الوزارة الوصية على قطاع التربية والأساتذة المتعاقدون معها يلزمهم وضع مصلحة المتعلمين فوق كل اعتبار
الوزارة الوصية على قطاع التربية والأساتذة المتعاقدون معها يلزمهم وضع مصلحة المتعلمين فوق كل اعتبار وإلا فكلهم يتحمل مسؤولية إلحاق الضرر بهم
لقد بات شد الحبل بين الوزارة الوصية على قطاع التربية وبين الأساتذة المتعاقدين معها والذي قد طال أمده أمرا مرفوضا لأنه ليس مقبولا المغامرة بمصير المتعلمين في مؤسسات القطاع العمومي بهذا الشكل المتهور .
ولا يقبل لا من الوزارة ما تتذرع به للتعجيل بفض النزاع بينها وبين المتعاقدين معها من الأساتذة ، كما أنه لا يقبل هؤلاء ما يبررون به غيابهم عن الفصول الدراسية لمدد زمنية معتبرة قد ألحقت ضررا كبيرا بمصلحة المتعلمين .
فعلى الوزارة الوصية إن كانت جادة في الشعار الذي ترفع بادعائها مراعاة مصلحة المتعلمين ، وجعلها فوق كل اعتبار أن توقف مسلسل شد الحبل مع الأساتذة المتعاقدين معها ، وتتخذ موقفا شجاعا من أجل وضع حد لمخاوفهم المشروعة من احتمال اقتران التعاقد بتسريحهم من العمل لأسباب غير مبرر إلا ما كان ساري المفعول في فترة التوظيف من مخالفات أو جنح تقتضي الفصل أو العزل . ومعلوم أنه بضمان عدم تعريضهم للتسريح لأبسط أو أتفه الأسباب سيستوي حينئذ مسمى الوظيفة مع مسمى التعاقد ، ولن يعود لمخاوفهم تبرير.
ولو كانت الوزارة الوصية جادة بالفعل في معالجة هذا الملف لنفضت يدها منه منذ مدة طويلة ، ولما كانت مصلحة المتعلمين عرضة للضياع بهذا الشكل الفظيع ، ولما كانت عرضة للمساومة والمتاجرة.
أما فيما يتعلق بالمتعاقدين فنبل المهمة التي يزاولونها تلزمهم بأن يغلبوا الوازع التربوي على الشغل، وذلك من خلال التعامل مع زمن التعليم باعتباره زمنا مقدسا كزمن عبادة الصلاة تماما، وهي التي جعلها الله تعالى كتابا موقوتا تؤدى في وقتها المعلوم ، و يعتبر آثما من يؤرخها عن وقتها ، فكذلك الشأن بالنسبة لعبادة التعليم ، وعليه فلا يجب أن يوظف توقيته المقدس للنضال والوقفات الاحتجاجية من المطالبة بالحقوق بل على هذه الأخيرة أن تكون خارج أوقات عبادة التعليم ، وهذا ما سيعطي انطباعا حسنا لدى آباء وأمهات وأولياء أمور المتعلمين وعموم الرأي العام عن رجال التربية المتعاقدين ، ويضمن التعاطف مع قضيتهم ، ومع مطالبهم المشروعة .
وإن مما يحز في النفس أن نرى المتعلمين خلال أوقات الدراسة متجمهرين عند بوابات المؤسسات التربوية ، أومتسكعين في الشوارع ، وفي الحدائق والمنتزهات العمومية وهم أخلاط ذكورا وإناثا لا كتب أو كراسات في أيديهم بل هواتفهم الخلوية وهم منشغلون بها يستعملونها في اللهو والعبث .
وأخيرا نقول لمسؤولي الوزارة الوصية وللمتعاقدين على حد سواء إن تعمد إهدار زمن التعليم وتعريض مصلحة المتعلمين للضياع جناية منهم جميعا في حق الوطن ، وهم بذلك يستهدفون رأسماله البشري الذي لا تعدل خسارته خسارة أخرى ، وليعلموا أنهم واقفون غدا لا محالة بين يدي الله عز وجل لمواجهة أعسر مساءلة على الإطلاق ، وقد خاب يومئذ من حمل ظلم التقصير في الواجب الذي لا يجب أن يغيب عن الأذهان أنه من صميم عبادة الله عز وجل وطاعته .
وسوم: العدد 972