ماذا وراء ما يجري في مصر؟!
عبد الله خليل شبيب
لا أدري ما الذي بين ضاحي خلفان والإخوان المسلمين .. وما دفعه ليشن عليهم عدة تهجمات عنيفة وحاقدة؟!
حيث أني لا أذكر ولا أعلم أنه حصل اشتباك أو مواجهة بين الطرفين ..ولا أظن – ولا أذكر أن الإخوان يوما أساءوا لخلفان ..أو لأحد مواطنيه أو رؤسائه !
المهم أن خلفان قد سبق أن تنبأ بما سيحصل للإخوان – وخصوصا في مصر- وببعض ما هو حاصل الآن فهل كان خلفان يُنَجِّم ؟ أم يضرب الودع ؟ أم كُشِف عنه الحجاب؟! أم انضم إلى جيش [ دجالي البروج ] الذين ينشطون دائما عند حلول كل عام جديد .. ليروجوا لتنبؤاتهم القادمة ..ويستدلوا ببعض ما صدف من وقوع بعض تنبؤاتهم السابقة !
بالطبع ليس الرجل من أي صنف من أؤلئك .. ولم يشتهر بذلك .. لكنه ينطق عن معلومات كمصدر مطلع بل ومشارك .. ولا تزال الشبهات تحوم حول دور رئيس له في قضية مقتل محمود المبحوح .. – تحت سمعه وبصره – وربما بتسهيلات معينة – حاول تغطيتها [ بشطارته] في اكتشاف الفاعلين ونشر صورهم وجوازاتهم- ولكن .. –للأسف – بعد أن أصبحوا جميعا في [ حضن دولة العدوان اليهودي] في مأمن !.. ولو كان صادقا .. لأمسك ولو بواحد منهم ..ولأدركه قبل أن [ يطير]!
..مما يشي بأن [المحترم المذكور] قد يكون ضالعا في هذا وفي غيره ..مما يؤكد أن هناك خلية موسادية خارجية مهمة [ ليسهل انضمام بعض العملاء إليها من الفلول والأشخاص الذين لو ذهبوا لفلسطين للمشاركة مع قيادة الموساد من هناك لافتضحوا أمثال شفيق ودحلان وأضرابهما]! ..ونذكر هنا أيضا أن المخابراتي الكبير حبيب ومعتمد الموساد الأهم..كان كذلك في نفس المسرح ومشتركا في التخطيط ..لولا أن تفجير بؤرة الإجرام في دمشق قضى عليه وعلى موسادي يهودي [ إسرائيلي] كبير كذلك مع آصف شوكت وعصابته الذين نفقوا في ذلك التفجير العجيب! تلك الخلية يبدو أنه كان كان من دورها التخطيط والترتيب لما حصل في مصر .. فكأنما هي مسرحية :
رشوات سخية لبعض الجهات لحشد غوغاء في الشارع ...وفي ميدان التحرير بالذات .. ثم خروج وزير دفاع مرسي [ عبدالموساد السي سي – ابن الجاسوسة مليكة الموسادية] ليبرر انقلابه على الشرعية الشعبية .. بأنه ينضم لمطالب الشعب ..!!
والغريب أن الحشود التي كانت في ميادين مصر والقاهرة لتأييد الشرعية ..كانت أضعاف أضعاف ما حُشد في ميدان التحرير- الذين حُشدوا بالأجر - بكلفة نحو 4 مليار رشوات للنازلين ورئاساتهم- كما اعترف بذلك أحد أعدى أعداء الإسلام والحرية في مصر [ المثلي توفيق عكاشة]! .. فكان الأولى بالسي سي لو كان صادقا أن ينحاز إلى الجموع الأكثر ..وأن يفعل بجموع [ الفلول واللفيف] ما فعل بمعتصمي رابعة والنهضة ..بل هم أولى بذلك لتمردهم على الحكم الشرعي الممثل لأغلبية الشعب وإثارتهم الفتن ..وعمالتهم للعهد البائد ولأعداء مصر في الداخل والخارج!.. ولو فعل لاستراحت مصر إلى الأبد ولم يترك عبءَا ثقيلا على [ الثورة الحقيقية القادمة] لتصفي الخبث والفساد وأهله[بالجملة والقطاعي]! .. !
كل متابع – منتبة أومدقق – للأحداث والتصريحات التي سبقت – وعاصرت ..و.تبعت عهد د. مرسي .. لا يخفى عليه أن هناك مؤامرة مدبرة .. لتطويق [ الثورة والوعي ] ومحاولة [ نكسها بالثورة المضادة ] وإعادة استنساخ عهد [ أوسخ] من عهد مبارك ! على غرار قيام ثورة يوليو –التي أُقيمت - لتحاول النجاح فيما فشلت فيه حكومات التبادل الديمقراطي أيام الملك فاروق – بالقضاء على الإخوان – خصوصا بعد أن بدا خطرهم على اليهود والاستعمار عمليا – حيث جاهدوا - في فلسطين وقناة السويس- فقام العملاء بقتل مرشدهم وبعض قياداتهم ..وحاولوا القضاء عليهم أو [ تحجيمهم] بالعنف والقمع .. الذي أدى في الحالتين – إلى رسوخ فكرهم وحركتهم .. وشعبيتها .. بالرغم من كل الخسائر والتضحيات [ والسرقات الثورية ]! ..فكأن أؤلئك المتآمرين [ أجهزة الصليبية والصهيونيةالعالمية ]لم يتعلموا .. أو أنهم يواجهون التيار وحركة التاريخ ..ويريدون السير ضدهما ..!! مع أنهم يحسبون حساب كل شاردة وواردة!.. أولا يعلمون أن الفكر والعقيدة لا يمكن أنم يقمع بالعنف والبلطجة؟!
..ولذلك سينقلب سحرهم عليهم – هذه المرة أيضا – وربما بشكل عنيف ومأساوي! وسيتمنون أن لم يلجأوا إلى مثل هذه المؤامرات الخسيسة !!
ولا نستبعد أن يكون الأمر كله مدبرا – وتحت السيطرة – ولو من بعد- .. فتركوا الجماهير تنفس عن الكبت والغيظ – على حساب عهد شاخ واهترأ من كثرة الفساد والاستبداد..وحق تغييره بوجوه أحدث !- – ويبدو أنهم كانوا يعدون لتولي شفيق للرئاسة – أو ربما البرادعي – ولذلك سمحوا لشفيق بالترشح – مع أنه من أهم أركان العهد البائد ..وهذا سببٌ لمنع الترشح كما منعوا من هو أقوى منه وأكثر فرصة [ عمر سليمان]..وكذلك البرادعي [ مدجج بالجنسيات الأجنبية ] وقد منعوا الشيخ حازم صلاح بحجة أن والدته كانت تحمل جنسية أجنبية !!
.. وكان الإخوان قد أعلنوا - من قبل - أنهم لن يقدموا مرشحا للرئاسة ولن يتجاوزوا 15-25% من عضوية مجلس الشعب ( النواب) !
.. ولذلك فوجيء الجميع بترشيح خيرت الشاطر ..و – احتياطيا د. محمد مرسي .. فحُجب الشاطر ..ونال مرسي أغلبية كبيرة ..!
..ولكن في انتخابات الإعادة بين مرسي وشفيق كانت المفاجأة والموازنة – وإن كنت أشك في حصول شفيق على تلك النسبة التي ذكروها ..فلا شعبية له بل هو مكروه كرمز من رموز العهد البائد ..وكعسكري ..وليس له حزب قوي يدعمه ..مثل مرسي !
ومع ذلك كانت الإعادة بينه وبين مرسي !..فماذا كان؟!
لقد تلكأت اللجنة المخولة بإعلان النتيجة والترجيح ..وكان المتوقع أكثر أن يعلنوا فوز شقيق ..لا لأنه الأكثر أصواتا ..بل لأنه [ لزوم المرحلة ] فما الذي حصل ؟!
يبدو أنهم قرروا الانصياع للحقيقة ..لا خوفا من ثورة الإخوان- كما كان يظن – ولكن توريطا للإخوان ! فوقع الإخوان في الفخ ..وبلعوا الطعم !!
