كيف للأمة أن تنتصر؟! رسالة إلى أبناء امة العرب والإسلام،
لأبي القاسم
توطئة
إلى أبناء الأمة
في رسالتي هذه ألقي على مسامعكم جملة من الأسئلة،
وهذه الأسئلة مخصصة فقط لمن كان له قلب وعقل وألقى السمع وهو شهيد،
فهذه الأسئلة مرسلة فقط للأخيار من أبناء الأمة،
وأبناء الأمة الحق هم القادرون على الإجابة عليها،
لان من لا ينتمي لهذه الأمة سواءً من الأعداء أو الدخلاء على الأمة ،
أو المرتهنين لأعداء الأمة وقد جندوا أنفسهم ليكونوا معاول ضد الأمة ووجودها،
ستزعجه هذه الرسالة بالإضافة إلى الأسئلة،
لان رسالتي هذه مخصصة فقط لأبناء الأمة الأخيار، وأبناء الأمة الحق،
وهنا انوه بان من اقصدهم في رسالتي هذه بأبناء الأمة
ليس فقط من ينحدر من أصول عربية،
بل هي لكل من يفخر بانتمائه لأمة الإسلام
وان كان يقطن في أي بقعة من بقاع الأرض،
الذين يفتخرون بإتباعهم وموالاتهم لمحمد النبي العربي الهاشمي القرشي
عليه منا السلام والتسليم،
و أبناء الأمة كذلك كل من كان القرآن العربي إمامه وشريعته وكتابه،
الذي انزله الله قرآنا عربيا وبلسان عربي مبين لعلكم تعقلون.
﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ يوسف 2
كيف للأمة أن تنتصر؟!
رسالة
إلى أبناء امة العرب والإسلام،
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
بعد أن أمست الحروب المستعرة ضد الأمة في كل الجبهات هي حرب وجود،
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
وشعوبها قد انسلخت من هويتها واحتقرت تاريخها ؟!
وانتم ترون إلى أي مدى وصل الانهيار والانحدار المجتمعي والأخلاقي، الذي وصلت اليه الكثير من شعوب الأمة، بترتيب وتواطؤ من حكامها، الذين يدفعون شعوب الأمة بمكر ونذالة إلى الانحطاط تحت شعار شتى، من أخطرها الانفتاح وهيئات الترفيه!
في الوقت الذي يجب فيه على الأمة وشعوبها في هذا التوقيت الخطير الذي أمست فيه الحرب حرب وجود ضد الأمة،
ويتوجب على كل الأخيار والأحرار من أبناء الأمة رص الصفوف وإعداد الرجال والأجيال لحروب ضروس هي حتما قادمة لا محالة، وهي كذلك ستكون مستعرة وحارقة وقادمة ولن تبقي ولن تذر!
ولكن هؤلاء الصعاليك ومن يحكمون شعوب الأمة اليوم لديهم أوامر محددة من أسيادهم، ومن مكن لهم و أوصلهم إلى دفة القيادة وسلطهم على رقاب الأمة، مكلفين بتهيئة الأرضية و إركاس شعوب الأمة في هذا التوقيت بالتحديد!
لتعبيد الطريق لكل المشاريع الهدامة ضد الأمة ليكون لها سوق رائج في بلدان الأمة وبين شعوبها،
وكذلك لديهم أوامر محددة من أسيادهم لتهيئة الطريق لأفيال كسرى القادمة التي ستهدم الكعبة!
لتسحق هذه الشعوب الغافلة واللاهية والغارقة في بحور التغييب والسفه الفكري والانحطاط الحضاري والتنكر لهويتها وتاريخها وعروبتها ودينها وحضارتها!
وهذا ما نراه واقعا في الكثير من بلدان الأمة وفي مقدمتها بلدان خليج العرب!
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
وقد رهنت وجودها بأيدي أدوات وعناوين، هم صنيعة أعداء الأمة، وزرع خبيث لأبناء الشيطان،
وهم حقا أحفاد لأبي رغال!
حقا إن أعظم ما تعانيه الأمة وشعوبها في زماننا، هي النكبة بمن يحكمها من أصحاب الفخامة والرئاسة والسمو من مجاميع العملاء والسفهاء والغلمان!
الذين صيروهم أنفسهم أصناما تعُبد من دون الله، وهم أحقر عند الله من جناح بعوضة! بل لا يصلون إلى مقام البعوض!
