مفاهيمنا وقيمنا الخالدة
المفاهيم المستمدة من شريعتنا الغراء . ومن قيمنا السامية المحمولة على أجنحة الفطرة الصافية . كانت وما زالت وستبقى بمشيئة الله مادامت الحياة الدنيا . فهي لب الحقائق التي لاتحتمل الخطأ . ولا تقبل بأي بهرج فاسد يضر ولا ينفع . وإن جاء مزخرفا بأيدي أعداء ديننا وأمتنا . ولقد وعى علماؤُنا ومفكرونا مايُحاك لأبناء أمتنا من مفاسد وتغريب . فوقفوا في وجه هذا الطوفان رغم شدة امتداده . ورغم ماتصوغ من أجله المحافل العلنية والسرية من مكر وخداع . ومن مال ومتاع . ولقد جاءت مؤلفاتهم جليَّةً مؤيدة بالبراهين وبالحجج القاطعة : ( ففي ميدان الفطرة السليمة؛ تستهدف صبغة الله في الإنسان من خلال الشهوات المستعرة والإباحية المنتشرة، وتمريد الإنسان على خلقة الله التي اختارها له، وعلى فطرته التي فطره عليها، فالشذوات المتعددة وتغيير الجنس ومثلية الميول والممارسة.. كلها مظاهر للحرب على فطرة الإنسان من حيث هو إنسان. واليوم التزمت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بمنع تجريم المثلية، واعترفت بما أسمته "مجتمع الميم" الذي يصنّف البشر وفق ميولهم الجنسي إلى تسعة أنواع لا إلى نوعين؛ ذكر وأنثى كما خلقهم الله تعالى، وانبرت عبر وثائقها وبياناتها المنشورة على مواقعها الرسمية للدفاع عن حقوق من أسمتهم المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين ) . ومن هنا تأتي غارتُهم على الإسلام والمسلمين . وعلى القيم الإنسانية الطاهرة التي أرادها الله لعباده الذين يعمرون الأرض مدة الحياة الدنيا . فكان لا بد لنا من أن نتحرى الصواب لتتضح الصورة أكثر . فتتكشف الحقائق ونكتسب الوعي الكافي الذي يجعلنا نميز بين هذه الحقائق والزيف الذي عاث فسادا في الأرض ، ونقف بقوة أمام كل من يحاول الإغارة على ثقافتنا وجذورنا وحضارتنا . وقبل كل ذلك على ديننا وشريعتنا الإسلامية وأمتنا التي باتت مستهدفة من أعدائها .
حضرتُ ندوة موفقة ومفيدة عن : ( (دبلومة المرأة وتحديات الهوية والفطرة ... ) . وفي عدة جلسات وجدنا فيها الإجابات الشافية عن الكثير من الاستفسارات والتساؤلات التي تشغل بال الكثيرين ـ واستطعنا مناقشة المحاضرين بكل ما يجول في عقولنا فيما يخص الجندرة ،و الهوية، وإدارة الحياة، والمرأة بين المنظورالغربي والإسلامي، والمواثيق الدولية وأثرها على المرأة والأسرة ، الحرية ،والكرامة ... فاستحق القائمون على هذه الجلسات أوفى الشكر والتقدير .
فالغارة التي يشنها اليوم أعداء الدين والأمة والإنسانية تستهدف أبناء الأمة وشبابها وشاباتها . ويعمل أولئك الأعداء على تمييع معاني الإباء والغيرة والشرف والحياء والكرامة . وبالتالي يريدون أن يعيش الجيل في مستنقعات الرذائل والقبائح . فتُمحَى من أذهانهم معاني البطولة والمروءة ... وبقية العادات والتقاليد القيمة التي يتمتع بها أبناء الأمة منذ أقدم الحقب التاريخية . وكذلك ليمتد أذاهم على مالدينا من تراث وثقافة وسير حميدة مازالت تتجدد نبراسا للأجيال على توالي العصور . ويُصد هذا الأذى المحمول على الحقد الدفين على ديننا وأمتنا إيماننا الراسخ المكين بربنا وبدينه والقويم وسُنَّة نبيِّه الكريم صلى الله عليه وسلم . ولعلي في هذا المقام أذكر حادثة جرت في الشمال الشرقي من سوريا أثناء الاحتلال الفرنسي . سمعتها من جَدِّي ـ يرحمه الله ــ حيث قال : حاول الفرنسيون تنصير الناس في إحدى قرى مدينة الحسكة . وبنوا كنيسة هناك وزينوها بصور القديسين . وبالأنوار وغيرها مما يجذب الناس من غير حوار إقناعي ولا علم يقيني ... وجهزوا الكنيسة من الداخل كما ذكرنا وأكثروا فيها من المصابيح الكربائية التي تسطع بالأنوار ... ودعوا أهل القرية قائلين لهم تعالوا اشهدوا ظهور المسيح ومريم ... المهم جاء أهل القرية وكلهم من المسلمين مع مَن كان نصرانيا في تلك المنطقة . وجلسوا في الأمكنة التي أعدَّت لهم . بانتظار ظهور المسيح ومريم . وبعد حديث للناس من أحد القسيسين بأسلوبه الخاص .ضغطوا على مفاتيح الأنوار وأظهروا صورة للمسيح وأخرى لمريم فانغمرت الكنيسة بالأنوار . وإذا بالحاضرين جميعهم والذين يجب أن ينبهروا من شدة الأنوار ترتفع أصواتُهم : ( بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . فبهت الذي كفر والحمد لله رب العالمين .
إنها الفطرة التي فطر اللهُ الناسَ عليها . وإنها شريعة الله التي صاغت عقيدة المسلمين . وهذَّبت أخلاقهم . وسمت بسيرهم وكانت وما زالت الدرع الواقي الحصين من كل مؤامرات الأعداء وتخرصاتهم . وستبقى شريعة الله أيضا البلسم الشافي لكل جراحات المسلمين في العصر الذي تكالب فيه على ديننا العظيم وأمتنا الكريمة كل سفهاء الشر في هذا العالَم المعاصر .
إضاءة :
قال سبحانه وتعالى:
*(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ )
* (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَمُ الْغُيُوبِ )
*( قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ )
* (وَيَمْحُ اللهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ )
* (ثُـمَّ نُنَجِّـي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُـوا كَذَلِـكَ حَقّـاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ)
وسوم: العدد 1026