السيسي وتجرؤه على بيوت الله
غضب الشارع المصري من اقدام السيسي على هدم المساجد
تساؤلات وغضب سادت مواقع التواصل الاجتماعي، مع التصريحات الأخيرة لرئيس الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي، وهو يطلق في عدة تصريحات حول مخالفات البناء، وبناء المساجد، ومنع البناء بشكل تام في عدة محافظات، والسماح للمشروعات "القومية" فقط بالبناء.
وقال السيسي حول مخالفات البناء على مستوى الجمهورية: "لو في 10 آلاف مخالفة بناء على مستوى الجمهورية، يبقى لدينا 10 آلاف شخص تم القبض عليه، وأحيلوا للنيابة... أنا بقولها، وكل مصر لازم تسمعها، إحنا ها نفضل نجري وراء العشوائيات لبقية عمرنا، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة ضد المخالفين".
وتناول السيسي هدم 35 مسجدا في ترعة المحمودية بالإسكندرية؛ بحجة أنها "مخالفة"، وقال عنها: "لما شوفنا ترعة المحمودية بالإسكندرية كان هناك مساجد قائمة، ولكنها مخالفة لشروط البناء، وقالوا ازاي تشيلوا جوامع ربنا، وأنا بقول وأنت ازاي تبني المساجد على أرض مش بتاعتك، ربنا غني عنك وعن أرضك كلها، يا تحط مضبوط يا متحطش"!.
وتابع: "الإزالة تعني أننا لا نمنح التراخيص مرة أخرى، ولما تيجي تقولي هناك 1773 مخالفة، يبقى لازم يتقبض على 1773 شخصا".
كذلك وجه السيسي بإيقاف أي أعمال بناء في محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة بشكل كامل بخلاف المشروعات القومية.
تصريحات السيسي أثارت العديد من التعليقات والتساؤلات الغاضبة لدى النشطاء، فبين غضبتهم من هدم المساجد واحتكار الأراضي، إلى غضب من السماح لمشروعات يصفها السيسي بـ"القومية" بالبناء فقط في محافظات مصر.
ووجه النشطاء انتقادا حادا للسيسي لحديثه عن هدم 35 مسجدا؛ بحجة أنها مبنية في "أرض ليست ملكك"، متسائلين: كيف للجيش أن يستولي على أراضٍ ليست له؟ وأن يستولى على محاجر ليست له؟ وأن يستولي على اقتصاد ليس له؟
وتساءل النشطاء أيضا: إذا كانت أرض الدولة لن يبنى عليها المدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد، فماذا سيبنى عليها؟ هل سجون فقط؟
لم يعد معاداة السيسي للمساجد سراً وهو ابن حارة اليهود
لا يعرف أحد من المصريين سر معاداة السيسي لمساجد وبيوت الله، التي أصبحت أحد ضحاياه، بدءًا من قرارات الغلق التي يصدرها وزير أوقافه، ومرورًا بتحميلها فواتير الكهرباء والمياه التي تنفق في سبيل الله وفي خدمة المصلين، وانتهاءً بغلق كل فعاليات المساجد من أنشطة تحفيظ القرآن ودروس التوعية والعظة والفتوى، والسماح بفتح المساجد وقت أداء فريضة الصلاة، ولمدة ربع ساعة فقط، ثم غلق المساجد بعدها، في الوقت الذي تنعم فيه الكنائس برعاية وولاية مباشرة من أصحابها دون أن تجرؤ الدولة على التدخل في أي نشاط للكنيسة من أعمال أو صلوات أو أفكار.
السيسي يروج دائماً لفكرة إرهاب المساجد
ولعل اتهام السيسي دائمًا للإسلام بالتطرف، وترويجه لفكرة إرهاب المساجد التي اختلقها من أجل إغلاق المساجد في وجه المصلين، رغم إشراف وزارة الأوقاف والأزهر على هذه المساجد، وتعيين أئمة من الدولة، هو السبب الوحيد الذي يفسر سبب كراهية السيسي لبيوت الله، دون وجل من قوله تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا * أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ* لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(البقرة 114)".
