كيماوي الجنرال وعشر سنوات بلا محاسبة

أعزائي القراء…

لم يكن إنتاج السلاح الكيماوي وليد الثورة السورية ،بل كان أحد الأسلحة الاحتياطية التي  بقيت بالظل  منذ ثمانينات القرن الماضي لاستخدامها في الوقت المناسب  ضد الشعب السوري ، حيث التقارير الاستخباراتية الغربية كانت ترسل  بين الفينة والاخرى  برسائل ضمنية تشير إلى أن الشعب السوري لم يكن راضياً عن حكم الأسد وأن هناك عدة ثورات متتالية ضده  قد تنشأ بالمستقبل ، مما يدل على أن كافة أسلحة الدمار الشامل كانت مهيئة لقمع أي انتفاضة ضد نظام الأسد. ويعتبر المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية مع مجموعة تسمى «الفرع 450» مسؤولة عن ملىء الذخائر بالمواد الكيميائية والحفاظ على أمن مخزونات المواد الكيميائية.لاستخدامها في الوقت المناسب .

ووفقا لبعض المحللين الامريكيين، فان سوريا بدأت في تطوير قدراتها في مجال الأسلحة الكيميائية في وقت لاحق من سبعينيات القرن الماضي، مع تزويدها بالإمدادات والتدريب من الإتحاد السوفياتي، ومن المحتمل أن تكون لديها معدات ومكونات لمواد كيميائية من شركات خاصة في أوروبا الغربية.

وفي أواخر عام 2007 أفاد تقرير بأنه يعتقد أن سوريا لديها مخزون من مئات الأطنان من مكونات الأسلحة الكيميائية. كما يعتقد أن سوريا أصبحت قادرة على إيصال الأسلحة الكيميائية بواسطة القنابل الجوية، والقذائف أرض-أرض، وصواريخ المدفعية.

وفي أيلول/ سبتمبر 2013، حدد تقرير استخباراتي فرنسي المخزون السوري بأكثر من 1000 طن، بما في ذلك مواد عصبية ومكوناتها .وشمل ذلك عدة مئات من الأطنان من غاز الخردل، وعدة مئات من الأطنان من السارين، وعشرات الأطنان من غاز الأعصاب اضافة الى غاز الكلور . وجاء في التقرير أن سوريا اكتسبت «معرفة كبيرة»بتكنولوجيا الأسلحة الكيميائية.مسلطاً الضوء على منظومات القذائف سكود باء وصواريخ سكود الثالثة، و M-600 . وتشمل النظم القصيرة المدى قذائف من طراز SS21 ؛ وقنابل جوية؛ وصواريخ مدفعية ومنظومات تكتيكية قصيرة المدى. 

وفي  تشرين الأول / أكتوبر 2013، يعتقد بعض الخبراء أن لدى سوريا حوالي 300 طن متري من غاز الخردل ونحو 700 طن متري من غاز الأعصاب إضافة لغاز الكلور .و بحلول نهاية تشرين  الاول / أكتوبر 2013، عثرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على ما مجموعه 300 1 طن متري من الأسلحة الكيميائية ( الا ان الواقع يشير الى ألفي طن مازالت مخباة في انفاق خاصة و في  شاحنات ذات تصميم خاص متنقلة لايمكن ضبطها).

وأفادت تقارير الاستخبارات الغربية أن سوريا  تحتفظ بواحدة من أكبر المخزونات في العالم. 

و حدد خبراء غربيون مواقع إنتاج الأسلحة الكيميائية السورية في خمسة مواقع تقريبا هي :

السفيرة (قاعدة صواريخ سكود)

حماة (قاعدة صواريخ سكود)

حمص

اللاذقية

تدمر

إضافة الى مركز البحوث في دمشق

كما تم تخزين كميات كبيرة في خنادق وشاحنات خاصة  في المنطقة الساحلية.  