وقد ضيعوا الأمة وباعوها في سوق النخاسة، وبدراهم معدودة،
وساقوا شعوب الأمة إلى غياهب العبودية والانكسار والخذلان، أمام أعداء الأمة!
وجيروا الأمة ومصالحها و وجودها وثرواتها مشاعاً لكل طامع، وكيف لا، وهذه هي وظيفتهم والمهمة المناطة بهم!
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
ومن يتصدر منابرها السياسية والفكرية والثقافية والدينية تحت عناوين شتى، هم شرذمة من عبيد الدولار، وحثالة كحثالة الشعير،
من أصحاب النفوس الضعيفة المريضة والمرتزقة والمتسلقين واللاهثين خلف الشهرة والمنافع الشخصية ولو على حساب كل مقدس!،
هؤلاء الأوغاد الذين صيروا الارتزاق والخيانة صنعة امتهنوها، وروجوا لكل خيانة تصدر من أسيادهم،
سواءً كان أسيادهم أولئك أعضاء المنظومات الشيطانية الظلامية التي تتآمر على الإنسانية في جنح الظلام وتتحكم في كل شيء من وراء الكواليس،
أو كان أسيادهم أصحاب الرئاسة أو أصحاب السمو ومن يحكم شعوب الأمة،
أو كان أسيادهم أصحاب العمائم الشيطانية ومرجعيات مواخير الكهنوت في بلداننا العربية الإسلامية!
هؤلاء الذي روجوا لكل خيانات أسيادهم على أنها من طرق السياسة والفطنة والذكاء، أو من ضرورات الدين ومن ضرورات السياسية الشرعية!
وبرروا كل انكسار وذل للأمة وشعوبها على انه قدر من الأقدار!
و سلبوا عقول التافهين، والتائهين، وقهروا ذوي العزائم الخائرة من أبناء الأمة،
ودفعوا فئات كبيرة من أبناء الأمة الى مهاوي الردى!
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
وقد رهنت مصيرها بقاذورات من أبناء الشيطان من مرجعيات دينية شاذة فاجرة، ومجاميع شواذ وأفراخ للشيطان،
وأصحاب عمائم خاوية من كل شيء إلا القذارة والجهل والخرافة؟!،
وقد جعلوا من الجهل والخرافة دين وشريعة، أشاعوها بين الناس تحت هالة القداسة!
وساقوا خلفهم طوابير من الرعاع والجهلة والجبناء، المأزومين فكريا وأخلاقيا، من الذين احتقروا أنفسهم، وهانت عليهم قيمتهم الإنسانية وقيمتهم كبشر،
وهانت عليهم شعوبهم و أوطانهم فخانوها، فجعلوا من أنفسهم جسورا وأدوات، لتنفيذ مشاريع أعداء الأمة، فارتكبوا الجرائم والفضائع ضد الأمة وشعوبها ووجودها!
وكل ذلك فعلوه ويفعلوه باسم الدين، وبمباركة أصحاب العمائم الشيطانية!
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
أذا بقيت شعوب الأمة فاقدة للبوصلــــة، في صحراء التيـــه، وغارقة في عبادة وتقديس الأوثان!
وتسُاق إلى حتفها وذلها كقطيع يساق إلى المسلخ!
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
إذا لم يكن في جعبتها مشروع حضاري وفكري وأخلاقي وعقائدي متكامل وضارب، يزيح كل هذا العفن والدرن الذي تسرب إلى جسد الأمة وشعوبها، وعصف بعقول أبنائها وجردهم من الهوية والانتماء؟!
حتما سيكون مصير هذه الأمة الزوال!
أما أبنائها فمصيرهم حتما سيكون الموت والحتف، أو إلى ذل العبودية للأمم الأخرى، ومشاعا لكل طامع!
للمجوسي الفارسي البائس المأزوم، وللصهيوني العلج اللقيط ، وللتركي المتخلف الذي يتغنى بأمجاد حقبة سوداء كانت وبالا على الأمة وهويتها ووجودها، وللغربي الحاقد المتعفن الفكر!
حقا .. لقد نسينا بأننا امة القرآن، وأصحاب الشريعة الخاتمة، ومنا وفينا خاتم النبيين!
بعد أن ظهر الكثير من سفهاء الفكر وأهل الجهالة المحسوبين على الأمة،
الذين تصدروا المنابر تحت عناوين مفكرين ونُخب أكاديمية، يحتقرون الانتساب إلى الأمة والإسلام!
