وماذا لو انتصر مجرم الحرب على شعبه ؟!
ماذا لو انتصر هولاكو ..ماذا لو انتصر هتلر
زهير سالم*
يتساءل بعض المحللين أو الدارسين وماذا لو انتصر مجرم الحرب النازي بشار الأسد ؟! ومع أنه يستحيل على مجرم الحرب في سورية أن ينتصر . ولن تستطيع كل قوى الشر المتحالفة والمتواطئة معه حول العالم أن تمنح مجرم الحرب القاتل المبير أي قدرة على الانتصار ومع ذلك فلا يجوز التهرب لا من السؤال ولا من الجواب .
إذ يتهرب بعض الناس من السؤال ويعتبرونه فأل شؤم لا يجوز لثائر أو مساند للثورة أن يفكر فيه ولو على سبيل الافتراض الجدلي ..
ويتهرب آخرون من الجواب لأن متضمنات الجواب ستكون من النوع الذي تقول عنه وكالات الأنباء : وتعتذر الوكالة أو القناة عن بث صور الخبر الرعيبة لقسوتها أو لبشاعتها أو لعدم قدرة المشاهدين على احتمالها ..
وفي الوقت الذي تدير دول كثيرة في العالم سياساتها على أساس دعم هذا (التوجه الشؤم ) منها من يدّعي صداقة الشعب السوري ؛ فإن قوى معارضة سورية أخرى تدعم بطرق أدائها عمليا هذه الصيرورة المقيتة للثورة السورية . قوى سياسية بقواعدها وقياداتها تفضل أن تهوّم مع سمادير الوهم والحلم الذي تؤثر أن تتعلق به . وأحيانا بذريعة رفع المعنويات ، وتشجيع الناس ، والبعد عن أطروحات التيئييس ..
ويوما بعد يوم يكتشف السوريون حقيقة مواقف الكثير من الدول التي راهن سياسيوهم عليها . وتعلقوا بها ، ونفذوا برامجها ، وحرصوا على رضاها ، وداروا توابع في مداراتها ، كانت تفتلهم بالذروة والغارب لتعود بهم بعد عمليات : تيئييس وتدويخ وإنهاك إلى بيت الطاعة في ظل جريمة الحرب ومجرمها على نحو أشد عنتا وأقسى مما كان عليه الأمر قبل الثورة . ولتدخل سورية في مرحلة تعتبر فيها ثمانينات القرن العشرين وما جرى فيها المرحلة الأكثر ديمقراطية وانفتاحا في تاريخ سورية الحديثة . ولو نجحوا في دفع سورية إلى هذا الذي يخططون فإن الذي حصل في سجن تدمر في تلك المرحلة ، حيث كان يروق للسجان الأسدي اللعين أن يبول على المساجين النائمين ، سينفذ بعد ( انتصار مجرم الحرب ) في كل سورية وعلى كل المسلمين فيها .
أقول المسلمين عن وعي وعن قصد لأن الذي يجب أن يستخلصه كل السوريين الشرفاء من تعاطي المجتمع الدولي مع الشعب السوري هي الحقيقة النيّرة التي أبرزها السيد سمير جعجع والتي يجب أن يشكر عليها : أن اهتمام قوى الشر في العالم بمعلولا وما تمثله معلولا هو أكبر بمرات كثيرة من الاهتمام بالشعب السوري كل الشعب السوري إنسانا وعمرانا وحضارة وثقافة . ينصب اهتمام المجتمع الدولي من كيس القمح على حفنة يعرف كيف يمكّنها ويؤثرها ويوفر مصالحها ويديرها ..
السجان الأسدي الذي كان مدعوما من السفير السوفييتي في المرة السابقة ، لن يكتفي بالبول على الناس فقط وإنما سيتعدى ذلك وهو مدعوم بقوة من السفراء الأمريكيين السابقين واللاحقين إلى الفعل الذي يليه ..