إغلاق 14 مسجدًا بالشرقية
وتستمر معاناة السيسي مع المساجد، حيث أثار إغلاق 14 مسجدًا بالشرقية لمدة أسبوعين جدلاً واسعًا، خاصة بعد تصريحات الشيخ زكريا الخطيب وكيل وزارة أوقاف الانقلاب بالمحافظة التي برر فيها القرار بعدم وجود أئمة لأداء خطبة الجمعة، ورأي أن الغلق أفضل من تركه المنابر لأصحاب الأفكار المتطرفة، بحسب زعمه.
سوابق السيسي العدائية تجاه المساجد
لم يعد خافيًا على أحد داخل مصر أو خارجها، تعمد السيسي الدائم على إظهار علاقة عداء غير مسبوقة مع الدين الإسلامي، فالجنرال ابن حارة "اليهود" صرح لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية المتطرفة، بأنه لا مكان للدين في الحياة السياسية في عهده بمصر.
وفي لقائه مع فضائية "سكاي نيوز عربية" ذات التوجه العلماني في مايو 2014 قال بالنص: "لن يكون في مصر قيادات دينية ولن أسمح بذلك، فأنا المسئول عن الأخلاق والقيم والمبادئ"، ثم أكمل قائلا: "والدين أيضا"، وهنا قاطعته المذيعة ويبدو عليها الاستغراب: "والدين أيضا؟!"، فأكد السيسي فكرته: "وعن الدين أيضا".
مهمة جيش السيسي باتت قتل المسلمين وحرق المساجد وليس حماية الحدود
لم يكتب التاريخ عن جيش دولة قتل المسلمين أثناء صلاتهم داخل المساجد، سوى الجيش الصهيوني في فلسطين، والجيش المصري بقيادة "عبد الفتاح السيسي"، فعلى طريقة مذبحة الحرم الإبراهيمي؛ نفذ السيسي مذبحة الساجدين، للمعتصمين المؤيدين للرئيس "محمد مرسي" أثناء أدائهم صلاة فجر الاثنين 8 تموز/يوليو 2013، ما تسبب في استشهاد 70 شخصًا وإصابة أكثر من 1000 جريح، بينهم خمسة أطفال و8 نساء في محيط الحرس الجمهوري وميدان رابعة العدوية.
كذلك تم حرق مسجد رابعة العدوية يوم مجزرة الفض التي وقعت يوم 14 أغسطس 2013 وتدميره، دون مراعاة لحرمته أو حرمة ما به من جثامين ضحايا المجزرة، إلى جانب اقتحام وانتهاك حرمات مسجد الإيمان بمدينة نصر، ثم حصار مسجد الفتح برمسيس وإطلاق الرصاص الحي والخرطوش على المحاصرين بداخله، وكذلك إلقاء القنابل المسيلة للدموع عليه، مما أدى إلى استشهاد سيدة، وعشرات الإصابات.
من صور الاعتداءات أيضا على المساجد، أن أصبحت هدفًا للقصف والتدمير من قبل قوات الانقلاب في سيناء، وقد تم تدمير خمسة مساجد في مدينة رفح الحدودية.
وشكل تدمير المساجد في سيناء صدمة كبيرة للسكان وخلف حرقة في صدورهم والذين رأوا أن ما فعله السيسي في سيناء حاليا لم يجرؤ الاحتلال الإسرائيلي على فعله.
السيسي هو من تجرأ على منع الصلاة في المساجد
السيسي هو الوحيد الذي تجرأ على منع الصلاة في المساجد وعلى رأسها الأزهر، كان "عبد الفتاح السيسي" يوم الخامس من رمضان 1434هـ الموافق الرابع عشر من شهر تموز/يوليو عام 2013 حين قامت قوات من الجيش المصري والأمن بمنع إقامة صلاة الظهر فيه وإغلاق المسجد بعد أن دعا العديد من شيوخ وطلبة الأزهر الشريف إلى مسيرة تبدأ من جامع الأزهر إلى ميدان رابعة العدوية.
ويبدو أن حرب السيسي على المساجد لم تخلقها الصدفة أو يفرضها الواقع بل هي حرب ممنهجة، يؤكد ذلك تصريحات السيسي الدائمة العداء للدين الإسلامي ورغبته في استئصال شأفته من المجتمع المصري، بدعوى أنه يحض على التطرف والإرهاب.