ويزعمون بان على شعوب الأمة أن تنسلخ من هويتها وتستكين وتركن للعدو الحاقد!
وتنتظر من الأعداء أن يمدوا لها يد العون لتسترد حقوقها، ليتمنن عليها الأعداء بالدفاع عنها من الأخطار المحدقة بها!
وأقول لهؤلاء ... انتم كالأنعام بل انتم أضل.. والله أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون!
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
وقد تناسى أبناء الأمة وشعوبها إسلافهم، وأجدادهم أهل الفخر والعز والشجاعة والإقدام، وأصحاب العقول التي وهبها الله نور البصيرة ونور الهداية الربانية!
الذين فتحوا البلدان بنور الحق، وقبلها فتحوا عقول وقلوب شعوب الأرض بقوة إيمانهم، وبمشروعهم القرآني الذي يستمد نوره من رب الأرض والسماوات العلى،
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
بدون أن تستعيد هويتها لتكون سلاحا ننتصر به؟!
بعد أن أركس الأعداء الأمة وشعوبها في غياهب التشطي والتشرذم، وفرقوها تحت أسماء وعناوين خطها لورنس وسايكس وبيكوا،
ليأتي هذا الزمان، الذي عشناه واقعا منذ 20 عاما، و رأينا كيف باتت شعوب الأمة نائمة مخدرة ومركسة في غياهب الجهل والظلمات،
ولا يتحرك احد من شعوب الأمة غيرة على ما يجري من فضائع بحق أبناء العروبة والإسلام في العراق وسوريا وغيرهم من بلدان الأمة المنكوبة، تحت خنجر أحفاد أبو لؤلؤ الفيروز المجوسي!
ولقد علم أرباب العقل وأولوا الألباب بأنه اذا لم يتحرك أبناء الأمة وشعوبها لإستنقاذ الأمة وهويتها و وجودها في العراق وسوريا وبقية بلدان الأمة المنكوبة،
فو الله سيكون العرب والعروبة والإسلام من القوم الغابرين، ولن ينجوا احد من بلدان وشعوب الأمة من طوفان الخراب القادم،
لان الحرب الحقيقية والصراع يجري على ارض العراق، وصولا إلى الشام، وعلى الأمة وشعوبها إن أرادت النجاة أن تحسم هذه المعركة بالانتصار وعلى ارض العراق والشام تحديدا،
بسم الله الملك الحق
﴿ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم﴾[1]
فاخبروني يا أولي الألباب..
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
وقد تم استجرارها إلى غياهب الذل بعد أن تركت ما خلقها الله من اجله وهو قيادة الأمم، وبعد أن تحولت بلدان الأمة بفضل من يحكمها من الوكلاء،
إلى مجرد دويلات وظيفية تؤدي أدوارا هامشية تافهة، ينحسر دورها وقيمتها بقيمة ما تملكه من بترول؟!
وفق نطاق الاقتصاد ومسارات التجارة في منظومة العولمة!
وكما يقول احد صناع القرار الغربي في الولايات المتحدة وبشهادة احد المفكرين من أبناء الأمة[2] بان هذه البلدان بالنسبة لنا في حقيقتها هي مجرد محطات وقود غربية لا أكثر ولا اقل!
مجرد دويلات وظيفية كما كان العرب قبل الإسلام وقبل بعثة النبي المصطفى القرشي العدناني، دويلات ضعيفة قابعة تحت حكم المجوس الفرس والروم،
وكان حكام هذه الدويلات والمحميات عندما يقع عليهم شيء من ضيم أو تتعرض عرشهم للتهديد، فما عليهم سوى أن يقصدوا بلاط احد الأباطرة من أولياءهم ليستجدوا نصرتهم!
ومن ذلك نسال ومن حق كل عربي ومسلم ان يسال...
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
وقد تحول العرب إلى مجرد شعوب خاملة متفرجة تعيش خارج الواقع ومنفصلة عن التاريخ الإنساني، وليس لها من الأمر شيء،
وهي ترى كل هذه المشاريع الهدامة العابرة للحدود وهي تفتك بالأمة وفكرها وتاريخها وتتطاول على سيادتها وأرضها وثرواتها،
وشعوب الأمة تنتظر وقابعة في غياهب العبودية لأصنام تحكمها، ولا شغل شاغل لهذه الأصنام إلا التآمر على الأمة ومصيرها ووجودها؟!
