الاستفزاز الغربي للمسلمين في أوروبا والولايات المتحدة سياسة مبرمجة 2
الاستفزاز الغربي للمسلمين
في أوروبا والولايات المتحدة سياسة مبرمجة
2/2
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
في عام ٢٠٠٩ كتبت حلقتين حول" الإستفزاز الغربي للمسلمين في اوروبا والولايات المتحده سياسة مبرمجه" في حينها كان هناك حمى مسعوره في الدول الغربيه ضد المسلمين, هذه الحمى اشبهها بالبراكين تخمد لفترات ثم لا تلبث ان تعود اكثر هيجانا..
بإعتقادي واعتقاد الكثيرين منا أن المسلمين وبنسبه كبيره مسؤولون عنها اترككم مع الحلقه الثانيه من المقاله
***
تعتبر بريطانيا صاحبة الدور المتقدم في محاصرة الحضاره الإسلاميه ويتفوق هذا الدور بجداره على دور اقرانها الأوروبيين, والقراء الأفاضل يعرفون ان تأسيس الفرق الباطينيه الحديثه امثال القاديانيه والبهائيه هي نتاج بريطاني بحت, فالقاديانية في حقيقتها مؤامرة على الإسلام احتضنها الإنجليز عندما استعمروا الهند وتغلغلت بين صفوف المسلمين وبدأت توجه دعوتها إلى البلاد العربية . قال القادياني: (لقد ظللت منذ حداثة سني وقد ناهزت اليوم الستين(في حينه) أجاهد بقلمي ولساني لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية... أُلغي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهالهم والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة...) كما ان دور بريطانيا في دق إسفين الفرقه بين العرب والعثمانيين في الحرب العالميه الأولى لايمكن نكرانه ونسيانه.
اما الباحث والمستعرب البريطاني ليزلي ماكلوكلن استاذ الدراسات العربية في جامعة إكستر في بريطانيا يعطي تعريفاً للمستشرقين فيقول:إنهم تلك الشرائح من الباحثين والأكاديميين والرحالة والدبلوماسيين والجواسيس والمؤرخينوالمبشرين الذين شدهم الاهتمام إلى المنطقة العربية عبر القرون وسافروا إليها وتعلموا العربية فيها ثم عايشوا أهلها وكتبوا عنهم من وجهة نظرغربيه، نشاطهم في حرب الخليج الثانيه:
يقول ماكلوكلن: كان في الكويت أثناء الغزو اثنان من المستعربين من خريجي معهد ميكاس يقدمان المشورة للسفارة البريطانية في الكويت عقب تردي العلاقات مع العراق وتوترها، فقد أرادت الحكومة البريطانية الاستفادة من خبراتهما. ويسرد المؤلف هنا أسماء كثيرة لدبلوماسيين وسفراء وأكاديميين و"خبراء" في شؤون المنطقة وضعوا خبراتهم في خدمة الحكومة وانخرطوا في الجهد "الدعائي أو التوضيحي" لأهداف الحرب. فمن السفير البريطاني في الكويت مايكل ويستون إلى السفير البريطاني في الرياض السير آلان مونرو مرورا بالسير بيتر دي لا بيلير قائد القوات البريطانية في تلك الحرب ومرورا بأسماء معلقين وخبراء مثل فرد هاليدي, بيتر مانسفيلد, وباتريك سيل. إذن نستطيع القول ان البداية المنهجيه في محاربة المسلمين بعد الحروب الصليبيه كانت بيد بريطانيا فهي التي قامت بنشر سياسة الكره وتوزيعها على المجتمع الأوروبي ثم تلقفته الولايات المتحده لاحقاً فأضافت إليه مايتناسب مع تغيرات العصر واصبحت اليوم رائدة فيه. اما الدور الصهيوني التلمودي فكان يعمل من خلال المؤسسات الغربيه ويعتبر هذا الدور هو بوصلة التوجيه ضد الحضاره الإسلاميه.
اعزائي القراء
إذا كان التخطيط ضدنا وبشكل منظم وبجهد دؤوب بدأ منذ مئات السنين ونحن نعيش داخل بلداننا وبيوتنا وابوابنا علينا مغلقه, فهل يمكن ان نصدق بأن ما يحصل اليوم من إستفزاز ضد المسلمين وشريحه هامه منا تعيش بين ظهرانيهم في اوروبا والولايات المتحده هو مجرد رد فعل شخصي وعفوي من قاتل الماني لشهيدة الحجاب او من صحفي دانمركي موتور وهل يمكن إعتبار هذه التصرفات هي أمر عابر؟
الهدف الإستراتيجي من إستفزاز المسلمين
تعتمد الإستراتيجيه الغربيه في محاصرة المسلمين على مهاجمة اربع عقائد وفرائض كغاية اولى:
الأولى: مهاجمة المساجد والجوامع والتجسس عليها وبث مخبرين فيها.
الثانيه: مهاجمة فريضة الجهاد بحجة انها اعمال إرهابيه.
الثالثه: مهاجمة فريضة الزكاة بحجة ان المساعدات التي تجمعها الجمعيات الخيريه الإسلاميه تذهب الى الجماعات الإرهابيه.
