أليس من العار أن تنشغل القناتان الأولى والثانية عندنا ببث مسلسلات في حين واكب عدد من الفضائيات المرحوم ريان؟
أليس من العار أن تنشغل القناتان الأولى والثانية عندنا ببث مسلسلات في حين واكب عدد من الفضائيات الأجنبية أحداث محاولة انقاذ الطفل المرحوم ريان؟
في وقت كان الشعب المغربي عن بكرة أبيه ،ومعه قيادته يشدون على قلوبهم وهم يتابعون بألم وحزن محاولة انقاذ الصبي ريان المتردي في بئرعميقة ، وهم يتضرعون إلى المولى جلت قدرته أن ينجيه حيا من ضيق البئر المظلمة ، وكانت فضائيات أجنبية عدة تواكب عملية الانقاذ لحظة بلحظة ، كانت القناتان الأولى والثانية عندنا منشغلتين ببث مسلسلات قد عافها المغاربة من كثرة تكرار بثها . وكيف تجرؤ القناتان على عدم احترام مشاعر المغاربة قيادة وشعبا ، فتنصرف إلى ما انصرفت إليه من عبث عابث ، في لحظة مصاب جلل كان عبارة عن مصارعة صبي في ريعان الطفولة الموت داخل بئر موحشة ، والله وحده عالم بما عاناه مما يقرب من أسبوع كامل من آلام مبرحة نفسية وعضوية .
ولقد كان من المفروض عليها أن تنقل عملية إنقاذ هذا الصبي في اليوم الأخير منها ، والذي كان الشعب المغربي يعلق عليها آمالا عريضة قد تزف له خبر نجاته كما فعلت على سبيل المثال فضائية الجزيرة القطرية وغيرها من الفضائيات التي قطعت برامجها الاعتيادية طيلة يوم كامل لتغطية الحدث المؤلم ، وهو ما كان بمثابة عزاء للشعب المغر بي الذي لم يجد في القناتين الأولى والثانية ما يغنيه عن متابعة ما نقله غيرها من الفضائيات .
وعلى البرلمان الذي انتدبه الشعب للتعبير عن مشاغله وهمومه أن يسائل وزير الإعلام مساءلة عسيرة عن فضحية القناتين ، وأن يحاسب المسؤولين عنهما لعدم احترام مشاعر الشعب وقيادته التي أعلنت من خلال بلاغ رسمي أنها كانت تتابع عن كثب عملية الانقاذ. فماذا لو أن قائد البلاد ، وهو يتابع الحدث مشاركا شعبه مصابه لحظة بلحظة حدث أن اطلع على ما كانت تبثه القناتان من عبث عابث ؟
وقد يقول البعض إن إعلامنا كان حاضرا في عين المكان ، وكان يمد الفضائيات بالمعلومات التي كانت تنسبها إليه ، ولكن هذا لا يعفي القناتين الأولى والثانية من مسؤولية عدم احترام مشاعر الشعب وقيادته بما كانت تبثه في ذروة الحدث المؤلم.
وفي الأخير نغتنم الفرصة للترحم على روح الصبي الشهيد عند الله عز وجل كما نحسبه وعليه سبحانه وحده تزكيته ، وتقديم العزاء لوالديه في مصابهما الجلل ، ولعموم الشعب المغربي الأصيل الذي أظهر للعالم التعاطف المنقطع النظير من الطفل الهالك ، و الدال على أصالته ،ورقي قيمه وأخلاقه الإسلامية ، ونسأل المولى أن يثيبه على ذلك الأجر الحسن ، والشكر موصول لكل الأشقاء العرب والمسلمين على تضامنهم مع الصبي المرحوم ، وكذا كل من تحركت عاطفة الرحمة والشفقة فيه من أمم المعمور ، فعبر عن مواساة والديه ا ، ومواساة الشعب المغربي . وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وسوم: العدد 967