المطلوب مراجعة فنية عامة لسدود المنطقة بعد زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا
أعزائي القراء ..
الزلزال الأخير والخطير الذي وقع مؤخراً في تركيا وسوريا ، فتح اعيننا على ظاهرة خطيرة وهي ازدياد معدلات حدوث الزلازل عالميا طبيعية كانت ام مفتعلة.حيث اساليب الحروب القادمة تحولت طبيعتها عن سابقتها ،فهي قد تكون جرثومية وفيروسية ، وقد تكون زلزالية تؤدي الى كوارث خطيرة .
ولا نريد ان نغمض اعيننا اليوم عن اي خطر يحيق بنا لتتحول الى كارثة اخرى في المستقبل ، واهم البلاد المعرضة للاخطار هي مصر والسودان بسبب بناء اكبر سد في افريقيا ، هو سد النهضة ويعتبر هذا السد اكبر من حاجة اثيوبيا ب 10 مرات وهنا مكمن الخطر ، حيث يبلغ ارتفاع هذا السد 170 مترًا ليصبح بذلك أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا.بسعة تخزينية تصل إلى 74 مليار متر مكعب، و هي مساوية تقريباً لحصتي مصر و السودان السنوية من مياه النيل. وخطر هذا السد يكمن بوقوعه على خط زلازل ، وان اي قوة ارتجاجبة طبيعية او مفتعلة قد تودي لاسمح الله الى كارثة تكتسح السودان ومصر .
فالحديث من حين لآخر عن الأزمات التي قد تعصف بالمشروع وتؤدي إلى انهيار السد تحول الى حديث علمي ، فبالاضافة للخطر الزلزالي هناك خطر يكمن بإقامة السد على أرض شديدة التحلل والتشقق.
فإثيوبيا تحتل المرتبة الأولى عالميا في شدة انجراف التربة، هذا بجانب أن مياه النيل الأزرق تجري في انحدارات شديدة ، وتصب المياه بغزارة في فترة “تموز - آب - ايلول / يوليو- أغسطس - سبتمبر”، ويصل متوسط الصرف اليومي في شهر اب / أغسطس إلى 600 مليون متر مكعب، ما يشكل فيضانات كبيرة.
وكما نوهت اعلاه من أن إثيوبيا تعتبر أكثر الدول الأفريقية من حيث النشاط الزلزالي، حيث شهدت 8 زلازل في السنوات الخمس الأخيرة تراوحت شدتها بين 4 و5.2 درجة على مقياس ريختر فهذا يضاعف من الشكوك حول سلامة هذا السد مستقبلاً .
وقد ثار الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الجدل حول مشروع سد النهضة، وكتب منشوراً عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي، قال فيه: “إثيوبيا الأولى عالميا في ترسيب الطمى، ما يعجل بالعمر الافتراضي لسد النهضة”.
وأكد رئيس المكتب الإعلامي للمجلس الثوري المصري، في مقابلة مع "عربي21"، أن "انهيار سد النهضة الإثيوبي سيعادل ضرره 100 قنبلة نووية من نموذج القنبلة النووية الأمريكية على هيروشيما، وهذا التدمير المحتمل لن تستطيع أي دولة تحمله أو تجنبه"، واصفا إياه بأنه "سد الفناء والدمار بالنسبة لمصر والسودان"، وفق قوله.
ودعا الأكاديمي المصري كلا من القاهرة والخرطوم إلى "الانسحاب الفوري من اتفاق المبادئ الموقع في آذار/ مارس 2015، واعتبار بناء السد عملا عدائيا، كما أنه لابد من وضع تاريخ زمني لتحييد السد بصورة كاملة سلميا أو على أقصى تقدير تخفيض حجمه إلى 14 مليار متر مكعب كما كان في التصميم الأولي له".
وحذر أستاذ هندسة المعادن والبيئة والباحث البيئي الأردني أحمد ملاعبة، مدير مركز الدراسات البيئية في الجامعة الهاشمية بالأردن، من الخطر الكبير الذي يمثله سد النهضة الإثيوبي.
وأوضح ملاعبة في تصريحات خاصة لقناة “أر تي” الروسية، أن سد النهضة يمثل خطرا كبيرا على زيادة نشاط الزلازل في المنطقة والتأثير على الدول المجاورة لإثيوبيا مثل السودان ومصر. حيث إن حجم خزان السد الكبير، يؤدي إلى ترشيح المياه والتأثير على التربة والقشرة الأرضية وحتى على الأرض بالكامل، وهو ما يعد السبب الرئيسي في حدوث الزلزال.
وأشار الخبير الأردني إلى أن الماء يترشح أسفل السد، ويحدث تمدد للخزان مقداره 9% من حجم المياه المخزنة، وهي زيادة كبيرة للغاية، مشددا على أن هناك 2000 سد تعرضوا للانهيار خلال 20 عاما، من بينهم 200 سد رئيسي على مستوى العالم.
ان انهيار سد النهضة لاسمح الله قد يؤدي الى كارثة لا يمكن التكهن بنتائجها، وخاصة ان نهر النيل هو بمثابة الحياة لمصر ، وان الدول التي وافقت على تصميم هذا السد بهذا الحجم والذي يزيد حاجته عن حاجة اثيوبيا مائياً وكهربائيا ً بعشر مرات وهم يعرفون نوعية التربة الانزلاقية التي اقيم عليها السد اضافة لوقوعه في منطقة زلازل ، اقول ؛ ان الدول التي وافقت على تصميمه قد يكون وراء ذلك عامل سياسي ، حيث اضحى التكهن بنوعية الحروب المستقبلية واساليبها المبتكرة ، امر يدعو للحيطة والحذر، فالصمت لم يعد يجدي هذه الايام،
ولكن مصيبة معظم العرب هي افتقارهم لحكام فادرين على بناء اوطان آمنة اذا كانوا هم في وادي وشعوبهم في وادي آخر.
وسوم: العدد 1019