ولو انتصر مجرم الحرب فإن بسطار ( عسكري الأسد ) الذي كان يدوس وجوه المسلمين في البيضاء سيدوس من أبناء سورية في الشمال والجنوب وبقوة البراءة الأمريكية المعتمدة في جنيف وجوه كل المسلمات والمسلمين.
لو حصل أن انتصر مجرم الحرب _ ويجب أن أقول لا قدر الله – فسيؤذنون على كل مآذن الشام : أنهم يشهدون أن لا إله إلا بشار ، وسيدعمهم في هذه الشهادة وفي هذا الأذان شريك الجريمة المقاوم الممانع في لبنان وفي العراق وفي قم ..
ولو حصل أن انتصر مجرم الحرب فسيجري على المدن السورية الكبرى في درعا دمشق وحمص واللاذقية وحماة وحلب ودير الرقة ودير الزور والقامشلي والحسكة ما جرى على القدس يوم دخلها المجرم الصليبي وكتب إلى سيده أوربان : لقد خاضت خيولنا في دماء المسلمين إلى الركب ...
لو حصل أن انتصر مجرم الحرب فسيكون في تاريخ سورية الحديث ما توقعه كل المؤرخين من سوء يوم تساءلوا : ماذا لو انتصر أعداء المسلمين في الزلاقة وملاذكرد وعين جالوت ؟! ماذا لو انتصر النازي والفاشي بكل عنصريتهما المقيتة ؟!
لو حصل أن انتصر مجرم الحرب صاحب السارين وعصابته على المسلمين في سورية فلن يترك بين أقطارها الأربعة من يشهد أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله . سيتأصل الشأفة ويبيد الخضراء وسيذبّح البنين والبنات . وستكون أرض الشام كما يخطط لها نتنياهو والروسي والصفوي والأمريكي والفرنسي أندلس المسلمين الجديد . ...
لو انتصر مجرم الحرب صاحب البراميل المتفجرة سينتصر التوحش على الآدمية ، والغابة على المدينة ، والبدائية على الحضارة ، والغرائز على القيم ..
لو انتصر مجرم الحرب فسينتصر بانتصاره الذئب على ليلى والغولة آكلة لحم البشر بثينة على حسحس وبسبس وحباب ورباب
لو انتصر مجرم الحرب على المسلمين في هذه الجولة كما انتصر أبوه من قبل فستصبح سورية وطنا للمستوطنيين الشيعة الصفويين كما أصبحت فلسطين أرضا للمستوطنيين الروس والبولنديين والألمان والإيرانيين ..
أيها المسلمون في سورية ...
لا تقولوا لي إنك تبالغ وتتوهم وتضخم لقد أعلنها حسن نصر الله صريحة واضحة مدوية مجلجلة على رؤوس العالمين إن حربهم في سورية وجودية ..
فإما وجودهم وإما وجودكم . ولن يقبل حسن نصر الله ولا بشار الأسد ولا خمنئي ولا بوتين ولا صناع السياسة الأمريكيون أن يكون على أرض الشام وجودان ..
إما أنتم والإسلام الذي جاء به محمد والقرآن الذي أنزله الله عليه وتاريخ حضارة ومجد أثّله أبو بكر وعمر وعثمان علي والأمويون والعباسيون والأيوبيون والعثمانيون وإما هم والمجوسي أبو لؤلؤة وابن سبأ ابن اليهودية اللعين والكيساني الكذاب والقرمطي أبو طاهر وابن العلقمي الخائن والخميني صاحب إيران غيت وبشار الأسد وشيعته والمدافعون من أشرار العالم أجمعين ...
كم كنا نتمنى أن يتركوا لنا غير هذا الخيار. ونحن الذين طالما أنشدنا :
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها .. ولكن أخلاق الرجال تضيق ..
ويبدو اليوم أنهم وقد تحالف أشرار العالم وحثالاته كلهم معهم لم يبق لنا خيار : نكون أو لانكون
ولا نملك إلا أن نناشد ربنا كما ناشد محمد ربه يوم بدر : اللهم إن تخذل هذه الثورة فلن تعبد في الشام بعدها أبدا ..
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية