بناء المشاريع المثمرة بدأت في العهد الديموقراطي … ومحطة مياه حلب رابع مدينة في العالم تعقم بالاوزون
بناء المشاريع المثمرة بدأت في العهد الديموقراطي … ومحطة مياه حلب رابع مدينة في العالم تعقم بالاوزون.. أحد الامثلة.
أعزائي القراء..
في فترة الأربعينيات من القرن الماضي عانت حلب من أزمة مياه ، حيث اتبع نظام تقنين في توزيع المياه لأن مياه عين التل أصبحت عاجزة عن تأمين حاجة المدينة التي أخذت في التوسع العمراني والاجتماعي في ظل أزمة مياه مزمنة.
فبادرت على الفور الحكومة الوطنية والمجلس النيابي بعد حصول سوريا على الاستقلال بإصدار قانون خاص في عام 1947م لمشروع جر مياه الفرات إلى مدينة حلب، وفي السنة التالية 1948م تم تكليف شركة جيب بأعمال المسح الجوي لأراضي مناطق الفرات التي سيمر فيها المشروع وقدمت تقريرها في نفس العام، بعد ذلك تم مباشرة الأعمال التمهيدية للمشروع.
وفي بداية عام 1952م تولى المرحوم نادر القدسي منصب المدير العام ورئيس مجلس إدارة مشروع جر مياه الفرات إلى مدينة حلب، فأوقف جهوده كلها على حسن إدارته وتنفيذه بكل همة ونشاط وتغلب على الصعوبات الكبيرة التي كانت تعيق سير العمل فيه، وجعل هذا المشروع الحيوي الضخم ينطلق إلى الحياة وبذل الجهد الكثير ليلاً ونهاراً بمؤازرة من مجلس الإدارة وموظفي ومستخدمي ومهندسي وعمال المشروع، وبهدى ودافع من الآية الكريمة (وأسقيناكم ماءً فراتا) حتى تم إنجاز المرحلة الأولى منه في وقت قياسي وبشكل مطابق للمواصفات الفنية العالمية وعلى أحدث الطرق فيها في ظل معوقات إدارية مركزية متشعبة.
وكان المشروع أساساً يتألف من ثلاثة مراحل، الأولى باستجرار كمية 30 ألف متر مكعب يومياً من مياه نهر الفرات إلى مدينة حلب كمصدر دائم وغزير وعذب لمياه الشرب. ومجموع كميات المياه المستجرة بعد انتهاء المراحل الثلاثة بحدود 90 ألف متر مكعب يومياً. ويتم ذلك بواسطة رفعها من نهر الفرات بالمحركات 95 متراً ومن ثم دفعها في قناة ضخمة جداً وهي قناة الجر الأولى بطول 90 كيلو متر تقريباً حتى تصل مدينة حلب ويتم التصفية والتعقيم في مبنى المحطة الثالثة في حي باب النيرب بواسطة الأوزون لتكون الشهباء انذاك رابع مدينة في العالم تعقم مياه الشرب فيها بالأوزون.
وقد تحقق الحلم التاريخي لمدينة حلب وتحققت الأمنية التي جالت بخواطر الحلبيين طويلاً بوصول مياه الفرات إليها لأول مرة لإروائها بعد ظمأ، حين تم تدشين المرحلة الأولى من مشروع جر المياه إلى مدينة حلب عام 1955م في حفل حاشد مهيب بحضور رئيس الجمهورية السورية المرحوم شكري القوتلي ورئيس مجلس النواب المرحوم الدكتور ناظم القدسي ورئيس مجلس الوزراء المرحوم الأستاذ سعيد الغزّي وبحضور أعضاء مجلس النواب وكبار الشخصيات الرسمية والشعبية.
وقد أصدرت الدولة مجموعة من الطوابع التذكارية بهذه المناسبة دعماً للمشروع ، كما أحدثت مصلحة مياه حلب (مؤسسة مياه حلب) وتولت الإشراف عليها نفس الإدارة التي قامت بتنفيذ مشروع جر مياه نهر الفرات إلى حلب.
و تتوالى تنفيذ المرحلة الثانية والثالثة من قناة الجر الأولى لهذا المشروع بإجمالي ضخ كمية 90 ألف متر مكعب من مياه الشرب يومياً إلى مدينة حلب وتم ذلك في عهد إدارة المرحوم نادر القدسي.
وقام بزيارة وتفقد هذا المشروع الحيوي الحديث في عصره، وذلك بعد إنجازه وتدشينه، العديد من الرؤساء العرب والأجانب، ومنهم في عهد الوحدة عام 1960م، الرئيس جمال عبد الناصر برفقة الرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو، وأبدوا إعجابهم به.
وتقديراً لجهود المرحوم نادر القدسي وخدماته البارزة في مجال الإدارة والوظيفة العامة صدر مرسوم جمهوري بمنحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى وكان من أرفع أوسمة الدولة في ذلك الوقت.
في عام 1963م انتهت خدمات الاستاذ نادر قدسي وانتقل إلى رحمته تعالى عام 1967م.
أعزائي القراء..
هذا احد المشاريع المنتجة والمفيدة للشعب
السوري ، بينما اليوم تعتبر براميل البهرزي القاتلة للشعب السوري هي صناعة النظام ، اما اسعار زجاجات الماء اليوم فحدث ولاحرج ففي 24 من حزيران الحالي صدر قرار يتضمن زيادة في أسعار عبوات المياه المعبأة بالزجاجات بحيث أصبح سعر جعبة 1.5 ليتر فيها 6 عبوات من أرض المصنع 5300 ليرة ومن مبيع الجملة إلى المفرق بـ 5800 ليرة ومن مبيع المفرق إلى المستهلك بـ 6300 ليرة. وسعر العبوة الواحدة للمستهلك 1050 ليرة.
فمن اجل بناء حياة كريمة…. الثورة يجب ان تستمر.
وسوم: العدد 987