من يحدد بدء الحرب العالمية الثالثة ...!!
همس لي الرجل بصوت خافض لو طلب قادة طالبان من المفاوض الأمريكي تقبيل أيديهم الخشنة مقابل قبولهم استلام السلطة في كابول واستلام عديد الأسلحة الأمريكيةالهائلة المخزنة هناك..... لربما فعل الرجل ذلك.
افغانستان القوية( برجالها الأشداء المحاربين من طالبان وباسلحتها الامريكية الحديثة) وحدها القادرة عند بدء الحرب الطاحنة على الوقوف بوجه عبور التحالف الصيني الروسي الطامع بالسيطرة على الممرات المائية الحيوية بالشرق الأوسط وحقول النفط المهمة للغرب بل هي المرشحة لتكون الحاجز الأقوى الذي يعيق التحام الصين والروس مع إيران لو قررت الأخيرة رفض العروض الأمريكية والانحياز الى الحلف الشرقي.
منذ سنوات والولايات المتحدة بجبروتها العسكري ومكرها السياسي تحاول كسب ود الجماعة المصنفة لديها ارهابية!! بشتى الوسائل ولم تفلح تماما ....حاولت الدوحة استنساخ تجربتها الناجحة مع قادة المعارضة السورية فاسكنت قادة طالبان (المحررين من معتقل غوانتانامو الرهيب )اسكنتهم افخم المنازل والفنادق ووضعت أمامهم الموائد المفتوحة الشهية وسلطت عليهم أضواء الإعلام الساطعة واغرتهم بالحقائب النقدية ....لعلهم يتذكرون نصيبهم من الدنيا ويؤمنون بالواقعية السياسية ولم تنجح حتى حينه.
دهاء سياسى طالبان الفطري يجعلهم يرفضون كل العروض المغرية الأمريكية فهم يدركون أن الجيش الأمريكي لن يترك جنوده قريبا من الحدود الصينية وعلى مرمى حجر من الجيش الاحمر حين يشتد الوطيس وان انسحابهم حتميا دون أن تضطر طالبان لدفع ثمنا له وتقييد قرارتها المستقبلية و تحديد عدوها واتجاه سلاحها.
لا يملك قادة طالبان حسابات في البنوك الغربية يخشون مصادرتها ولا تجارة بدبي يخشون كسادها ولا قصور فارهة بتركيا يخشون فقدانها.....لم يرهبهم قصف الدولة العظمى واسلحتها الفتاكة لسنوات طويلة ولم يغريهم رفاهية اثرياء النفط وكرمهم!!فاعزهم الله امام عدوهم وحار وكلاء واشنطن امام ثباتهم.
سيخرج الجيش الأمريكي من كابول مرغما قبل الخريف القادم قبيل بدايات الحرب الطاحنة وسيترك سلاحه الى طالبان رغم بكاء ايتام واشنطن من الافغان المتحضرين!!
سيدرك العرب المغفلون متأخرين ربما ان جوائز الترضية (للذين ما زالوا ما يملكون بعضا من قرارتهم )توزع قبل انطلاق الحرب...كما بعدها.... وان أذربيجان المسلمة قد نالت مكافاتها باسترجاع اقليمها قبل اشهر وان خصمها ارمينيا المسيحية قد استلمتها قبل ايام بقرار من الرئيس بايدن وربما ستسترجع تركيا ولاية حلب وإدلب ضمن السياق نفسه ليضمن التحالف الغربي مزيدا من الحلفاء حول عنق روسيا والصين.
يعض الأمريكيون اصابعهم ندما على تفويتهم فرصة إنشاء وزارة للسعادة او هيئة للترفيه بكابول خلال العقدين الماضيين فلعل رجال طالبان كانوا بعدها .......ينافسون اخوانهم العرب في اللهث خلف متاع الدنيا وزخرفها ولا يستحقون ...................................حتى مفاوضتهم.
وسوم: العدد 928