ولا حياة ولا انتماء ولا خلاق ولا أخلاق لمن تنادي!
فبأي زمان وبأي حق يتطاول الإيراني الفارسي الحاقد المأزوم، ليحتل 4 بلدان عربية ويقتل شعبها، ويمحوا هويتها ودينها ويفرض عقيدته الشيطانية، ومشروعه النتن، على حساب بلدان الأمة ودماء شعوبها العربية الإسلامية التي ترزح تحت وطأة هذا الاحتلال المجوسي الشعوبي؟!
بل ويتبجح بأمجاد دولته المجوسية الغابرة التي احتلت أرضنا ودمرت حضارتنا، بمؤامرة ومخطط دبره أبناء الحاخام موردخاي و استر الجارية [3]!
فما الذي فعله هؤلاء الذين يحكمون شعوب الأمة غير التخادم والتواطؤ والخيانة ومنح الشرعنة لإيران وحاخاماتها وكلابها العقورة التي ولغت بدماء شعوبنا، وباركوا لها تمدد مشرعها الشيطاني الشعوبي الفارسي الهوى والانتماء؟!
و بأي حق يتطاول التركي القادم من أواسط أسيا، والذي عاش بيننا تحت عنوان "الموالي" ليأتي زمان يتسيد على شعوبنا ويمنح نفسه الحق في أن يقرر مصيرنا ويحتل ارض الأجداد ويجعلها وطنا له!
ولم يكتفي بذلك بل تطاول على الأمة ووجودها ولسانها العربي وعلى مدى قرون من حكمه للأمة بالغدر والمكر والقتل خلال فترة حكمه المظلمة!
ولم يكتفي بكل هذا السجل الأسود، بل عاد من جديد ليحتل العديد من المدن العربية في داخل العمق العربي، ويزعم وبكل وقاحة إلى يومنا حقه بحكم الأمة كلها!
فو الله لولا حالة الخوار والهوان التي تعاني منها شعوب الأمة أمام هؤلاء الأعداء، وفي مقدمتهم العملاء الذين يحكمون شعوب الأمة، لما تطاول الأعداء وشرذمة الخلق على الأمة وشعوبها وتاريخها وشريعتها ومقدساتها ودماء أحرارها،
ولا ننسى اشد الأعداء الأمة المباشرين بريطانيا التي تحرك كل قوى الطغيان العالمي الأخرى،
حتى انه من حجم هول النكبة وشدة وقعها وما أصابنا على مدى العقدين الماضيين،
نسي الكثير من أبناء الأمة أن يسأل:
بأي حق تأتي بريطانيا لتقرر و تمنح جزءا مقدسا من ارض الأمة لمجاميع من الرعاع جاءت بهم من اسقاع الأرض المختلفة، واخترعت لهم تاريخا مزيفا لتفرضهم على الأمة كأمر واقع؟
بعد خيانة من يحكمون الأمة الذين زرعتهم في جسد الأمة وجعلت منهم حكاما وملوكا على مدى الـ 100 عام الماضية من قرن بريطانيا وحكمها للأمة من خلال وكلاءها،
لنصل إلى قناعة بان هذا الطوفان من الكوارث الذي نتعرض له في عراقنا وشامنا ويمننا، له غاية دبرها أعداء الأمة، لتنسى شعوب الأمة حقيقة وجوهر الصراع وأطرافه وأدواته.
وان ما يجري من حرب إبادة شاملة ضد شعوب الأمة في العراق وسوريا واليمن هي تطبيق عملي لمخطط تدميري ضد الأمة، وخصوصا في منطقة الهلال الخصيب، وهذا ما ورد جليا واضحا في وثيقة بيرل التي صدرت عام 1996م وتبنتها إدارة بوش الصغير الأرعن وطبقتها في العراق.
والتي اقتبست معظم بنودها من الوثيقة التي طرحها الصهيوني أوديد يانون [4]
لذلك من لا يقرأ التاريخ جيدا فلن يعي ما مكتوب بين الأسطر ، وسيبقى مغيبا جاهلا سفيها رعديدا، حتى يصل به الحال بان يقبل على نفسه وأمته أن تكون مستعبدة وطائعة بيد أعدائها، وخاضعة لمشاريع شياطين وطغاة الأرض!