كما تعمد السيسي خلال الاحتفال بتخرج الدفعة 83 طيران وعلوم عسكرية في الكلية الجوية، وذلك بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وأظهر الفيديو جنود مصريون وهم يطلقون النيران على "مجسم مسجد" ويستعدون للهجوم عليه واقتحامه، في إشارة لوجود إرهابيين بداخله، العجيب أن مجسم المسجد كان الأكبر والأبرز في المدينة السكنية المجسمة التي تم بنائها من أجل هذا الاستعراض، وتبدو المدينة التي احتمى بها الإرهابيين وكأنها مسجد كبير!!.
التنمر السيسي على بيوت الله
ظهر التربص والتنمر في موضوع إغلاق بيوت الله من خلال العصبية التي تتعامل بها السلطات الرسمية، وقد فضحت التصريحات الصادرة من وزير الأوقاف ودار الافتاء عن سوء الأدب والفظاظة التي لا تليق عند الحديث عن الشأن الديني، وظهروا وكأنهم يتعاملون مع أماكن لهو وليس مساجد يرفع فيها اسم الله.
التزم المصلون بقرار منع الجمعة والجماعات لكن الملفت أن المساجد فقط هي المغلقة، فالشوارع مزدحمة، والمواصلات مكتظة وشركات المقاولات التي تبني القصور الرئاسية والأبراج والكباري لم تتوقف، وتنتشر الطوابير في كل مكان؛ وكل المرافق تعمل، وكأن المساجد وحدها هي المقصودة بالإغلاق.
مذبحة المساجد في مصر
بلغ عدد المساجد والزوايا التي صدر قرارات بإغلاقها في الإسكندرية وحدها 909 مساجد وزاوية بدعوى مخالفتها الشروط والضوابط المنصوص عليها في القانون.
وفي يوليو/تموز 2016 وافق وزير الأوقاف محمد مختار جمعة على هدم 64 مسجدا على مستوى الجمهورية، لوقوعها ضمن نطاق توسعات مزلقانات هيئة السكك الحديدية، بينها 12 مسجدا في مركزي طلخا وشربين بمحافظة الدقهلية.
وبعيدا عن أعين الإعلام، وفي مايو/أيار 2015 تعرضت خمسة مساجد للهدم في محافظة شمال سيناء بإشراف مباشر من الجيش، هي مساجد "الوالدين"، و"الفتاح"، و"النصر"، و"قباء"، و"قمبز".
وسبق أن هدمت قوات الجيش مساجد أخرى في سيناء عبر قصفها بالطائرات المروحية -خصوصا في مدينتي رفح والشيخ زويد-بدعوى محاربة الإرهاب.
ولم تكن جامعة القاهرة بعراقتها بعيدة عن عمليات هدم المساجد، ففي تصريحات لصحيفة الوفد مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2015 قال رئيس الجامعة -آنذاك-جابر نصار إنه "تم تحطيم جميع منصات إطلاق صواريخ التطرف والعنف والإرهاب داخل الجامعة من خلال افتتاح مسجد لأداء الشعائر داخل الجامعة، وإلغاء جميع المصليات التي كانت تستخدم في نشر الفكر المتطرف داخل الجامعة".
كما طالب وزير الأوقاف فروع وزارته في عدد من المحافظات بمنع الصلاة في قرابة 25 ألف مسجد وزاوية.
وفي السياق نفسه، خاطبت وزارة الأوقاف المحافظين بحظر بناء المساجد والزوايا أسفل العمارات السكنية أو بينها دون إذن مسبق من الوزير "كي لا توظف لأغراض لا تتفق مع الخطاب الديني".
إن تجرؤ السيسي على بيوت الله هو حدث غير مسبوق في بلاد المسلمين ولا يفعله إلا يهودي المنبت والنشأة والتفكير، وإذا لم يقف أحد في مصر في وجهه ويوقفه عند حده فلينتظر غضب الله وهو القائل في الحديث القدسي: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار)، فانتظر ياسيسي العقاب الذي تستحق!!
المصدر
*بوابة الحرية والعدالة-5/8/2017
*عربي 21-21/5/2020
*الجزيرة مباشر-29/4/2020
*الجزيرة نت-20/3/2019
*موقع وطن-21/4/2020
*الوطن-22/3/2019
*إسلام ويب-2/11/2003
وسوم: العدد 894