نحن صناع حاضرنا ومستقبلنا، يومنا وغدنا، بإذن الله

واختلطت الجبرية كعقيدة من عقائد أهل البدع بالتصوف فزادت أمر المسلمين في مختلف العصور رهقا,,,

وكنا كلما مال بنا ميزان القوة، ورجحت بنا كفة الضعف، انخرطنا أكثر في سمادير التواكل ننشد

لا تدبر لك أمرا .. فأولي التدبير هلكى

وما عهدنا سيدنا رسول الله وصحبه من بعده إلا يقدرون ويدبرون، ويقدمون ويؤخرون، ويعيدون استقبال ما استدبروا، ومراجعة ما أبرموا، والنظر فيما ظنوا أنهم أحكموا...!!

ومررت بصفحة لمذكر فطن، هو موضع الثقة والرجاء، ومحط الأمل فيما يعلم ويوجه يقول فيها: نحن لا نملك تغيير الماضي!! وأقول له صدقت إلا أن نمحو ذنبا بالتوبة والاستغفار، فنخرج من حضيض المعاصي إلى يفاع التوبة النصوح، ومن ظلمة الوعيد إلى نور الوعد ...

ويقول: بعد قوله نحن لا نملك تغيير الماضي، ولا رسم الحاضر والمستقبل فلماذا نقتل أنفسنا حسرة..!!

ويكأننا بمثل هذا القول، نسقط التكليف، ونتجاوز قول الله تعالى (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى)

هل حقا لسنا مكلفين بصنع يومنا وغدنا؟؟ وإذا كان الأمر كذلك ففيم كلفنا مولانا ما لا سبيل لنا عليه، ولا طاقة لنا به، ولا قدرة لنا على تحصيله!!

أيها المسلمون عامة...

أيها السوريون خاصة..لا يصنع يومكم وغدكم إلا عزائمكم، وإن ربكم حين يرمي يرمي بأيديكم، وإن ربكم حين ينصركم ينصركم بنصركم إياه..

(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ) ...( إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)..

ترمون فيرمي الله برميكم.. تنصرون الله، فينصركم الله جزاء لنصركم...

ثنائية الجبر والاختيار كانت بعض البدع التي توغلت في عقول وقلوب المسلمين، وافدة عليهم من قوم لا خلاق لهم.

إيماننا بالقدر خيره وشره من أركان إيماننا، إيماننا بعدل ربنا، وعدالة تكليفه، وأنه أوكل إلينا صناعة مصيرنا.. بعض الدين الذي ندين الله به...

نحن المكلفون بالطاعة والعبادة والخلافة في الأرض لعمارتها، وما كان ربنا نسيا...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1089