إتحاد المعتقلين السياسيين العرب
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
من ارشيفي قبل ثورات الربيع العربي بتاريخ ٥ نيسان ٢٠٠٩
اعزائي القراء
ولم لا ؟ اليست شعوبنا منتسبة إلى إتحادات يتجمعون فيها بحكم المهنه أو الهدف او المصير! او ان سلطة النظام تخترع لهم إتحادات تسجلهم فيها رضوا بها ام لم يرضوا, المهم ان يكونوا جاهزين وقت المسيرات فإذا رغب النظام ان تكون المسيره فلاحيه تحول معظم الشعب الى اعضاء في إتحاد الفلاحين والبسوه لباس الفلاحين ووضعوا في ايديهم لافتات كتبوا عليها: إتحاد الفلاحين يبارك خطوات السيد الرئيس سيروا ومعاولنا ومناجلنا من ورائكم وفوق رؤوسكم.
وإن كانت المسيره عماليه البسوا مواطنيهم بدلة العمل الزرقاء ووضعوا في ايديهم لافتات كتبوا عليها: إتحاد العمال جند مخلصون لقيادة السيد الرئيس الحكيمه سيروا ومفكات البراغي والمفاتيح الإنجليزيه من ورائكم.
اما إذا كانت المسيره فنيه وضعوا في ايديهم وافواههم كل الآلات الموسيقيه بينما المسجلات الخفيه تعزف وتغني نيابة عنهم وكل ما عليهم عمله ان يحركوا اصابعهم فوق الآتهم الموسيقيه بينما شفاههم تنفتح وتنغلق بطريقه اوتوماتيكيه كشفاه السمكه وشريط المسجل يصدح بإغنية: زادك الله زادك الله
قرائي الإعزاء... ليس لدي رقم لعدد المعتقلين السياسيين العرب وسأعطي رقماً منطقياً يتراوح بين ثلاثين الف إلى اربعين الف معتقل سياسي وأشكر سلفاً كل من يصلح لى هذا الرقم...( هذا الاحصاء كان في عام ٢٠٠٩بينما اليوم في سوريا وحدها اكثر من ٢٠٠٠٠٠ معتقل سياسي )
اقترح أن يرأس إتحاد المعتقلين السياسيين العرب اقدم معتقل تم إحتجازه في سجون نظامه ويعتبر النظام السوري هو افضل مثال لهذا المعتقل الشجاع والصابر؟ واما اعضاء مجلس الإتحاد فعددهم ثلاث وعشرون عضواً بعدد دولنا العربيه. يقوم الأعضاء المنتسبون لكل دوله
بتعيين ممثلهم في الإتحاد, ينشئ الإتحاد موقع رقماً على الإنترنيت تحت إسم
: www Arab Prisoners of opinion.net
ويتم تدوين يومياتهم وكتاباتهم وإبداعاتهم لشعوبهم حتى يتعرفوا على مأساة هؤلاء الصابرين والشجعان الذين غيبتهم انظمتهم وراء القضبان من اجل كلمة حق نطقوا بها نيابة عن شعوبهم ومن أجلهم واجل مستقبل اولادهم وكرامتهم.