وطبيعي جدا أن نرى هؤلاء ومن على شاكلتهم من المغيبين،
غير مكترثين لما يجري من كوارث ونكبات ضد الأمة و وجودها وهويتها وتاريخها وأرضها وسيادتها ودماء أبناءها وأمنها القومي!
وهؤلاء لا يمكن لأي صادق وصاحب بصيرة من أبناء الأمة الأشراف أن يعتبرهم رصيد للأمة أو يعتبرهم في صف الأمة ومعسكرها الحق!
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
وشعوبنا فاقدة للبوصلة ومغيبة عن هويتها وتاريخها وعن نور البصيرة التي وهبه الله لها ،
عندما تراهم قابعين ينتظرون من العدو المتمثل بالولايات المتحدة وبريطانيا وربيبتها إسرائيل أو الروس أو الصين أو أي جهة أخرى من طغاة الأرض،
ينتظرون منهم الانتصار للأمة ويستجدون حقوق شعوبها في الحياة الحرة الكريمة، أو ينتظرون منهم الدفاع عنها ضد المشاريع الهدامة القادمة من إيران او بني صهيون أو غيرهم،
إذا كانت هذه الأدوات والمشاريع القادمة من إيران ومن كيان بني صهيون هي في حقيقتها من صنعة أيدي هؤلاء الأعداء الطغاة، وهم من وضع مخططها وكتب أجنداتها ضد الأمة ووجودها؟!
وقد علم أولوا الألباب بان نظام طهران ومشروعه الإجرامي الظلامي العابر للحدود هو صنيعة وبعبع خلقه هذا العدو ليضمن أن تبقى الأمة رهينة اللعبة والمؤامرة القذرة التي اركسوا الأمة فيها.
لتبقى خانعة وخاضعة لإملاءاتهم وضحية لمشاريعهم الهدامة، وكل ذلك بمعية الوكلاء الذين يحكمون الأمة!
وهنا يجب أن نعيد ونؤكد :
بان تغييب دور الأمة كان ولا زال هو بسبب من يحكمون الأمة،
وبسبب من اشرنا لهم من أدوات تم زرعها بين صفوف المجتمعات العربية، من أصحاب عناوين: المرجعيات وأصحاب العمائم وتحت مسميات المفكرين والنخب، وكل منهم له دور في هذه المؤامرة !
وكل منهم كان له دور في إركاس الأمة في ما تعانيه اليوم في حالة الانحطاط في كل مجالات الحياة الفكرية والتاريخية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية وغيرها من المجالات!
ولقد عمد هؤلاء كل من موقعه وعلى رأسهم النظم الحاكمة لمجتمعاتنا العربية لتدمير الهوية الحضارية للأمة بكل الطرق والوسائل!
حتى باتت شعوب الأمة في معركة الوجود المفروضة عليها اليوم ، تواجه مصيرها المحتوم بدون أي سلاح أو وسيلة أو غطاء فكري أو حضاري أو مشروع جامع،
بل حتى بلا هوية، أو مرجعية فكرية جامعة!
كيف للأمــــة أن تنتصــــر ؟!
وانظروا بعين البصيرة إلى النتيجة والى أين وصل الحال بالكثير من أبناء الأمة،
الذين تم اركاسهم في غياهب التجهيل ومسخ الروح والهوية،
الذين تحولوا إلى مجرد قطعان من الحمقى والمغفلين بعد أن زاغوا عن الحق ..
هؤلاء الذين تكاثرت اعدادهم على القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي،
وكان النتاج طوفان من الجهل والحماقات، والشعارات الجاهلة، التي تم تلقينهم إياها لجهالة عقولهم، حتى باتوا أداة بيد أعداء الأمة!
منها شعارات بان العراق ليس عربي، ومصر ليست عربية وشعوب مغرب العرب ليست عربية، وكل يوم يخرج لنا صعلوك حقير جاهل يردد هذه الشعارات كالببغاء، وهو لا يعرف حتى اسم جده الرابع لياتي ليزعم المعرفة وليزيف التاريخ!
وهناك مجاميع من البؤساء من أبناء خليج العرب من أصحاب الألقاب والدرجات الاكاديمية الذين باتوا كالمسوخ، يرددون ويروجون لأراجيز بان إسرائيل لها الحق في الأرض وإنها ليست عدو، او محاولة تسويف القضية والترويج بان إسرائيل لم تعد العدو الرئيسي للعرب!
