لا يزار من أماكن العبادة إلا ما أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بزيارته
لا يزار من أماكن العبادة إلا ما أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بزيارته ومن ابتدع زيارة غيرها فقد افترى على الله ورسوله كذبا
نقلت وسائل الإعلام خبر نصب مجسم يحاكي الكعبة المشرفة بمدينة كربلاء ، الشيء الذي أثار سخط واستنكار المسلمين في جميع أنحاء المعمور لأن نصب هذا المجسم صاحبه طواف بعض الشيعة حوله كما يطاف حول بيت الله الحرام ، وهو ما يعني تعمد مساسهم بالركن الخامس من أركان الإسلام مستهدفين مشاعر المسلمين الدينية قاطبة واستفزازهم .
ولقد جرت العادة أن تنصب مجسمات للكعبة المشرفة في بعض الأقطار الإسلامية لغرض تعليم المسلمين فيها كيفية الطواف بها ،وهو غرض تعليمي وليس غرضا تعبديا ، ولا بأس فيه باعتبار القصد والنية ، أما إذا كان القصد تعبديا فهو خروج متعمد عن تعاليم الإسلام مرفوض شرعا .
وبمناسبة هذا الحدث المستفز لمشاعر المسلمين لا بد من التذكير أن أماكن العبادة التي أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بزيارتها معلومة، وهي المسجد الحرام بمكة المكرمة ، والمسجد الأقصى بالقدس الشريف ، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة . وقد نص القرآن الكريم على شد الرحال إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام ، كما نص الحديث الشريف على شدها إلى بيت المقدس وإلى المسجد النبوي ، وما عدا ذلك من الأماكن التي يشد بعض الناس الرحال إليها ،فمما ابتدع في دين الله عز وجل ولا أساس واعتبار له في دين الإسلام .
وغالبا ما تكون تلك الأماكن أضرحة ،علما بأن زيارة الأضرحة في دين الإسلام تكون للترحم على أصحابها من موتى المسلمين ،وفي نفس الوقت تكون للاعتبار وليس للعبادة . وكل زيارة للأضرحة يكون القصد أو النية من ورائها العبادة هي ابتداع مرفوض في دين الله عز وجل يأثم أصحابها ، وقد يبلغ بهم الإثم درجة الشرك إذا ما اعتقدوا فيها ما يعتقد في الله سبحانه وتعالى من قدرة على الاستجابة والعطاء و الشفاء... أو غير ذلك مما لا يطلب إلا منه جل جلاله .
ولقد نهى الله عز وجل عن الشرك وحذر من مغبته في محكم التنزيل حيث قال : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ، وفي الحديث القدسي : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه " وفي رواية أخرى : " فأنا منه بريء وهو للذي أشرك " . وهذا يكفي كل مسلم صحيح الإسلام كي لا يتوجه إلى الأضرحة بنية سؤال أمواتها شيئا مما ليس بمقدورهم ولا يملكونهوما ينبغي لهم وما يستطيعون مما هو لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له فيه من خلقه .
ولا شك أن الذي حمل من نصبوا مجسم الكعبة وطافوا حوله في مدينة كربلاء هو شيوع ما يسميه الشيعة المزارات أو المراقد ،وهي أضرحة يشدون إليها الرحال ليس بغرض الاعتبار والترحم على الراقدين فيها بل لأغراض التعبد وسؤالهم ما لا يعطيه إلا الله سبحانه وتعالى وحده ولا يشاركه في ذلك أحد .
ومعلوم أن أموات المسلمين في كل مكان رحمة الله عليهم ممن يقصدهم بعض الناس لطلب ما لا يطلب إلا من الله عز وجل برآء مما يعتقده فيهم هؤلاء المتورطون في الشرك عن قصد وعمد أو عن جهل ، ولا عذر لأحد منهم إذ لا يصح إسلام أحد إلا بالاعتقاد أن الذي يسأل للعطاء هو الله جل جلاله دون شريك من خلقه معه في ذلك .
ولقد نهى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من القيام في مسجد ضرار الذي بناه المنافقون لأن القصد من تأسيسه لم يكن عبادته سبحانه وتعالى بل كانت وراء ذلك نية نفاق مبيتة ، وبناء على ذلك فكل مكان تكون وراءه نية مبيتة لا يرضاها الله عز وجل في ذينه، فحكمه حكم مسجد ضرار .
وسوم: العدد 918