حول إعلان الاتفاق المفاجئ مع مظلوم عبدي ومع من يمثله

أنا أعلم أن توقيع السيد أحمد الشرع الاتفاق مع مظلوم عبدي هو توقيع رئيس الجمهورية العربية السورية الذي يجب أن يمثل كل السوريين.

الإعلان المفاجئ عن الاتفاق، وفي الظرف الخاص الذي تم الإعلان عنه، وببنود الاتفاق المعماة أو المعممة؛ كل ذلك يجعلنا نبلع ريقنا مرة ومرة قبل أن نتكلم…

الكلمة مسؤولية، والموقف مسؤولية، والمعلومات المتوفرة لدينا لا تسمح لنا بإعلان موقف..

وإذا كان موقفنا الأولي هو الدعاء لوطننا بخير، فإننا فاعلون: اللهم وفق سورية في أمورها، وسدد على طريق الحق خطاها.

وإذا كان من حق أن نقول، نقول: فإننا نؤمن إيمانا راسخا بوحدة الشعب السوري، والأرض السورية، والدولة السورية، وأننا ندعم كل خطوة مبصرة، تؤكد هذه الوحدة.

وإن كان من حق أن نقول، فإننا نحن أصحاب المشروع الإسلامي الوطني في سورية، نعتقد في أساس رؤيتنا بخصوصية علاقتنا مع إخواننا الكرد والتركمان والشركس، خصوصية تواصل وإيثار وليس خصوصية استئثار أو إلغاء..

ومع كل ما قدمنا من حقنا أن نتساءل :

أين ذهب وعد السيد رئيس الجمهورية عندما أعلن منذ الأيام الأولى أنه لن يتعامل مع كيانات. والوعود وفاء!!

ومن حقنا أن نتساءل، وأين ستقع حقوق إخواننا في المجلس الوطني الكردي الذين كانوا منا ومنهم، وكانت ثورتنا ثورتهم واحدة، على مدى أربعة عشر عاما، وهل يعقل أن يلغي المحاربون حقوق الداعمين والمسالمين؟

وثالثا هؤلاء الذين تم الاتفاق معهم في أعناقهم دماء آلاف السوريين والسوريات، بل وفي أعناقهم مع الدماء أعراض!! وأنا أتكلم عن سوريين وسوريات بالمطلق ولا أتكلم عن أي ثنائيات أخرى..

الولاية على الحقوق الشخصية لا يمكن أن يتنازل عنها غير أصحابها. المظالم التي وقعت على كل واحد منا، سنحملها معنا إلى قبورنا لنطالب بها يوم الدين ليس من أنزلها بنا فقط؛ بل وكل من غامر بها أيضا…

من حقنا أن نستبشر بهدم كيان بغي.. طالما عانينا منه ومن تجنيه على سورية والسوريين…

ومن حقنا أيضا أن نذكر الرئيس الشرع بقوله تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)..

والتحية والتجلة والتقدير لإخواننا في المجلس الوطني الكردي، ولكل سوري عرف الحق ولهج به

اهدنا الصراط المستقيم.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1119