منافقون عرب يعزون شارون
كاظم فنجان الحمامي
سقطت الأقنعة المزيفة عن الوجوه الكالحة, وبانت على حقيقتها في مجلس العزاء المقام على الروح المتعفنة للسفاح المجنون أرئيل شارون, فتوافد العرب بملابسهم البدوية التقليدية ليحضروا مراسيم دفن الجثة المتعفنة, وقفوا بوقاحتهم المعتادة معبرين عن حزنهم وألمهم على فراق هذا السفاح, الذي ترك وراءه سجلا داميا حافلاً بالمجازر, بدأ بمجازر (قبيا), و(اللد), ثم قتل وعذب الأسرى المصريين بعد حرب (67), واجتاح بيروت, وسفك دماء الأبرياء في لبنان, واقتحم المسجد الأقصى, وأزهق أرواح العرب في مذبحة (جنين), ثم نفذ سلسلة من الاغتيالات استهدفت القيادات والرموز العربية الكبيرة كالشيخ (أحمد ياسين) رحمه الله.
انخرط هذا الملعون في منظمة (الهاغانا) الإرهابية قبل بلوغه سن الرشد, ثم التحق في صفوف جيش العدو الإسرائيلي. ساعده سجله الإجرامي في دخول الكنيسة عام (73).
تسلم حقيبة الدفاع لينفذ أبشع مجازره في (صبرا وشاتيلا), تلك المجزرة التي وصلت فيها رائحة الدم العربي إلى كل مدن العالم, وكان له الدور الفاعل في بناء جدار الفصل بين إسرائيل والضفة الغربية, وما إلى ذلك من الصور والمشاهد الإجرامية التي لا حقته في غيبوبته, وستلاحقه في قبره.
توافدت وفود الأعراب من دولة (قطر), جاءوا ليقدموا تعازيهم الحارة في وفاة حليفهم (شارون), طبقاً لما نشرته صحيفة (صندي تايمز), وتعد دولة قطر الدولة العربية الأولى, التي سارعت بتقديم التعازي لحكومة تل أبيب, وأرسلت مصر دبلوماسياً رفيع المستوى للتعزية في وفاة (شارون).
إلا أن المخزي في هذا الأمر ما أشارت إليه وكالات الأنباء بقيام وفد من أعراب البادية بزيارة قبر الملعون (شارون) في النقب, بعدما قدموا التعازي لأبنائه (عمري وجلعاد) في مزرعة (هافات هاشيكميم), وقفوا هناك يذرفون الدموع, ويلقون قصائدهم النبطية للتمجيد بمآثر (شارون) في صورة وقحة من صور النفاق العربي.
من المفارقات المضحكة أن إحدى القبائل العربية, من بدو فلسطين, تبرعت بإقامة نصب تذكاري لشارون في مضاربها, ووصفته بأنه الأب الراعي لشؤونهم, والساهر على راحتهم.
من فيكم يصدق أن تظهر علينا في آخر الزمان أقوام من الأعراب يبكون على (شارون). يثنون على مذابحه. يمتدحون مجازره, ويقولون أنه كان من الرجال (الصالحين) وأنهم خدموا معه في الجيش؟, من فيكم يصدق أن هؤلاء الأراذل يركعون تحت أقدام اليهود بكل ذل وخنوع ؟. ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين