شتائم جيسكار ديستان وهدايا بومدين
أوّلا: قواعد لفهم زيارات رؤساء فرنسا للجزائر:
لمعرفة نوعية، ودرجة العلاقة القائمة بين الجزائر وفرنسا، يمكن للقارئ المتتبّع أن يقف بعض البعض على زيارات رؤساء فرنسا للجزائر. ومن الحقائق الثّابتة في العلاقات القائمة مابين الجزائر وفرنسا:
- كلّ رؤساء فرنسا، وابتداء من فاليري جيسكار دسيتان وإلى الماكرو ماكرون زاروا الجزائر.
- أصبحت من عقيدة رؤساء فرنسا أن يزوروا الجزائر.
- كلّ رؤساء الجزائر ابتداء من هواري بومدين، ومرورا بالشاذلي بن جديد رحمة الله عليهما، والرئيس السّابق استقبلوا رؤساء فرنسا.
- سبق لصاحب الأسطر أن كتب ويؤكّد الآن: لست ممن يطالبون بقطع العلاقات مع فرنسا فإنّ ذلك ليس من الواقعية في شيء.
- ويكتب صاحب الأسطر لأوّل مرّة: لست من الذين يطالبون برفض زيارات رؤساء فرنسا للجزائر، مادامت زياراتهم لاتهدّد أمن، وسلامة الجزائر.
- صاحب الأسطر يرفض بشدّة مبالغة رؤساء الجزائر في استقبال رؤساء فرنسا، وكان يكفيهم الحدّ الأدني من الاستقبال، والمتعارف عليه.
- نقدي هذا موجّه للرؤساء: هواري بومدين، والشاذلي بن جديد رحمة الله عليهما، والرئيس السّابق.
- كلّ رؤساء فرنسا الذين زاروا الجزائر ونالوا الهدايا الفخمة[1]، والرمزية التي لم يحلم بها فرنسي كالحصان العربي الأصيل، والحصان البربري الأصيل، وبرنوس الأمير عبد القادر.
- نالت زوجات رؤساء فرنسا الهدايا الفخمة من طرف رؤساء الجزائر أثناء زيارتهن للجزائر رفقة أزواجهن رؤساء فرنسا.
- أقرأ الآن عبر يومية جزائرية مقالا بعنوان: "هذههي الهدايا التي تسلّمها رؤساء فرنسا في زياراتهم إلى الجزائر"، وبتاريخ: 14 ديسمبر 2012، أنّ ميتران تسلّم كهدية الحصان الأغلى في العالم. والسّكير ساركوزي تسلّم كهدية الحصان الأذكى في العالم.
- كلّ رؤساء الجزائر ودون استثناء -أقول دون استثناء- رحبّوا برؤساء فرنسا، وتمّ استقبالهم استقبال الفاتحين الغانمين.
- كلّ رؤساء فرنسا الذين زاروا الجزائر أعلنوها بصريح العبارة أنّهم لم، ولن يعترفوا بجرائم الاستدمار الفرنسي بالجزائر طيلة 132 سنة من النهب، والسّطو، والتّعذيب، والاحتلال. وفي نفس الوقت اعترف رؤساء فرنسا، وما زالوا يعترفون بما يسمونه بحقّ الصهاينة، ويمنحون التّعويض لهم.
- فرنسا لم تحارب الصهاينة ورغم ذلك اعترفت بالماضي النازي تجاههم وقدّمت لهم الاعتذار، والتّعويض رغم قصر المدّة. ونفس فرنسا احتلت الجزائر طيلة 132 سنة من السّطو، والنهب، والاغتصاب، والقتل وتدّعي أنّها ليست مسؤولة عن التّاريخ، وغير مطالبة بالتّعويض، والاعتذار.
ثانيا: رؤساء الجزائر يستقبلون رؤساء فرنسا الذين أجرموا في حقّ الجزائر
- استضافت الجزائر في عهد الرئيس هواري بومدين، وبتاريخ: 10 أفريل 1975، فاليري جيسكار ديستان استقبال الفاتحين. ولولا الموت العاجل لزار بومدين فرنسا طبقا لقاعدة المعاملة بالمثل، وردّ الزيارة باعتبارها قاعدة من قواعد التعامل الدولي.وقال كلمته المشؤومة وهو يحطّ بالجزائر: "فرنسا التّاريخية تحيّى الجزائر المستقلة". وهو بهذا أهان الجزائر بأنّها لاتاريخ لها، وافتخر وهو بالجزائر بجرائم فرنسا ضدّ الجزائر، وفي حضرة الرئيس هواري بومدين. وقرأت مقالا لجريدة فرنسية -لايحضرني الآن اسمها- استنكاره على هواري بومدين الذي قال له: نطوي صفحة الماضي دون أن نمزّقها. وعقّب قائلا: لايمكن أن تطوى الصفحة، بل لابدّ من صفحة جديدة. مايعني أنّ فرنسا لن تعترف بجرائمها المرتكبة في حقّ الجزائر، والجزائريين.
- استضافت الجزائر في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد بتاريخ 1981، وزيارة ثانية فرانسوا ميتران، واستقبل استقبال الفاتحين. كان وزير الداخلية سنة 1954 إبّان الاحتلال الفرنسي للجزائر، والثورة الجزائرية. وكان ومن دعاة الجزائر فرنسية. وتمّ اغتيال سيّدنا الشهيد العربي بن مهيدي رحمة الله عليه ورضوان الله عليه في عهده، وتحت إمرته، وبتغطية منه حسب ماجاء في كتاب "شهادتي على التعذيب"[2]للجلاّد السّفاح المجرم أوساريس.
- استضافت الجزائر في عهد الرئيس السّابق جاك شيراك[3]وهو من دعاة الجزائر فرنسية، والمدافعين عن المجرمين السّفاحين الجلاّدين الأقدام السوداء، ومن المعارضين بقوّة لاسترجاع الجزائر لسيادتها. واستقبل استقبال الفاتحين.
- استقبلت أيضا السّكير ساركوزي، وحاول حينها إعادة اليهود الذين خانوا الجزائر منذ اليوم الأوّل للاستدمار الفرنسي سنة 1830، وكذا الأقدام السّوداء في الجزائر.
- واستضافت أيضا العاشق هولاند رفقة عشيقته. واستقبل استقبال الفاتحين.
- واستضافت أيضا الماكرو ماكرون الذي رفض علانية الاعتذار، والاعتراف بجرائم فرنسا بالجزائر. وزار عمدا مقهى BAR MILKبوسط العاصمة مندّدا بالمجاهدين الجزائريين، والشهداء الذين فجّروا المقهى التي يرتادها المستدمر الفرنسي، والمحتل، والمجرم إبّان الثورة الجزائرية، ومترحما على المجرمين الفرنسيين الذين قتلوا بالمقهى.
[1] للزيادة حول الهدايا الفخمة المسلّمة من طرف رؤساء الجزائر إلى رؤساء فرنسا. راجع من فضلك مقالنا بعنوان: " هدايا الجزائر وشتائم فرنسا"، وبتاريخ: الجمعة20 شعبان 1437، الموافق لـ 27 ماي 2016.
[2] للزيادة حول جريمة إعدام المجرم ميتران لسيّدنا العربي بن مهيدي رحمة الله عليه ورضوان الله عليه، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: " الجنرال أوساريس .. صناعة قتل وتعذيب الجزائريين"، وبتاريخ، الثلاثاء 8 صفر 1438، الموافق لـ 8 نوفمبر 2016.
[3] للزيادة حول جرائم جاك شيراك، والسّكير ساركوزي وحقدهم على الجزائر. راجع من فضلك كتاب: FLORENCE Baugé « Algérie, de la guerre à la mémoire », CHIHAB EDITIONS, Alger, Algérie, 2008, et Cygne, France, 2008 CONTIENT 168 Pages
وسوم: العدد 906