و نرى كيف يتبارى الكثير من أبناء الأنعام من أصحاب ألقاب المحللين السياسيين الحائزين على درجة وصفهم الله بها في كتابه عندما شبههم بها فقال : ﴿ كمثل الحمار يحمل أسفارا﴾ [5].
فنسمعهم يروجون لأكاذيب سمجة، يزيفون بها وعي الجمهور و وعي شعوب الأمة، عندما يتساءلون عن جدوى أو قيمة العروبة في حياة الفرد والمجتمع!،
فانظروا إلى مستوى الجهل والجهالة والانحدار في مستنقعات الغواية وسفاهة العقل، التي نجح الأعداء في إركاس الكثير من أبناء مجتمعاتنا العربية فيها!
أخوتي الأفاضل:
انه من طبيعي جدا وخلال دورات التاريخ والزمان، ان تعاني الأمم والشعوب والأفراد حالات وفترات من الضعف والوهن، وقد سجل خلال التاريخ الإنساني الكثير من تلك الحالات،
ولكن الأمم والشعوب صاحبة الهوية والتاريخ والحضارة، وصاحبة المشروع المبني على أسس قوية وسليمة، فإنها قطعا تنتصر على ضعفها وتتغلب على حالة الوهن والضعف التي قد تصيبها، و تتغلب على هزائمها بعد حين، بل وتحول الهزائم إلى انتصارات.
فهذه سنة الله في خلقه وعلى أرضه ، ولن تجد لسنة الله تبديلا،
لكن يبقى مشروع الأمة وهويتها الحضارية ومنظومة القيم لديها،
هو بمثابة الروح التي تبث الحياة في الجسد،
وهي من أهم أسلحة الأمة في معركة الوجود التي تخوضها اليوم ضد كل قوى الطغيان في الأرض ،
ومن ذلك نقول:
إن على الأحرار والشرفاء من أبناء امتنا العربية والإسلامية، إن كان فيهم بقية باقية أن ينتخوا لعروبتهم وإسلامهم، بعيدا عن الحكومات العميلة التي صنعتها ودعمتها أيادي الاستعمار،
هذه الحكومات الخاضعة للإملاءات البريطانية والأمريكية والغربية، والمرتهنة لمصالح المستعمر الأجنبي، ضد وجود الأمة!
وعلى شعوب الأمة أن تنتفض قبل فوات الأوان، لمقاطعة ومجابهة كل أدوات الاستعمار، وفي مقدمتها هذه الأنظمة العميلة المتخادمة بالعلن، والتي نصبها الاستعمار على رقاب شعوب الأمة، حكاما وملوكا.
ومقاطعة ومحاربة نظام طهران الإجرامي واذرعه وأدواته، وضرب مصالحه في كل مكان.
فهو الأداة الأخطر التي استعملتها قوى الطغيان العالمي كبعبع لإستجرار الأمة إلى غياهب التدمير والخراب وتوفير الذريعة للمستعمر الغربي لتثبيت وجوده في بلداننا العربية الإسلامية.
وضرب كل ما له صلة بهذا النظام الإجرامي الشيطاني ومشروعه العابر للحدود،
ومحاربة كل أدواته ومليشياته وأحزابه وإذنابه في العراق، وسوريا، وبقية بلدان الأمة المحتلة!
وعلى الحكومات العربية التي تزعم الانتماء للأمة، وتزعم الدفاع عن وجودها ومصالحها، أن كانت لديهم بقية باقية من غيرة على الإسلام والعروبة وعلى منظومة القيم الأخلاقية والإنسانية وهذا محل شك،
إن كانت لديهم بقية باقية من غيرة على الإسلام والعروبة أن ينتفضوا للدفاع عن الأمة وشعوبها المنكوبة، وان تعمد الى مجابهة الخطر المحدق بالأمة من جهة الشرق المتمثل بنظام طهران الشعوبي الفارسي، ومن الغرب المتمثل بالمشروع الصهيوني العالمي.
ونقول لهذه الحكومات التي تزعم بأنها عربية إسلامية، يكفيكم تواطؤ وتخادم وغدر طوال الـ 20 عام الماضية،
فلم تتركوا عدوا إلا ومكنتموه من حمى الأمة، ومن رقاب ودماء أبناءها!
