سوريا بين عهدين..فيا أيها السوريون اختاروا أي عهد تريدون؟
العهد الاول : بدأ فور إستقلال سوريا عام ١٩٤٦ و تسلم السلطة الوطنية حكم البلاد ، حيث بدأت في رفع الوصاية الأجنبية عن الاقتصاد السوري، منتهجة مبدأ المصلحة الوطنية.ومن ضمن قراراتها الوطنية الأولى فك ارتباط مؤسساتها مع الرأسمال الأجنبي، وألغت المحاكم المختلطة الفرنسية السورية، وشكلت محاكم وطنية، كما عُدل قانون العمل ليخدم العمالة السورية، وحُرر النقد السوري من ارتباطه بالنقد الفرنسي، كما أسس بنك مركزي سوري معبراً عن الاستقلال المالي والاقتصادي للبلاد.
كما دشن خطط التأميم للمصالح الغربية حيث كان الرأسمال الأجنبي متغولاً في معظم القطاعات الزراعية والصناعية في سوريا.
وفصلت الدولة السورية الوليدة الإتحاد الجمركي مع لبنان، وشكلت حماية جمركية ذاتية، ونظمت حركة الاستيراد والتصدير بما يخدم مصلحة البلاد، ودفعت باتجاه تعظيم الإنتاج الاقتصادي السوري وتنظيم الإعفاءات والمساعدات للمنتجين السوريين، وضمان المعاهدات والاتفاقيات التجارية. كما رعت تطور الاقتصاد الوطني في الزراعة، حيث اعتمدت المكننة وتوسيع الأراضي الزراعة البعلية والمروية وعملت على اختيار البذور الجيدة وتوسعت في زراعة التبغ والقطن بما يحمله من فائدة اقتصادية كبيرة.
وعملت على تطوير المجال الصناعي لاستيراد الماكينات الحديثة في معظم المجالات الصناعية كالنسيج والغذائيات وعلى سبيل المثال تم تاسيس الشركة الخماسية في دمشق ب ٢٥٠٠ عامل يحصلون على ثلاثة عشر راتباً في العام إضافة للتأمين الصحي لكل العمال ، كما تم تأسيس مصانع النسيج المتقدم في محافظات عديدة وأهمها مدينة حلب حيث وصل انتاج مصانعها إلى أوروبا ، كما تزايدت زراعة القمح والاقطان في الجزيرة السورية وتزايد معها أعداد الشاحنات لنقل الإنتاج الزراعي لميناء اللاذقية وباقي المحافظات ، إضافةً إلى تاسيس نظام البورصة لشركات سورية عديدة ، إلى جانب الاهتمام بالنقل والمواصلات حيث استحدثت طرقاً جديدة وعملت على صيانة الطرق السابقة وعبدتها وحافظت على قوة الليرة السورية .
ولم يكن ذلك ليجري إلا في إطار مسار ديمقراطي نيابي قادته الوجوه الوطنية السورية التي ناضلت ضد المستعمر الفرنسي،
هذا ما حصل في العهد الديموقراطي وخلال فترة وجيزة ،
أما ماحصل في عهد الاحتلال الأسدي : فالأمر مروع بل كارثي، فقد أهمل كل شيء في البلاد لقاء التركيز على كيفية إحتلال سوريا طائفيا ً، فقد لاقى هذا الاحتلال دعماً اجنبياً - اسرائيلياً طالما أنه يخدم مصالحهم، فتم تخريب الجيش وتحويله لعصابة طائفية، وتم تشكيل ٢٠ جهاز مخابرات للتجسس على الشعب وحجزه والقضاء عليه خلف أسوار المعتقلات والتي بلغ عددها المئات .
أما حال الليرة السورية المؤلم فقد تدحرجت إلى الحضيض لتبلغ اليوم ٦٠٠٠ ليرة مقابل الدولار ،
أما حكاية التوازن الاستراتيجي مع العدو الاسرائيلي المضحكة فهذه نكتة صارت مكشوفة والمضحك أن وراءها كان الولايات المتحدة ، حيث قامت بالضغط على السعودية ودول الخليج لدفع الأموال لنظام ( الصمود)من أجل شراء سلاح التوازن الاستراتيجي مع العدو الاسرائيلي!!! ، فهل يوجد أكثر من هكذا نكتة ، حيث بلغت دبابات نظام الصمود أكثر من ٤٠٠٠ دبابة ، يفوق عددها عدد دبابات إسرائيل ، ولكن كان ذلك محسوباً بدقة، فقد استعمل كل السلاح الاستراتيجي الأسدي ضد الشعب السوري خلال ٥٠ عاماً ، عندها تبين لكل إنسان ذو بصيرة لماذا وقفت امريكا وإسرائيل وراء دفع دول الخليج المال لدعم الأسد من أجل شراء السلاح الإستراتيجي.
أعزائي القراء..
لقد درس الغرب والشرق التجربة الديموقراطية السورية في آواخر الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي وتعرفوا على نهضة سوريا السريعة خلال هذه الفترة القصيرة ، لذلك اختاروا لنا الطريق الديكتاتوري ، ليصلوا بسوريا إلى اقسى نظام ديكتاتوري عرفه التاريخ في عهد الخيانة والإجرام الأسدي، فلا طعام ولا شراب ولا دواء ولا كهرباء ولا غاز ولا بنزين ولا مازوت وكل اليد العاملة والعلماء خارج الوطن والدولار ب ٦٠٠٠ ليرة "والحسابة بتحسب" ، وما يتوفر من أموال تهريب بيع المخدرات المسكوت عنها، يتم بها شراء معدات البراميل المتفجرة والغازات السامة ورشاوى لتثبيت الشبيحة بالدفاع عن النظام.
هذه مقارنة بسيطة بين عهدين: الأول كان بعد استقلالنا من فرنسا ولم نكن حينها نملك شيئا ولكن رغم ذلك وصلنا إلى أعلى المراتب في عشر سنين فقط ،وبين عهد: دام إحتلاله اكثر من خمسين عاما لم يعد المواطن يملك ثمن كفن لولده الشهيد ببراميل الإجرام الأسدي.
فمن أجل إعادة الديموقراطية.. الثورة يجب أن تستمر .
وسوم: العدد 1010