الرابعه: مهاجمة فريضة الحجاب وجعلها ماده للتندر في البلاد الغربي
بإختصار إنهم يريدون تجريد الإسلام من فرائضه حتى يمكنهم ان يتقبلونا ويرضوا عنا...إنهم يريدوننا عراة, فالإيعاز لسويسرا بتخريب المآذن بالرغم من ان المئذنه ليست فريضه بحد ذاتها ولكنها رمز إسلامي يحترمه المسلمون على إختلاف مذاهبهم , فهل يستطيع ان يتصور غربي واحد كنيسة بلا ناقوس مثلآ؟ هذه الخطوه هي خطوة إرهابيه بجداره الغايه منها تخويف المسلمين من الإلتقاء بعد صلواتهم مع اصدقائهم وإخوانهم المسلمين المنتسبين الى مختلف الأوطان الإسلاميه إضافة الى التجسس على مساجدهم لتفريقهم وجعل المسلمون هناك يعيشون دائماً هاجس الخوف, اما عقيدة الجهاد فهي اهم الفرائض التي تقض مضاجع الغرب وهم يقدمونها لشعوبهم بإسمها العربي
Jehad
لماذا؟ لكي يربطونها بالإرهاب... فلو انهم ترجموها مثلآ
Resistance
لتقبلتها شعوبهم لأنها ستكون عندها جزء من ميثاق الأمم المتحده ولن يكون لهم عليها سبيلا.
اما ملاحقة الجمعيات الخيريه الإسلاميه فهو إختراع امريكي حديث اسس له بوش الثاني بحجة ان اموال الزكاة تذهب الى القاعده وحماس والجهاد وغيرها من التنظيمات , وفعلآ لاحق هذه الجمعيات وحلها وقدم مسؤوليها للمحاكمه فحرم اطفال غزه والضفه وكل مهجر من وطنه من رغيف خبز وقميص وحذاء وفوق ذلك حرمهم من ملعقة دواء, ولم يكتف بذلك بل ارسل شركات التبشير الى العراق وافغانستان ودارفور وغيرها من بلاد المسلمين يحملون لهم رغيفآ بيد اليمنى وإنجيلآ بيدهم اليسرى, وقصة سرقة ثمانيه عشر طفلآ من اطفال دارفور من قبل شركة تبشير فرنسيه وتوزيعهم على عوائل فرنسيه لهو اكبر مثال على مؤآمراتهم.
واما محاربة فريضة الحجاب فهي تحت المجهر صباحاً ومساءاً وغايتهم حرمان المرأة المسلمه من الدراسه والعمل حتى تبقى في حالة جهل مقصود في مدارسهم ومعاهدهم.
اعزائي القراء... هنا لدي وقفة مشروعه تتعلق بالحجاب, بعض اخواتنا وبناتنا من سترت وجهها بخمار سميك بالكاد يساعدها على رؤية طريقها وقد اعتمدن في حجابهن هذا على فتاوي احترمها, وبعض منهن غطين رأسهن بحجاب ستر كامل شعرهن وكشفن وجههن وقد اعتمدن ايضاً على فتاوي احترمها .من إختلاف الفتاوي تولد الرحمه بالمسلمين فقاعدة التيسير مؤيدة بقوله تعالى {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وقوله تعالى {وما جعل عليكم في الدين من حرج} وقوله صلى الله عليه وسلم {بعثت بالحنيفية السمحة} أخرجه أحمد في مسنده من حديث جابر بن عبد الله، ومن حديث أبي أمامة والديلمي، وفي مسند الفردوس من حديث عائشة رضي الله عنها وأخرج أحمد في مسنده والطبراني والبزار وغيرهما عن ابن عباس قال قيل: يا رسول الله، أي الأديان أحب إلى الله، قال: الحنيفية السمحة وأخرجه البزار... وروى الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة وغيره: وإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين... وروى أيضا من حديث الأعرابي بسند صحيح: إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره... وروى الشيخان ,,عن عائشة رضي الله عنها {ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما}... وروى الطبراني عن ابن عباس مرفوعا {إن الله شرع الدين فجعله سهلا سمحا واسعا ولم يجعله ضيقا}.
أخواتي وبناتي... إذا كانت القاعده هي التيسير كما اسلفت من ادله وإذا كان الإمام ابي حنيفه قد افتى في سؤال واحد إفتاءين مختلفين في كل من البصره ومصر كلاهما منسجمان مع قواعد الشريعه فما الذي يمنع إذن وانتن تعشن محنة الإستفزاز الغربي ان تيسروا على انفسكن وترتدوا حجاب يستر رؤوسكن بكل حشمه, فتقللوا من إستفزازكن من قبل اولئك الحاقدين, فإن لم تستفيدوا من التيسير في اوروبا وأمريكا فهل ستستفيدوا منه في شوارع كابل مثلآ او في اقليم وزيرستان؟
... إن إستهدافنا منظم ومبرمج, ومازلنا نقابله بفورات, نثور ثم نهمد... ثم تتكرر المأساه وتتكرر مواقفنا, ان لا ادعوا للإنفعال بالتعامل مع الإستفزاز, انا ادعو لتوحيد المواقف انا ادعو الى الإلتزام بعقيدتنا دون مغالاة. انا ادعو لتفويض لجان واعيه تقودنا الى طرق إحتجاج ناجعه, انا ادعو منظمة المؤتمر الإسلامي الى تحمل مسؤولياتها كامله لصد هذا الإستفزاز المنظم.
بالرغم من اني ادعو الى مقابلة الإستفزاز بالعلم والعمل المستمر والنظام لأن ذلك هو طريق المسلم للدفاع عن عقيدته. الا اني احب ان اطمئنكم بنفس الوقت ان عقيدتنا منتصره بإذن الله فمهما حاول الغرب ان ينال منا فلا يصيبكم اليأس والقنوط ,فهدم مئذنه هنا ورسم لحاقد هناك ومحاضرة للبابا لن تثنينا عن تبديل عقيدتنا او إهمال فرائضنا ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (لأنفال: من الآية30). صدق الله العظيم
مع تحياتي