ولم تتركوا مجرما ولا خائنا ولا فاجرا ولا قائد مليشيا إجرامية ولا تافها من حثالة البشر، إلا وقدمتم له كل الدعم المادي والسياسي والمعنوي،
لتضمنوا ويضمن أوليائكم في الغرب أن تبقى امتنا وشعوبها ويبقى عراقنا وشامنا، وبقية بلدان وشعوب الأمة المنكوبة في غياهب التدمير والتفتيت وبحور الدماء، لتدفعوا بأمتنا وشعوبها وهويتنا و وجودنا وعراقنا وشامنا إلى الزوال!
فان كانت لدى بعضهم بقية باقية من غيرة على الإسلام والعروبة، فيجب أن يقفوا ضد المشروع التدميري ضد الأمة،
وان يوقنوا بان المعركة الحقيقة هي على ارض العراق والشام، وانه لا طريق لخلاصهم وخلاص شعوب الأمة إلا باستئصال نظام طهران الإجرامي وكل توابعه واذرعه ومليشياته ومرجعياته الشاذة الشيطانية.
هذا النظام الذي دنس المقدسات واحتل الأرض واستباح الدماء و نشر الكفر والرذيلة والدمار والكوارث على كل ارض وطأها.
ليكون ذلك المنطلق لإسقاط المشروع الصهيوني العالمي الذي خلق وزرع نظام طهران الشعوبي في المنطقة لينجز له مهمة إبادة واقتلاع شعوب الأمة في الشرق الأوسط،
وليعلم كل من يزعم الانتماء للعروبة أو للإسلام بان كل من يضع يده بيد أعداء الأمة، سواءً كان هذا العدو صهيونيا أم مجوسيا شعوبيا أم عدوا غربيا أم شرقيا، يعادي الأمة ووجودها وهويتها وكتابها ومصيرها ودماء شعوبها، وتحت أي ذريعة أو عنوان،
فانه يمنح المباركة للعدو على كل ما يقترفه من فضائع وجرائم بحق امتنا وشعوبها، وبحق عراقنا وشامنا ويمننا وشعبنا ومقدساتنا ودمائنا وتاريخنا و وجودنا وكذلك بقية شعوب الأمة المنكوبة.
وان كل من وضع يده بيد العدو، وتحت أي ذريعة أو عنوان، فهؤلاء ليس لهم سوى عنوان واضح جلي :
وهو الخيانة العظمى للأمة والعروبة والإسلام والخيانة للقرآن، والخيانة للنبي العربي القرشي العدنان،
وهؤلاء عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين، و مصيرهم قطعا هو الزوال، مع أوليائهم من طغاة الأرض،
لان هذه الأمة لن تزول حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وان هناك عهد جديد ينتظر الأمة وعصرا جديد،
عهدا وعصرا سيقصم الله به كل جبــــار عنيد، من طغاة الأرض،
وسيقصم الله وكلاء وعبيد الأجنبي، الذين تسلطوا على شعوب الأمة واركسوا الأمة في غياهب الظلمات،
وسيصلح الله امة العـــــرب بعد فسادهـــا، لتستفيق رقادها و سباتها الطويل، برجال حق ٍ يعرفون الله حقــــا وصدقــــا، وحتما سيعود الإسلام عـــــربيا عزيـــــزا،
لأن الأمر كله بيد لله
بسم الله الملك الحق
﴿ كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ﴾ [6]
[1]- محمد 38
[2] - عبد الله النفيسي: عبد اللّه ؛ سياسي وأكاديمي أستاذ في العلوم السياسية.
[3] - وفقاً للأنجيل العبراني، استير العبرية: אֶסְתֵּר، هي ملكة يهودية وزوجة للملك الفارسي خشايارشا الأول، والذي حكم بين 485 و465 قبل الميلاد الملك الرابع في سلالة الأخمينيين ببلاد فارس، وردت قصتها في السفر المسمى باسمها "سفر استير" وقصتها هي أساس الاحتفال بعيد الفور بوريم في التقاليد اليهودية.
[4] - أوديد يانون مستشار أرييل شارون رئيس الوزراء الصهيوني السابق، اصدر وثيقة ومخطط نشر في عام ١٩٨٢في مجلة الحركة الصهيونية المجلة العبرية كيفونيم بعنوان "إستراتيجية لإسرائيل في الثمانينيات - مخطط للشرق الأوسط " تحت عنوان A Strategy for Israel in the 1980sوهذه الوثيقة والمخطط يقضي بمحو الهوية العربية للشرق الأوسط وتحويل العرب لأقلية!
[5] - الجمعة 5
[6] المجادلة 21
وسوم: العدد 1034