مع مثل وثيقة المدينة المنورة.. وضد التطييف والتفتيت

مع مثل وثيقة المدينة المنورة يؤسسها ويدعو إليها سيدنا محمد رسول الله،وثيقة مدنية جامعة، تجمع كل سكان المدينة على التعاون والتعاضد...

وضد كل دعوات التفريق والتفتيت والتمزيق، وضرب أبناء المجتمع الواحد بعضهم ببعض، أو رفع بعضهم- على الطريقة الفرعونية- فوق بعض..

يمكن طائفة، ويستضعف طائفة..

ودائما أتساءل ما كان أجملها من تجربة إنسانية سياسية دينية لو أن يهود قينقاع والنضير وقريظة وفوا وصدقوا…

ضد التطييف والتمزيق والتعصب والانغلاق... وضد كل أشكال التعصب المقيت للعقائد أو المذاهب أو المبادئ أو المناهج أو الأفكار..

أكتب هذا وأعلم أن في دستور نظام الملالي في طهران مادتين تؤكدان طائفية النظام وتحجره المذهبي، وانغلاقه واستئثاره على الناس…

لا نريد أن نتعلم من الجاهل والأحمق والفاسد المفسد شيئا.

ولن نرد على الطائفية بطائفية، ولا على العنصرية بعنصرية، ولا على العصبية بعصبية، وإنما دائما نرد على الحماقة بالحكمة، وعلى الجهل بالعلم، وعلى الخطأ بالصواب، وعلى الفساد بالإصلاح..

الطائفية جذام العصر المقيت. وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وفر من المجذوم فرارك من الأسد…"

فأي ربط كان بين الجذام والأسد..وأي ربط ما زال بين الجذام والأسد!!

أيها السوريون الأحرار… كلنا يدرك حجم المأساة، وعمق الجراح، وكّلَبَ العدو، وخذلان الصديق

ولكن لمثل هذه المحن الصعاب، تدخر الأمة حكماءها وآراء أولي الأحلام والنهى منها..

فلنحذر جميعا الطروحات الفجة، والدعوات المفرقة، والمنبتًين الذين يعتسفون بالركب الطريق.

لم تكن هذه الثورة لنستبدل مستبدا بمستبد، ولا فاسدا بفاسد، ولا فئة بفئة… بل قامت هذه الثورة ليعيش كل السوريين في وطنهم سادة كراما أحرار…في ظل نظام للعدل والصلاح والإصلاح..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1095