تخيلت ان الإتحاد قد بدأ نشاطه وقد تابعت دردشه على الإنترنيت بين عضويين من اعضاء الإتحاد الأول إسمه صابر مقيم في زنزانة تقع ضمن ممتلكات النظام السوري والثاني إسمه جابر مقيم في زنزانه تقع في غرب الأمة العربيه:
صابر: كيف الطقس عندك يا أخي جابر؟
جابر: لا ادري فقد منعوني من التنفس منذ ثلاث أشهر لأنهم عثروا في وسادتي على رساله من عائلتي يخبروني فيها عن أخبار العائله والعالم وما إستجد من اخبار... وبالمناسبه سمعت ان الإتحاد السوفيتي قد إنهار هل هذا صحيح ؟
صابر: يظهر إنو اخبار العالم مقطوعه عنك مائه بالمائه! ياسيدي نحن حالنا احسن, إدارة السجن توزع علينا جرايد وطنيه حديثه, البارحه وزعوا علينا جريدة: "الوطن وطنك وانت حر فيه". تاريخ الجريده ٥ حزيران ٢٠٠٤ كان فيها اخبار وكلمات متقاطعه تسليت عشرة مرات في حل كلماتها انها فعلا وسيلة تسليه رائعه تقرأ على الشكل التالي" الزعيم امامك " وإن قرأتها بالعكس تشكل جملة "الزعيم وراءك" وإذا قرأتها قطرياً تشكل جملة "الزعيم تحتك" مين قال مافي بالوطن مبدعين ؟
جابر: والله حظكم ممتاز بس انا كمان محظوظ اقيم في غرفه إنفراديه من خمس سنوات لا بزعج احد ولا حدا بزعجني وحياتك خمس نجوم بس فيها مشكله صغيره هي كل خمسمائة سجين مشتركين في دورة مياه واحده حرارتها بالشتاء - ١٠وبالصيف + ٥٥… مدير السجن قال: إضحك يا جابر بعبك, مو احسن ماتسكن برا وتدفع آجار وفواتير, كل هالنعمه اللي عايشها بفضل توجيهات الزعيم القائد.
صابر: والله باين زعيمكم ألبو طيب بس بدي أعرف شو تهمتك ياجابر؟
جابر: ياسيدي كنت راكب تكسي, السواق صار يسب ويلعن الحكومه, وانا اقول بسري آمين.. آمين.. آمين.. مابعرف شلون سمعني هال ابن ستين ... طلع الأخ من المخابرات ورماني هالرميه السودا من خمس سنوات كل ما أسأل الحكومه إمتى حطلع؟ يجاوبوني حتى تصير مواطن صالح والمشكله لا أنا بعرف إمتى حصير مواطن صالح ولا الحكومه بتعرف! وأنت شو قصتك ياصابر؟
صابر: ياسيدي انا أستاذ في مدرسه ثانويه كنت أدرس الطلاب تقريب الأرقام إلى اقرب عدد صحيح, كتبت على السبوره الرقم ٩٩،٩٩٩٩ وما انهيت كتابة الرقم حتى ضحك الطلاب, لم افهم سبب ضحكتهم الا عندما عدت إلى البيت فوجدت إثنان بإنتظاري وقالوا لي تفضل معنا على فرع المخابرات حتى تعرف مرة تانية كيف تستهزئ بالقائد وبنتيجة انتخاب الرئيس القائد وبالرغم من اني حلفت لهم ايمان مغلظه من انني سألغي رقم ٩ من دروس الرياضيات الا انهم لم يقتنعوا حتى اعود مواطناً صالحاً ومن يومها اقرأ كتباً حزبيه عن المواطن الصالح وارسب في الإمتحان… مدير السجن قال لي لا تيأس يا صابر يوماً ما ستصبح رجلاً صالحاً...
اعزائي القراء
المعتقلون السياسيون العرب فيهم كل المؤهلات من اطباء ومهندسين ومحامين واساتذه وموظفين وعسكريين وصحفيين وكتاب وطلاب وعمال وفلاحين واصحاب مهن حره رجالاً ونساءاً وفوق كل ذلك كلهم وطنيين إنهم مجتمع مثالي قائم بذاته وطنهم بحاجة إليهم.
ايها الحكام هل تريدون ان يركع الوطن امامكم حتى تفرجوا عن احرار الوطن؟ ايها الحكام إذا كنتم بإنتظار الركوع؟ فهذا لن يحصل,وسيأتي يوم يكسر فيه هؤلاء المعتقلون اقفال سجونكم ويومه سيتنفس الوطن نسمات الحريه.
مع تحياتي