المخابرات الإسرائيلية تؤجج العنف ضد المسلمين في بريطانيا

رابطة بريطانية متطرفة يقف خلفها صهاينة تشن حاليا حملة مسعورة وشعواء على العرب والمسلمين في بريطانيا ظاهرها الغضب من المسلمين لكن ما خفي منها هو عقاب للمجتمع المسلم على موقفه من الحرب المتوحشة النازية على قطاع غزة.

وزادت أعمال العنف بعد الحادثة التي قتل فيها ثلاث فتيات صغيرات في حادثة طعن مأساوي فوقعت اشتباكات عنيفة خارج مسجد في مدينة ساوثبورت بعد حادثة الطعن، وقام مثيرو الشغب بتنظيم احتجاجات خارج المسجد للتعبير عن آرائهم اليمينية المتطرفة، مستغلين المعلومات المضللة المنتشرة على الإنترنت والتي ادعت أن المهاجم البالغ من العمر 17 عامًا مسلم، لتبرير تصرفاتهم العدائية، وثبت عدم صحتها.

لكن أنصار اليمين المتطرف استغلوا الحادثة لإثارة العنف في أماكن متفرقة من بريطانيا.

وتقود أعمال العنف العنصرية الحاقدة  جهة بريطانية تطلق على نفسها اسم "رابطة الدفاع الإنجليزية" (EDL) وهي حركة يمنية عنصرية متطرفة أسسها تومي روبنسون وشريكه بول راي.

عمل بول راي لصالح المخابرات الإسرائيلية، حيث قام بالتسلل والتجسس على حركة التضامن الدولية المؤيدة للفلسطينيين (ISM) والتي كانت الأمريكية راشيل كوري التي قتلت بجرافة إسرائيلية عضوا فيها.

وتم تقديم المعلومات التي جمعها إلى وكالات استخبارات متعددة.

وتم تسجيل الرابطة في عام 2009 من قبل المجندة الإسرائيلية روبرتا مور التي خضعت لتدريب عسكري في مستوطنة إسرائيلية، وكانت مور تعتبر رئيسة الوحدة اليهودية في "رابطة الدفاع الإنجليزية"، والتي كانت تضم حوالي 100 عضو. وعندما سئلت عما إذا كانت الرابطة تستغل الحركة الصهيونية، أجابت: "إذا كان هناك أي شيء، فنحن نستغلهم".

وقاد الرابطة البريطاني ستيفن ياكسلي لينون، الشهير بتومي روبنسون، بشكل غير رسمي بين عامي 2009 و2012، وخلال هذه الفترة سجن عدة مرات بسبب سلوكياته العدوانية.

ووصف روبنسون الإسلام بأنه "مرض وتهديد لأسلوب حياتنا"، وفي مقال كتبه عام 2016، قال: "أنا لا أنتمي إلى اليمين المتطرف، أنا فقط ضد الإسلام. أعتقد أنه دين متخلف وفاشي". كما اعتبر أن أزمة اللاجئين ليست سوى "غزو إسلامي لأوروبا" ولا تتعلق باللجوء.

وفي البداية كانت تنحصر معظم أنشطة الرابطة في مظاهرات ذات طابع عنصري، ففي عام 2010 برزت توجهاتها المعادية للإسلام عندما بدأ أعضاؤها في ترديد شعارات تسيء إلى الذات الإلهية والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى تبادل التحية النازية فيما بينهم.

ورغم تقييد محتوى روبنسون العنصري والمعادي للعرب والمسلمين وحذف حساباته من على منصات التواصل سابقا، إلا أن للرابطة حضورا قويا على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما انتشر على مواقع التواصل صور ومقاطع فيديو لروبنسون وهو يعلن دعمه لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي العام الماضي، نظم المتظاهرون اليمينيون احتجاجا معارضا للمسيرات المؤيدة لفلسطين التي جرت في يوم الهدنة، مما تسبب في اشتباكات مع الشرطة واعتقال 145 شخصا.

ووفقا للبروفيسور البريطاني وأستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة بريستول سابقا ديفيد ميلر، وفي منشور على حسابه الرسمي على منصة أكس وتعقليا على أحداث العنف التي تقودها هذه المنظمة المتطرفة ضد المسلمين والعرب والمهاجرين كتب التالي:

"هذه على وجه التحديد مذبحة مناهضة للمسلمين ترعاها إسرائيل وتهدف إلى:

1) معاقبتهم بسبب احتجاجهم على الإبادة الجماعية.

2) معاقبة حكومة حزب العمل على موقفها الفارغ بشأن حظر مبيعات الأسلحة لدولة إسرائيل و..

3) أن يُظهر للدول والقادة الآخرين حول العالم أن الحركة الصهيونية عالميا ستمارس خيار شمشون إذا اعتقدت أن مصالحها تتعرض للتحدي.

الطريقة الوحيدة للرد هي:

- سجن بلطجية الشوارع والمنظمين بأحكام طويلة بشكل خاص.

- تخليص المجتمع من الأصول الصهيونية التي خلقت الظروف الملائمة لأعمال الشغب هذه.

- معاقبة دولة إسرائيل بشكل مباشر، من خلال الحرب الحركية.

- إن ثمن التخريب الصهيوني يجب أن يكون القضاء على الصهيونية".

انتهى كلام ميلر.

من الواضح أن الحركة الصهيونية بدأت تشعر بحجم الاحتقار التي ينظر فيه العالم للدولة الماراقة والمنبوذة التي تمارس جرائم فاشية ونازية، وبدأت تشعر بأن النشطاء في أوروبا وأمريكا يسحبون البساط من تحت قدميها ويقلبون الطاولة على اللاعبين، لذلك وجهت سهامهما نحو الإسلام مستغلة المتطرفين الذين يقومون بتنظيف غسيلها القذر، رغم أن هؤلاء المتطرفين في غالبيتهم نازيين وفاشيين، لكن مصالح الصهاينة والنازية التقت على حساب غزة.

وسوم: العدد 1090