آل الأسد: أصلهم المجهول! وعلاقتهم باليهود!
آل الأسد:
أصلهم المجهول! وعلاقتهم باليهود!
رواء جمال علي
لم يستطع أحد أن يحدد أصل عائلة الأسد لا من العلويين ولا من غيرهم. وحتى البطولات التي نسبها باترك سل لسليمان الأسد جد حافظ كلها أكاذيب لا أصل لها. وفي آخر ما نشره أحد العلويين وهو أكثم نعيسة (علوي) قال نقلًا عن حسن مخلوف (علوي): "هؤلاء قدموا من الأناضول (غير معروف قرعة أبوهم من أي دين) وكانوا مع عصابات تقوم بسرقة وقتل وحرق بيوت الفلاحين العلويين والمسيحيين الفقراء، وكانوا ﻻيعرفون حتى العربية، وكنا نسميهم (الشتا)، عَصوا القانون واحتموا برؤوس جبالنا، وحين كثرت مشاكلهم وجرائمهم، فكرنا أن نأتيهم بالحيلة لندجنهم ونأمن شرهم، فأرسلنا إليهم شيخًا ثم آخر وآخر، حيث عرضوا عليهم أن يستوطنوا في احدى قرانا الصغيرة وأن نعطيهم أرضًا يزرعوها وبيوتًا يسكنوها وتحت حمايتنا بدﻻً من حياة التشرد والملاحقة، وهذا ماحصل بالفعل. وسليمان جدهم كان له اسم غريب وبدلنا اسمه إلى سليمان الوحش، وبعد أن تدجنوا قليلًا غيروا كنيتهم من الوحش إلى الأسد".
قد لا يستطيع أحد أن يثبت أصلًا محددًا لتلك العائلة التي تزعمت النصيريين وقادتهم طوال نصف قرن، لكن ما من شك أنها قدمت خدمات لليهود بشكل أفضل من اليهود أنفسهم، وكل القرائن تشير إلى علاقة جمعت حافظ الأسد مع اليهود من خلال شبكة الياهو كوهين الجاسوس اليهودي المعروف، كان من نتيجتها تسليم الجولان لإسرائيل عندما كان الأسد وزيرًا للدفاع عام 1967م، فكُوفئ بحكم سوريا له ولأبنائه من بعده، والدلائل التي تثبت علاقة الأسد بكوهين -وربما كان وريث كوهين- هي كثيرة وقد ذكر أكرم الحوراني -وهو أحد أعمدة السياسة السورية في فترة ما قبل الانفصال- العديد من تلك القرائن نذكر منها:
1. محاولة تهريب جثة كوهين إلى إسرائيل عبر لبنان في ليلة اليوم التالي لإعدامه، حيث أدرك النهار المهربين، فخبأوا الجثة في أحد الكهوف في منطقة عرسال، فعثر عليها رعاة، فبلَّغوا عن جثة مجهولة تبين أنها لكوهين، كما ذكر ذلك الحوراني نقلًا عن مدير سجن المزة في وقتها... وقد تمت محاولة تهريب الجثة إلى إسرائيل بعدها أكثر من مرة. واليوم لا يستطيع بشار الأسد نفسه أن يثبت أن جثة كوهين لا زالت في سوريا، فهم بحسب ما نُقل عنهم لا يعلمون أين هي!
2. بعد انقلاب الأسد عام 1970 هرب أحمد سويداني رئيس الأركان زمن أمين الحافظ والمسؤول عن ملف التحقيق في قضية كوهين ومعه هذا الملف، وحاول اللجوء إلى العراق فلم يُسمح له، فعاد إلى بيروت، حيث اختطفته مخابرات الأسد، وبقي في سجن الأسد حتى التسعينيات، وبعدها لم يعرف مصيره.
3. قامت مخابرات الأسد باختطاف محمد بشير وداد، وهو ضابط الاتصالات الذي كان له اليد في اكتشاف كوهين -كما ذكر أمين الحافظ ذلك- فخُطف من بيروت وأُودع في سجن المزة، وبحسب شهادة الشهود –كما يذكر الحوراني- فإن محمد بشير وداد قد تم سجنه في نفس الزنزانة التي سجن فيها كوهين ولا يعرف له مصير.
إن كان مبرر اختطاف أحمد سويداني أنه أحد رجالات صلاح جديد، وليس لأنه يملك كل المعلومات عن قضية كوهين، فما هو مبرر اختطاف ضابط اتصالات كمحمد بشير وداد لم يعرف عنه سوى أنه كان أحد الذين ساعدوا في اكتشاف كوهين؟! وإن كانت جثة كوهين لم تنقل إلى إسرائيل، فلم يجهل حكام سوريا اليوم أين هي إلا لأنهم يعلمون أنها ليست في سوريا؟
وقد يجهل كثير من السوريين أن من أوائل المراسيم الجمهورية التي أصدرها حافظ الأسد بعد انقلابه، كان المرسوم رقم 385 لعام 1974، الذي أصدر فيه عفوًا عن 23 متهمًا بالتجسس لصالح إسرائيل.
إسرائيل في فلسطين.. ودولة العلويين في سوريا!
عندما نتكلم عن نهضة يهودية في العصر الحديث كان وراءها الماسونية تم بموجبها ظهور دولة إسرائيل، فان هذه النهضة لليهود ترافقت مع نهضة تزامنت معها للفرق الباطنية منذ منتصف القرن التاسع عشر، مما يدل أن هذا لم يكن صدفة بل كانت هناك يد واحدة وراء كل هذا، ومن أوجد دولة إسرائيل في فلسطين، هو من أوجد دولة العلويين في سوريا، وبعث الإسماعيلية في إيران والهند، واستحدث الأديان التي قامت على فكرة المهدوية كالبابية، والبهائية، والقاديانية... ليشكلوا جميعا منظومة واحدة الهدف النهائي منها هو إخراج (الماشيح) المسيح اليهودي المنتظر، فمعلوم أن مواصفات المهدي المنتظر عند كل الفرق الشيعية هي نفسها مواصفات المسيح اليهودي المنتظر (الأعور الدجال)، فمن مواصفات المهدي كما تذكر كتب الشيعة –كالكافي للكليني مثلا- أنه عندما يخرج سينادي بلسان عبري، وسيحكم بشريعة داوود، وأن جُلَّ أتباعه من بني إسرائيل. ومواصفات المسيح اليهودي عند اليهود، أنه سيخرج في بني إسرائيل بعد إعادة بناء هيكل سليمان، وسيكون من نسل داوود، وسيحكم العالم من كرسي داوود في أورشليم. وهذا ما يجعل من المهدي المنتظر للشيعة عمومًا والمسيح المنتظر لليهود شخصًا واحدًا باسمين مختلفين.