قبولُ الرأي الآخر: ليس سَهلاً ، وهو ضرورة ، يجب فرضُها وحمايتُها !
يجب فرض القبول ، بالرأي الآخر، بقوانين ، وحماية القوانين ، بقوى إعلامية، وتنفيذية مسلحة ؛ وإلاّ ساد الاستبداد ! مع وجوب التفرقة ، بين الرأي والشتيمة !
قال الله لنبيّه : (فذكّر إنّما أنتَ مذكّر * لستَ عليهم بمُسيطر).
وقال ، تعالى : ( ولو شاء ربّك لآمنَ مَن في الارض كلّهم جميعاً أفأنتَ تُكره الناسَ حتّى يكونوا مؤمنين) .
فإذا كان فرضُ الإيمان بالله ، على الناس ، مرفوضاً ، في دين الله ..
فهل أفكار الناس العاديين ، يُقبَل فرضُها، على البشر، مهما كانت عظيمة، أو سامية، في نظر أصحابها .. بل ، مهما كانت عظيمة ، أو سامية ، في نظر الناس ، عامّة؟
وهل أفكار الحكّام ، يُقبَل فرضُها ، على الناس ؛ سواء أكانوا من مواطنيهم ، أم من مواطني الدول المختلفة ؟
وهل يجوز للحاكم - أيّ حاكم - أن يفرض على الناس ، سياسات معيّنة ، أو مواقف معيّنة ؛ سواء أكانت اقتصادية ، أم عسكرية ،أم تربوية ، أم ثقافية .. ثمّ يعاقِب مَن يرفض هذه المواقف ، أو مَن لم يؤمن بها ، أو مَن لم يؤيّدها ، من مواطنيه ؟
نماذج :
تغوّلت سلطة الكنيسة ، في مراحل متعاقبة ، من التاريخ ، ففرضت آراءها ، على المفكّرين والعلماء ، وأحرقت كتب بعضهم .. فكانت النتيجة : خسارة علمية ، لدول هؤلاء المفكّرين والعلماء ، وخسارة للعالم !
اختلفت بعض المذاهب النصرانية ، فيما بينها ، واستبدَلت بحوار الألسنة ، حوار السيوف ؛ فنشبت حروب كثيرة ، وسالت دماء كثيرة ، بين أبناء الدين الواحد !
ظهرت فرق إسلامية ، عدّة ، قديماً وحديثاً ، حاولت فرض أفكارها ، بقوّة السلاح؛ فنشبت معارك عبثية مدمّرة ، بين أبناء الدين الواحد ! ومن هذه الفرق : فرقة الخوارج ، التي استباحت دماء المسلمين ! وحين فَتح معها ، بعض قادة المسلمين، نوافذ للحوار، اهتدى بعضُها للصواب ، وفاء إلى الحقّ !
حاول بعض الحكّام ، في دولة بني العباس ، فرض مذهب الاعتزال ، بالقوّة ، على المسلمين ، واضطهدوا بعض علماء المسلمين ، ليعتقدوا بصحّة مذهبهم ، وعارضهم بعض العلماء ! ثمّ جاء خليفة منهم ، أبطل مذهب الاعتزال ، وأعاد الناس ، إلى مذهب أهل السنة !
وسوم: العدد 879