غياب وصمت للوزارة الوصية على الشأن الديني أمام تجاسر التيار العلماني بكل وقاحة على الإسلام والمساس بالمشاعر الدينية للمغاربة
تعاقب خلال الفترة الأخيرة مجموعة من العلمانيين على النيل من الإسلام ومن أهله من خلال مقالات نشرت على مواقع إلكترونية على الشبكة العنكبوتية وعلى رأسها موقع هسبريس . وسبب هذا السعار العلماني هو أن الشعب المغربي المسلم المتشبث بدينه لجأ في ظرف جائحة كورونا بالدعاء والضراعة إلى خالقه سبحانه وتعالى لكشف بلاء هذا الوباء ، وهو ما أثار حفيظة العلمانيين فأطلقوا العنان لأقلامهم للنيل من الإسلام ، وللمساس بمشاعر هذا الشعب .
وآخر ما نشر على موقع هسبريس يومه الجمعة 21 رمضان الأبرك ، والشعب المغربي يستعد للزيادة في التقرب إلى الله عز وجل خلال العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل ملتمسا فيها ليلة القدر المباركة مقال تحت عنوان " زناز الوباء يعري فقهاء الدين ... والأنظمة المغاربية تدعم السلفية " ،وهو عبارة عن حوار أجراه هذا الموقع مع الجزائري المدعو حميد زناز، وقد حاوره المدعو مصطفى شاكري ، وتضمن هذا المقال الذي صيغ في شكل حوار من التجاسر على دين الله عز وجل وعلى أهله ما يعد استفزازا لمشاعر المغاربة في عز شهر عبادتهم والوزارة الوصية على الدين ـ يا حسرتاه ـ تغط في سبات عميق، وهي التي تسارع إلى توقيف الخطباء لمجرد نهيهم عن بعض المنكرات من مهرجانات ماجنة أو غيرها مما يمس بالعقيدة كصفقة القرن المشئومة المهددة للقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك . فهذه الوزارة لا تحرك ساكنا أمام ما تنشره الأقلام العلمانية الحاقدة على الإسلام . وسنسرد بعض ما جاء على لسان العلمانيين الجزائري والمغربي الذي حاوره ونطرح سؤالا على الوزارة الوصية هل يرضيها ذلك ؟
مما جاء على لسان السائل في هذا الحوار ما يلي :
لم تتغير ردود فعل المجتمعات الإسلامية بشأن مضاعفات الأوبئة إلى حدود الزمن الراهن، حيث ساد التفكير الأسطوري والتفسير المستغرق في الفكر الغيبي. كيف يمكن فهم المتخيل الشعبي الذي يستسلم في فهْم تمفصلات الكوارث الطبيعية والأوبئة؟
استغلت مجموعة من التيارات السلفية "أزمة كورونا" قصد تكريس النظرة الخرافية تجاه الوباء، مستندة في تبرير أقاويلها إلى الجانب التديّني الفولكلوري لدى شعوب المنطقة. بماذا يُمكن تفسير الردود المتوترة من لدن فقهاء الدين كلّما أُخْضِعت هذه المواضيع للنقاش العام؟
ومما جاء على لسان المجيب ما يلي :
يعود الأمر إلى غياب نخبة فكرية حقيقية جريئة تطالب بقطيعة نهائية وحاسمة مع الموروث الغيبي الإسلامي، ووجود نخبة سياسية تستغل هذا التراث الغيبي لتزييف وعي الناس من أجل التحكم فيهم، والبقاء في الحكم باسم هذا التراث والانتماء الوهمي إليه
والأدهى من ذلك أن هذا الخراب يُدرس في المدارس الحكومية من الابتدائي إلى الجامعي، وتدعمه آلاف المساجد والزوايا وعشرات الجرائد والقنوات والدعاة والأحزاب الدينية الإسلامية. في حقيقة الأمر، لم تفعل سلطات الاستقلال ما يجب ليكون العلم سابقا على الدين، الجامعة على المسجد، المفكر على الإمام
نكتفي بهذا القدر من الحوار الوقح المعبر عن تجاسر المتحاورين العلمانيين على الإسلام ، والذي يمس بمشاعر المسلمين مغاربة ومغاربيين ومشارقة ، وعبارات التجاسر واضحة لا غبار عليها من قبيل ما جاء على لسان المحاور السائل :ـ
ـ التفكير الأسطوري المستغرق في الفكر الغيبي .
ـ التراث والانتماء الوهمي .
ـ الجانب التديني الفلكلوري لدى شعوب المنطقة .
ــ بماذا يمكن تفسير الردود المتوترة من لدن فقهاء الدين ؟
ومن قبيل ما جاء على لسان المحاور المجيب :
ـ غياب نخبة فكرية حقيقية جريئة تطالب بقطيعة نهائية وحاسمة مع الموروث الغيبي الإسلامي .
ـ وجود نخبة سياسية تستغل هذا التراث الغيبي لتزييف وعي الناس من أجل التحكم فيهم .
ــ هذا الخراب يدرس في المدارس الحكومية من الابتدائي إلى الجامعي ، وتدعمه آلاف المساجد والزوايا وعشرات الجرائد والقنوات والدعاة والأحزاب الدينية الإسلامية .
ـ لم تفعل سلطات الاستقلال ما يجب ليكون العلم سابقا على الدين ، والجامعة على المسجد ، والمفكر على الإمام .
فما رأي وزير الأوقاف ووزارته بما فيها المجلس العلمي الأعلى في مثل هذه الوقاحة وهذا التجاسر على بلد إمارة المؤمنين بشعبه المسلم ، وموروثه الغيبي الإسلامي ،ومساجده، وزواياه، ومدارسه، وأئمته، ودعاته، وخطبائه ؟
لماذا يسارع وزير الأوقاف إلى توقيف خطباء ينهون عن المنكر، ولكنه في المقابل يلتزم الصمت، ولا يحرك ساكنا أمام مثل هذه الوقاحة العلمانية التي مست بكل المقدسات ، وداست على مشاعر الأمة المغربية المسلمة ؟
ونتمنى أن يخرج السيد الوزير عن صمته، فيجيب عن هذا السؤال.
وسوم: العدد 877