وعندما قامت الثورة السورية كان السلاح الكيماوي جاهزاً للاستخدام منتظرا  الأمر من الأسد. وفعلاً كان أول إستخدام لغاز السارين لايمكن تجاهله هو ما  حصل في الغوطة في اب / اغسطس  عام 2013  ذهب ضحيته اكثر من 1800 انسان معظمهم من الاطفال ، وعلى اثر هذه المجزرة المروعة بدأت اللعبة السياسية والخطوط الحمراء الوهمية للرئيس الامريكي أوباما بأنه مستعد للهجوم  على دمشق إذا لم يقم نظام الاسد بتدمير  سلاحه الكيماوي ، عندها نصحت روسيا نظام الأسد بالانضمام لمعاهدة حظر الاسلحة الكيماوية مع التلاعب باخفاء مايمكن اخفاءه من الغازات الكيماوية للمستقبل حيث تبين لاحقاً ان ما تم تدميره في عام 2014  يعادل اقل من نصف الكمية المنتجة . وهو ما يزال محل نزاع حتى الآن, حيث تبين بعد ذلك لخبراء المنظمة الدولية من أن نظام الأسد شن هجمات كيماوية عديدة لاحقاً استمرت حتى عام 2017.

 فقد صرح فرناندو آرياس، المدير العام للمنظمة، إن الخبراء حققوا في 77 إدعاء وخرجوا بنتائج أكدت تلك "الحقيقة المؤلمة " التي تؤكد إستخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية على الرغم من انضمامه لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013.

كما أكد آرياس أنه لا تزال هناك العديد من الأسئلة حول مصداقية النظام السوري فيما يتعلق بالإعلان عن برنامجه للأسلحة الكيميائية، وذلك بعد "العثور على أسلحة كيميائية في عينات تم جمعها في حاويات تخزين كبيرة في ايلول / سبتمبر 2020 ".

فيما قالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة بربرا وودورد إن الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة نسبتا ثماني هجمات بالأسلحة الكيماوية إلى النظام السوري وهو ما يؤكد استمرار امتلاكه لتلك الأسلحة واستعداده لاستخدامها في أي وقت. وفعلاً لم بتوقف النظام السوري عن إستخدام السلاح الكيماوي على الشعب السوري بعد توقيع  معاهدةحظر الاسلحة الكيماوية مستخدما طريقة  الهجوم بكميات قليلة لتقليل ردود الفعل كما حصل في ريف حلب وخان العسل الا أن المجزرة التي نفذها النظام في خان شيخون كشفت المستور ، وكان لها صدى عالمي كبير ولكن تخامد هذا الصدى تدريجيا كالعادة  حيث قتل في هذه المجزرة اكثر  من 120 شخص معظمهم من الأطفال.

وأخيرا ..أختم بتصريح العميد زاهر الساكت والذي كان على دراية  كاملة بمشروع كيماوي الاسد  فقد كشف العميد المنشق زاهر الساكت عن معلومات خطيرة بخصوص الأسلحة التي يتوفر عليها بشار الأسد.

وفي مقابلة له مع صحيفة "الغارديان" البريطانية قال العميد السوري إن الأسد يمتلك مئات الأطنان من الأسلحة الكيميائية التي نقلها إلى الجبال المحصنة بشدة خارج حمص وإلى مدينة جبلة الساحلية بالقرب من طرطوس.

وأوضح العميد  الساكت أن أكثر ما يمتلكه النظام هو غاز السارين، لافتا إلى أن استهداف مطار الشعيرات لم يدمر أيا من الأسلحة الكيميائية التي تخزن خارجه، ويتم نقلها إليه قبيل تنفيذ الضربة. 

أعزائي القراء ..

ما أوردته هو موجز لكيماوي الجنرال والذي مازال طليقا ً لم يعاقب على مجزرة كيماوية واحدة  قام بها ، وكما يتضح أن تكنولوجيا تصنيع واستخدام الكيماوي ليست عملية سهلة حتى تتهم بها المعارضة العسكرية والتي بالكاد تحصل على سلاحها من كسب معاركها مع  مليشيا الاسد ، بل هي عملية معقدة والدول تعلم ذلك، ولكنها كالعادة تحاول اللف والدوران في نشر تقاريرها ، ورغم ذلك فقد ثبت أن 77 عملية كيماوية قام بها هذا النظام القاتل ، حيث تبين زيف العداوة بين دول اوروبا وامريكا مع هذه العصابة القاتلة.