ثم كان ما كان من خطط خبيثة لإظهار فشل البرفسور مرسي ..وجماعته ..وليقال : هاهو الإسلام والإسلاميون جربوا الحكم – كغيرهم - ولم يفلحوا ..!
ثم ليكون ما كان من مسرحيات متهافتة منذ ذلك الحين !
ولطالما نصحنا الإخوان خاصة – والإسلاميين عامة .. بعدم التصدر لوراثة عهود فاسدة حتى العظم ..لم تكد تدع شيئا في مصر إلا وقد أصابه فسادها !
وقلنا لهم :امكثوا في الظل –ووالوا مهماتكم في إصلاح المجتمع وهداية الناس ومعونتهم..إلخ وحاولوا دعم مرشح صالح غير عميل .. وواصلواعملية الإصلاح والرقابة تدريجيا ..إلى أن يتنظف الكثير من [ وساخات العهود البائدة ] ودربوا كوادركم على مختلف الشؤون .. إلخ
..ولعلهم لو تريثوا لتجنبوا كثيرا مما حصل ! ومن خسائر باهظة في الأنفس والأموال " لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا.. وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور" !!
ووجدها اليهود وموسادهم والحاقدون والفاسدون فرصة للانتقام من أعدى أعدائهم وأكبر خطر مستقبلي ..عليهم يتوجسون منه كثيرا!!
ولذا التقى عليهم كل الحاقدين والحاسدين والفاسدين والمجرمين والعملاء ..إلخ تدعمهم آلة إعلامية فلولية جبارة يتعلم منها مسيلمة الكذب ..ويتعلم منها سحرة فرعون التدليس ..لأن عباقرتها [ حشاشون مدمنون] يوحي إليهم شياطينهم في [الغرزة] ما لم يخطر على بال إبليس وفرعون وهامان !!!
وإن كنا لا ندري ماذا كان المخططون الأخباث – وقي مقدمتهم الموساد وعملاؤه – ماذا كانوا يعدون من خطط بديلة – كعادتهم!
المهم أنهم هدموا إنجازات مرسي والإخوان والديمقراطية والحرية ..أولها مجلس الشعب ..وآخرها الرئاسة – يسمونه الديمقراطية ..وما بين ذلك من مشروعات جادة كانت سترفع مصر إلى مصاف الدول الحديثة والمتقدمة والمكتفية !
وأعاد الانقلابيون الموساديون مصر إلى الوراء عشرات السنين!!
هذا إضافة إلى خسارة آلاف الأرواح الطاهرة ..وأضعافهم من الجرحى والمعوقين ..وكثيرا من الأموال ..
ولم يكتف [ عملاء الموساد بقيادة [ عبدالموساد السي .دبليو سي] بتدمير وحرق مقرات الجماعة وحزبها – حتى في عهد حكمها- كما يدعون! بل ألبسوا الجماعة ثوب الإرهاب ..وهي بريئة منه وليست قابلة له ..وكان الموساديون - وما زالوا – يقومون بأعمال إرهابية وقتل وتفجيرات ..وينسبونها ظلما للإخوان ..والجميع يعرف كذب المفترين المزورين !..ولكن معهم آلة إعلامية تضليلية تزويرية هائلة..! خدعت الكثيرين ( فاستخف قومه فأطاعوه)!
ولم يكتفوا بذلك ..بل – كغيرهم أكثر من مرة- حلوا الجماعة !
ولم يكفهم ما نهبوا من أموال الشعب والرشوات المليارية ..فقرروا مصادرة ممتلكات الجماعة ..بل وممتلكات الأفراد وأسرهم!
أرأيتم أخس من ذلك ..وأولى أن تقوم عليهم ثورة جامحة تستأصلهم..لا من الإخوان .. فالإخوان يقفون عند حدود الله – ويخافونه ..ويحسبون حساب كل خطوة ماذا وراء ما يجري في مصر؟!وعمل-..ولكن من قوم لا يحللون ولا يحرمون ..!
لكي لا يتورعواعن محظور ! وحتى يكون الجزاء من جنس العمل !