المغاربة يعيدون البسمة للفلسطينيين حينما نام نتنياهو في فراش كوشنر وفنانو سوريا «عايشين عيشة كلاب»
صور المغاربة – التي نقلتها التليفزيونات الوطنية وقناة «فرنسا 24»، في انتفاضتهم الجماعية ضد «صفقة القرن» – تعيد الى الأذهان الأيام الذهبية لتضامن الشعوب العربية مع قضيتهم المصيرية فلسطين المحتلة.
هذا الفيض من الحب والوفاء والأخلاق، ليس جديدا على أهالي المغرب العربي، فاذا كانت السياسة تكذب، فصور الملايين في الشوارع والحدائق والأسواق، وهم منتفضون لأجل أهل فلسطين، هي أصدق تعبير عن وحدة المصير.
من يتابع الردود على وسائط التواصل وفي تحليلات المعلقين، يلمس الى أي مدى أثلج المغاربة صدور أشقائهم الفلسطينيين، وأعادوا لهم الفرح، وهم في أمس الحاجة الى هذا الدعم المفتقد منذ زمن، من الشعوب العربية، المغلوب على أمرها، والتي أُشغلت بلقمة العيش ومصارعة البقاء، وهُمشت عمدا عن التفاعل مع قضية العرب المصيرية.
هناك تواطؤ كبير من القيادات العربية ضد حراك الشارع، ردا على «صفقة القرن»، عكسته الفضائيات، ومنع التظاهر في كبريات العواصم العربية، لكن الخير يأتي من المغرب والجزائر وتونس، فطوبا للأحرار والأبرار.
السودانيون أولى بالتطبيع!
تتجاهل معظم الفضائيات العربية، وخاصة الخليجية منها، الموجة الجديدة من التظاهرات والاحتجاجات، التي اندلعت مجددا في العاصمة السودانية الخرطوم، احتجاجا على عدم توفر الخبز واستمرار أزمة الوقود. بينما غطتها بحرص واستفاضة القنوات الناطقة بالعربية في الخارج مثل «بي بي سي» العربية و«فرانس 24» و«تي أر تي» التركية و«أر تي» الروسية.
هذا التجاهل في القنوات العربية، يميط اللثام عن استعداء سياسي ممنهج ضد المنتفضين وحقوقهم، تماما، كما يحصل في لبنان والعراق والجزائر، وتجيير تلك الفضائيات هذه الأحداث لمصالحها الخاصة، مع التآمر على أصحابها، الذين يطالبون بالكرامة والحقوق الوطنية المغتصبة ويجأرون من غياب الآمال والأفق المسدود للشباب.
وهذه رسالة واضحة وصريحة، وأمام عدسات الكاميرات، وليس في الغرف المغلقة، من الشعب السوداني الصابر، الى الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس الانتقالي، الذي هرب للتطبيع مع دولة عدوة هي إسرائيل، ونسي أن هناك شعبا أحق بهذا التطبيع، وله الحكم والقدر والمصير، هو شعبه، الذي يعاني الآمرين ويهرب فريقه الانتقالي من تلبية مطالبه الى تلبية مطالب نتنياهو.
إسرائيل ساهمت مع الولايات المتحدة في فسخ السودان الى سودانين، رغم أن مبدأ تقسيم الدول ممنوع كليا في العالم، منذ الحرب العالمية الثانية، لكنه صار جائزا فقط في دولة عربية مسلمة، اسمها السودان، وتكويع نتنياهو نحو الخرطوم، ليس حبا بتذبيلة عيون البرهاني، ولا رأفة بجوع الشعب السوداني، بل من طمع في استخدامكم بابا خلفيا مخلوعا للتطبيع مع افريقيا وسرقة الثروات السودانية الهائلة، التي عجزت كل حكوماتكم عن استثمارها لصالح هذا الشعب الطيب الصابر الكريم.
ثلاث دقائق تلخص «صفقة القرن»
بثت محطة «أن بي سي» الأمريكية برنامجا خاصا حول كيفية سلق «صفقة القرن» من قبل الرئيس ترامب ومآلاتها وآراء الخبراء فيها.
المحطة استضافت أربعة من كبار السياسيين، برز منهم كبير المحللين لديها، ويدعى مهدي حسان، الذي فكك في أقل من ثلاث دقائق هذه الصفقة وكيفية طبخها وعدم قانونيتها ومشروعيتها.
قال أولا «إن الرئيس ترامب قال إنه قرأ 25 كتابا قبل موافقته»! وتساءل عن ماهية هذه الكتب، هل هي كتب أطفال ملونة أم «كوميكس»؟!
وأضاف «الرئيس أثبت أن معلوماته حول الوضع صفر، ومعرفته بالتفاصل صفر، وكذلك صفر في الدبلوماسية الجيوسياسية في المنطقة.
