قاتل جديد يفتك بالسوريين
كاظم فنجان الحمامي
متى ننتزع سكاكين الجليد المشتولة بين أضلاع أشقائنا السوريين في الوقت الذي ننعم فيه بدفء الأوطان ؟. متى نتصدى لموجات الصقيع وهي تجمدهم في ثلاجات العراء والخواء بينما يتشمس قادتنا في المنتجعات الساخنة ؟.
حتى الفضائيات التي كانت سباقة في نقل ما حل بهم من خراب ودمار, سكتت ولم تفصح عن حصيلة الوفيات الكارثية بين صفوف الأطفال والشيوخ الملتحفين بخيام الملاجئ الممزقة, ولم تنقل لنا مأساتهم وهم يواجهون
برد قارس يتسلل ليلا إلى المهود المتجمدة, والمضاجع الرطبة ليقتل الأطفال الرضع في المخيمات البدائية المكشوفة. برد مميت وثلج قاتل, وعواصف لا ترحم, وحناجر مبحوحة تستغيث وتطلب النجدة, من دون أن يسمعها أحد, ومن دون تتلقى المساعدة من أحد, فالقوافل مشغولة هذه الأيام بنقل العتاد والحراب والمتفجرات للمتقاتلين الدخلاء على الأرض السورية.
ساءت أوضاعهم الإنسانية, وتدهورت أحوالهم المعيشية في ظل قلة الغذاء وانعدام الدواء وقسوة التقلبات الجوية. قالت المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين أن الكارثة في طريقها لتجميد النازحين السوريين في مخيماتهم, وزعمت أنها سترسل المزيد من مواد التدفئة والمساعدات الأخرى عن طريق العراق والمناطق الكردية, لكن مساعداتها لم تصل إليهم حتى الآن.