رسالة إلى الشيخ أيمن الظواهري
في تقدير الموقف :
كنت أريد هذا الصباح أن أكتب رسالة إلى الشيخ أيمن الظواهري . رسالة معللة مفصلة مؤصلة ، ثم أمسكت ...
كنت أريد أن أقول له : أنت أيها الرجل الإنسان كائنا من كنت ...
نريدك أن تعلم أننا لا نصنفك بتصنيف الآخرين، فلنا تصنيفاتنا التي تنبع من كتاب ربنا وقول نبينا وفقه شريعتنا وقول علمائنا . جمهور علماء الأمة الأثبات الثقات ..
نريدك أن تعلم أن قول هؤلاء العلماء - وليس من تسمونهم ونسميهم فقهاء السلطان - في منهجكم وطريقتكم وفقهكم لا يرضيكم !! نقبل منهم وتردون عليهم وعلى هذا تقوم علاقتنا
ونريدك أن تعلم أن مما تعلمناه منهم أن الإنسان وحياته وعقله وعرضه هو قدس أقداس الله . و أن الاستهتار بالدم والعدوان العشوائي على الإنسان في كل مكان ليس جهادا ولا هو قريبا من الجهاد . وأن الجهاد ذروة سنام الإسلام أهدى طريقة وأقوم سبيلا مما ترتكبون...
ونريدك أن تعلم أننا لا نحاسب الناس على نواياهم فنواياهم موكولة إلى مولاهم ، يحاسبهم عليها مقترنة بأعمالهم ، والله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وسدادا . أما نحن فلنا أن نبحث عن السداد ليس في مقدمات العمل فقط وإنما في نتائجه أيضا فالأمور بمقاصدها والأمور بخواتمها ونتائجها ومخرجاتها أيضا ؛ وهذا يشكل مفرقا آخر بيننا وبينكم..
ونريدك أن تعلم أن ما قمتم به حول العالم حتى اليوم كان وبالا على أمة الإسلام وعلى المسلمين في كل مكان يشهد على ذلك رجال العلم والفقه والفكر شاهدين لله بالقسط ، فهل تتذكرون ، وهل تتدبرون ..؟!
ونريدك أن تعلم أن تدخلكم في شأن شامنا وثورتنا بالطريقة التي تم بها ، وبالأسلوب الذي اتبعتموه قد كان ضررا وضرارا لنا علينا...فأعطى عدونا الذريعة وأنتم تتابعون - وألّب العالم علينا وأنتم تتابعون - وخذل من يريد أن ينصرنا عنا وأنتم تتابعون . جلبتم علينا عداوة أعدائكم وأنتم تعادون كل من على الأرض ونحن في غنى عنها . ونحن نعادي جلادا ظالما فاسدا قد أحكم الطوق على شعبنا فحققتم له الكثير مما يريد من حيث تريدون أو لا تريدون ..
أنت أيها الرجل الإنسان ...
في قلوبنا ونفوسنا وعقولنا شيء بل أشياء من وقوعك أسيرا في يد أهل الرفض ومشروعهم واضطرابك في حبالهم فأسمعنا صوتك في البراء منهم ومن مشروعهم ومن وليهم الفقيه ، صوتا صريحا واضحا لا لبس فيه ..
أيها الرجل الإنسان ...
أما طلب الشهرة والسمعة على حساب كل هذه الدماء التي تسفك ظلما وعدوانا في بلدنا سورية فنستعيذ بالله منها ، ونعيذ كل مسلم يقر لله بالوحدانية ويشهد لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) بالرسالة منها ؛ فارفعوا أيديكم عن الشام وأهله . والنفع الذي تعلنون أنكم تريدونه والنصرة التي تزعمون أنكم تبذلونها لم تكن تحتاج إلى طبل ومزمار ومنبر شهرة وكثرة ادعاء..
الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا بم نستعين ، وكيف نستعين . إن نصرتكم مع التقدير لإخلاص المخلصين وصدق الصادقين ، جرّت خذلانا ، ومساعدتكم ألّبت أعداء ، وبتنا فيما نحن فيه من أمركم بين شر وأشرار ومفسدة ومفسدين ..
أيها الرجل الإنسان ...
نخاطبك بما تبقى من ظن فيك : ارفعوا أيدكم عن شامنا وأهله ، ارفعوا أيديكم عن فقههم وعن مشروعهم الوطني ، وعن يومهم وغدهم ، وعلاقاتهم وتحالفاتهم . واتركوا لأهله تقدير مصالحهم ، وإن كان لكم كيد فمن حيث يتدفق الأشرار عليهم فكيدوه ..
كنت أريد أن أرسل هذه الرسالة مفصلة مبوبة معللة ثم خشيت تداعياتها هنا وهناك وهنالك وأنتم تعلمون فأحجمت ولله الأمر من قبل ومن بعد ...
وسوم: العدد 761