وأضاف، حينما قال ترامب عام 2017 إن صهره جاريد كوشنير الذي عينه مستشاره الخاص سيتوصل الى صفقة، وهو الوحيد، القادر عليها، لكن ما حصل كان عكس ذلك تماما، فقد فشل كوشنر هذا الأسبوع، ورأينا حتى أشد حلفاء واشنطن صوتوا ضد صفقته في الجامعة العربية.
ويضيف المحلل إنها ليست «صفقة سلام»، بل «صفقة كره»، وتصفية للفلسطينيين، كما سماها داني ليفي، المفاوض الإسرائيلي السابق، كيف لا – يضيف المحلل – وقد أتت من كوشنر، غير الخبير والجاهل في المنطقة، فهو طرف في الصفقة، وليس وسيطا، إذا علمنا أنه وأسرته يستثمرون ماليا في المستوطنات غير الشرعية المقامة على الأرض المحتلة، وهو صديق مزمن لنتنياهو، الذي زاره في بداية التسعينات في منزله ونام في فراشه، بينما نام كوشنر على الصوفا في غرفة الجلوس!
وأنهى مداخلته قائلا «هذا الرجل لم يفاوض الفلسطينيين، ولم يفاوض قادتهم، ولم يحترم أرضهم ومعاناتهم، وهو يقف على طول الخط ضدهم، فهو خصم وليس حكما. فلماذ نتوقع منه النجاح في صفقته.
هذا حرفيا ما قاله كبير معلقي الشبكة، رغم أن الحلقة استأثرت بالعديد من الآراء والمتابعات الواسعة، خاصة أنها موجهة الى الداخل الأمريكي، إلا أن النتيجة، التي خلصت لها أن هذه الصفقة فاشلة ولن تعمر.
«الكلاب عايشة أحسن منا»
في خروج على كل النصوص المتعارف عليها بين فناني سوريا في الداخل، انتقدت الفنانة ناهد الحلبي في لقاء على أثير إذاعة «بلدي» الدولة السورية بحكومتها وقيادتها، التي حولت حياة الناس الى جحيم، حسب وصفها.
وهاجمت ما يعرف بـ«البطاقة الذكية»، التي تعتمدها الدولة، قائلة «الله يبعثلها حمى هالبطاقة الذكية، هذه أغبى بطاقة بشوفها بحياتي لو بطاقة ذكية كانت جابت الغاز وعبتنا البنزين وحسنت حياتنا. ما بدي سم بدني لأن معاناتنا ما عاد تنطاق»!
سألها المذيع «مين إلي لازم يحس فيكم؟ قالت المعنيين المسؤولين عن هالبلد هم لازم يحسوا لازم يحسوا بالغلا الي قتلنا قتل ولادنا دمر حياتنا حولنا لشحاذين».
وأضافت «نحنا صحيح فنانين بس نحنا معثرين بالمحصلة، مدخولنا تأثر ايرادنا تأثر أجورنا تأثرت كثير. عم نعاني من كل شيء.. وأخرتها؟! راح نخلص نحنا قبل ما تخلص هالمحنة».
وسألها المذيع «بتتأملي أنه بكرا أحلى؟ لتجيب «للأسف ما في شي يدل أنه بكرا أحلى». وكلمة حياة صارت كثيرة علينا. نحنا عايشين بوضع لكلاب عايشه أحسن منا»!؟ لا زيادة على كلامها والتعليق لكم.
فيما أثارت تغريدات نشرها الفنان السوري فراس ابراهيم موجة من الاستفسارات بينها الناقد وبينها الموافق للنظرية، التي طرحا في ما يخص مفهوم «حضن الوطن».
وقال «إن الوطن ليس مجرد حفنة من تراب، بل هو الأمان والراحة والكرامة. لا يهم أنت في أيّ مكان ٍ الآن.. في الصومال أو فرنسا أو إسبانيا أو سورية أو موزمبيق أو مصر أو الخليج».
وتابع ما دمتَ آمناً مرتاحاً سعيداً في مكانك فتأكد أنك الآن في وطنك، ولا داعي للتباكي على حفنة ِ تراب ٍ في مكان قد تكون ولدتَ فيه ولكن لا كرامةَ لك فيه»!
وكتب ينتقد غياب الأمن وغياب الكرامة عن الإنسان في البلاد، معتبراً أن الحنين إلى قليل من التراب لا معنى له، لأن الوطن ليس بتراب.
والممثل يقيم في مدينة القاهرة عاصمة مصر منذ اندلاع الثورة السورية، ومحسوب على النظام. وفي لقاء معه كان رأيه في ما يحصل في سوريا غامضاً وغير واضح .
وقال إبراهيم إنه لم يهرب من سوريا حتى ولو كان سيموت على أرضها، فهو شرف بالنسبة إليه، ولكنه أكد أن القنوات الفضائية تهول كل شيء وتختزل الأحداث.
لكنه اضطر الى حذف منشوره أمس بعد ساعات من نشره وتفاعل عدد كبير من السوريين معه بين مؤيد ومهدد.
وسوم: العدد 863