مسيرة العار.. عنصرية إسرائيلية و”غرس إصبع” في عين الفلسطينيين
هذا اليوم هو “يوم القدس”، بمناسبة 56 سنة على توحيد المدينة. حدث “رقصة الأعلام” أو باسمها المعروف “مسيرة الأعلام” التي يسير فيها عشرات آلاف الفتيات والفتيان ومعظمهم من غير “الصهيونية الدينية”، في أزقة الحي الإسلامي، باتت منذ زمن بعيد الحدث المركزي في هذا اليوم. لشدة الأسف، بات هذا الحدث بكل مظاهره العنصرية والكراهية والعنف الذي فيه، يعكس واقع المجتمع الإسرائيلي.
جوهر مسيرة الأعلام هو زق إصبع في عين السكان الفلسطينيين في المدينة، وإهانتهم وتشديد حقيقة أن 40 في المئة من سكان مدينة عاصمة إسرائيل باتوا يعيشون تحت الاحتلال. إن وجود المسيرة يشدد على ضعف السيادة الإسرائيلية في القدس الشرقية. فالسائرون يفعلون هذا تحت حراسة آلاف من أفراد الشرطة وبعد أن تفرض الشرطة قيوداً قاسية على الجمهور والتجار الفلسطينيين. في 2021 في أثناء ولاية حكومة بنيامين نتنياهو السابقة، أوقفت المسيرة بسبب صاروخ أطلقته حماس نحو القدس. كانت هذه إشارة بدء جولة “حارس الأسوار”. في السنة الماضية، جرت المسيرة في ذروة حملة اليمين البيبي والمفعم بالكراهية والعنصرية ضد حكومة التغيير. الحملة والرغبة في “شطب” فشل المسيرة السابقة أدت إلى أن كانت المسيرة هي الأسوأ والأبشع. آلاف الفتيان مروا في البلدة القديمة وهم ينشدون “فلتحرق قريتكم”، “الموت للعرب”، ونشيد الثأر “ثأر واحد من عينيّ الاثنتين”، التي كادت تصبح النشيد القومي للسائرين.
جرت على هامش المسيرة أحداث عديدة من العنف والاعتداء على المارة الفلسطينيين والصحافيين. وقد فشلت الشرطة سواء في حماية الفلسطينيين أم في معاقبة المشاركين.
من المهم التمييز بين الأناشيد والشعارات المختلفة والإشارة إلى ما فيها من عنصرية وعنف، ولكن من المهم أيضاً أن نتذكر بأن الخطاب حول مضمون الأناشيد والشعارات التي يطلقها أبناء الشبيبة عند مرورهم بباب العامود هو خطاب إسرائيلي داخلي. من ناحية الفلسطينيين في الحي الإسلامي، تعدّ المسيرة تشويشاً لحياتهم وإهانة لكرامتهم، حتى لو حرص المشاركون كلهم على ألا ينشدوا إلا أناشيد القدس والوحدة.
لا أمل في تغيير المسار أو للجهود من جانب قيادة اليمين لتهدئة الخواطر تحت الحكومة الحالية. لكن على الشرطة أن تعمل بلا هوادة ضد مظاهر العنصرية والعنف. كما أنه محظور على الشرطة الاستسلام للضغوط من جانب نشطاء يمينيين لإقرار مسارات أخرى توسع المسيرة إلى مناطق أخرى في شرقي القدس.
وسوم: العدد 1033