والجهد في الدعاء لمن عطل قلبه ولسانه عن ذكرالله وأدعو الله له بالمغفرة،وهو أصلاً معرض عن الهداية وﻻ يريدها وﻻ يتطلع إليها ويعصي الله على علم،بل نظره وقلبه معلق بالدنيا ومعاصيها،ﻻ يرى غيرها وﻻ يطمح إلى ما سواها وكل شيئ من((حجر أو شجر أو وسائل اﻹتصال المختلفة أوأماكن ترفيه أوأبرأج))تشهد على انه وراء تعطيل أحكام الله فيها وعليها وتشهد أن ربه أمريكا ودينه رضاها،ثم بعد ذلك بدل أن أعترض على كفره وإنتهاكه حرمات الله أدعوا الله أن يديمه ويأخذ بيده،وإذا كانت سنة الله في الخلق أنك ﻻ تستطيع أن تمن بالهداية على أقرب الناس لك ﻷنها عطاء من الله لمن يسعى ويريد الوصول إليها لقوله تعالى
))إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين))] القصص: 56 [
وهنا من يشاء تعني من يتطلع الى الهداية ويريدها،فكيف بمن ﻻ يريدها بل ويستهزء بأصحابها ويتبع هواه ويعصي الله على علم حتى ختم الله على قلبه
((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُون))] لجاثية: 23 [
فإذا كان الله حجب عنه الهداية نتيجة أفعاله,فكيف تتدخل لتغطيته بها ثم إنه ﻻ يؤمن بعقيدة الوﻻء والبراء لله ورسوله،بل وﻻئه ﻷعداء الدين من اليهود والنصارى,وبعد ذلك يُصر البعض على إعطائهم صكوك غفران كما تفعل الكنيسة،رغم ثبوت شركهم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ]المائدة:51 [
فكيف يُصر بعد ذلك((علماء السلاطين))الذين باعوا أنفسهم للشيطان بتثبيت أركان من يشهد كل شيئ على وﻻئه لغير الله بالدعوة إلى عدم جواز الخروج عنه،ليُبرروا تقاعسهم وتقصيرهم عن قول الحق في وجه السلطان الجائرأو خوفاً على مكاسبهم،مع أن عدم جواز الخروج عن الحاكم درئاً للفتنة كما جاء في اﻷحاديث مقيدة بإيمانه بالوﻻء والبراء والعمل بحدودهما.
من أجل ذلك كان لنا في أيات الله حكمة وموعظة في كل مسألة،فلو كان كما يقولون
لما منع الله سبحانه نبيه الكريم من طلب المغفرة لعمه أبي طالب بعد أن تبين أن وﻻئه لدين أبائه وأجداده،رغم انه كان سنداً له أمام المشركين,
ولما تبرأ سيدنا ابراهيم عليه السلام من أبيه أزر وتبرأ من الاستغفار له بعد أن وعده أن يستغفر له حينما تأكد أن وﻻئه لدين أبائه واجداده برفضه إتباعه
((مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)) ]التوبة:113 [
((وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )) ]التوبة:114 [
ولماعاتب الله سبحانه نوح عليه السلام حين خاطب إبنه قائلاً:
يا بني إركب معنا معاتباً إياه إنه ليس من أهلك انه عمل غير صالح فتركه يواجه قدره نتيجة وﻻئه لغير الله ،
((وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ* قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)) ]هود:45 46- [
الشاهد انه إذا كان الله سبحانه وتعالى نهى أنبيائه عن طلب الاستغفارﻷقرب الناس إليهم عندما ثبت وﻻئهم لغير الله بعد أن وصلتهم الدعوة،وإختاروا البقاء على دين أبائهم وأجدادهم خوفاً من ذهاب جاههم وضياع ما ورثوا من عز زائف،فكيف أستغفر لمن كانت وﻻيتهم ﻷمرالمسلمين أصلاً ساقطة شرعاً لما فيها من تعطيل ﻷحكام الله في اﻷرض وتعطيل للجهاد،وتثبيت لما يُسمى بدولة اسرائيل في فلسطين ولما فيها ...ولما فيها...
)) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ*مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ*أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ*إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ*أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ))] القلم: 34-39 [
وها نحن نُعاصر بعض الشواذ من علماء السلاطين،الذين أخذوا على عاتقهم الكذب من أجل الحاكم في اليقظة والمنام،بكذب صريح على رسول الله صلى الله عليه وسلم،من أجل إعطاء الحملة اﻹنتخابية دعم شرعي،في مشهد كله كفر،وفي صورة لم تكن لها سابقة من قبل،ترى فيها العجب كيف يُصبح فرعون موسى وهامان هارون،وكيف يكفر فيها كل من يرفض السيسي والانقلاب،وكيف يدعون الى تخريب المجتمع وطلاق المراة من زوجها،وإستئصال كل من يريد الحرية وكل ذلك تحت غطاء الدين وﻻ حول وﻻ قوة اﻻ بالله.