وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تبلغني بقرار توقيفي عن الخطابة
قبل الجمعة الماضية توصلت باستفسار من المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بوجدة، استفسرتني فيه عمّا بلغ إلى علمها من أنني تناولت في خطبة الجمعة بمسجد ابن حزم بوجدة موضوع صفقة القرن ، وأنني عاتبت فيها الحكام العرب .
وردا على الاستفسار أخبرت المندوبية بما تناولته في خطبتي، وكان حديثا عن أهمية عبادة الصلاة التي هي صلة بالليل والنهار بين الله عز وجل وبين العباد لمناجاته، وطلب ما يرجون منه في عاجلهم وآجلهم ، وطلب مغفرته . ونظرا لأهمية هذه العبادة، فقد خصّها الله عز وجل بأماكن مقدسة تؤدى فيها هي المساجد ، وشرّف سبحانه وتعالى منها ثلاثة مساجد: هي المسجد الحرام بمكة المكرمة ، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة ، والمسجد الأقصى المبارك بالقدس الشريف ،وتخلصت للحديث عمّا يتهدد هذا الأخير من خطر التهويد بسبب صفقة القرن .وذكّرت بمسؤولية الأمة الإسلامية عموما لصيانة هذا الوقف الإسلامي ، ومسؤولية ولاة أمور المسلمين على وجه الخصوص ، وقد ولاّهم الله عز وجل أمر المسلمين، وأمر حماية الملة والدين وحماية مقدساته دون أن يكون في حديثي توجيه العتاب لأحد كما جاء في الاستفسار الذي توصلت به . وذكّرت بعد ذلك بمجموعة من الآيات القرآنية التي تحدثت عن بني إسرائيل للتنبيه إلى خطر التهويد الذي يتهدد بيت المقدس . وختمت الخطبة بالدعاء لأمير المؤمنين المنصور بالله ،وسألت له الله عز وجل أن يعطيه شرف تحرير المسجد الأقصى كما شرفه برئاسة لجنة القدس، ووافيت المندوبية بالخطبة مرقونة كما ألقيتها .
واليوم فوجئت بمن حمل إلي الاستفسار ، وهو يحمل إلى قرار التوقيف دون ذكر السبب ، فرفضت استلامه والتوقيع عليه حتى أتوصل بسبب التوقيف .
وإنني إذ أعبر عن الأسف لهذا القرارالمتعسف ،وغير المبرر والذي حال دون قيامي بواجب الخطابة التي مارستها مدة طويلة في خمسة مساجد بمدينة وجدة .
وأخبر السيد وزير الأوقاف أنني سأقاضيه بين يدي الله عز وجل في محكمته العليا يوم القيامة ، يوم يخيب كل من حمل ظلما ، هو وكل من ساهم من قريب أو من بعيد في هذا القرارالجائر ، وحسبي الله ونعم الوكيل .
وسوم: العدد 863