بين وعد بلفور للصهاينة ووعد بوتين للقرامطة
محمد هيثم عياش
ستة وتسعون عاما مرت على وعد وزير الخارجية البريطاني ارتور جيمس بلفور / 1848 – 1930 / لزعيم اليهود باوروبا والعالم ليونيل فالتر ورتشيلد / 1868 – 1937 / بإعطاء فلسطين وطنا قوميا لليهود . وكان بلفور هذا معارضا أشد المعارضة لليهود وهجرتهم الى اوروبا الشرقية وذلك عندما كان رئيسا لوزراء بريطانيا في سنوات 1902 و 1905 خوفا من انتقالهم الى بريطانيا وغيرها من بعض دول اوروبا الغربية وخاصة الاسكندنافية لقربها من بريطانيا ، وقد جاء وعده لليهود نتيجة معارضة مجلس اليهود الالماني الاعلى لمشروع تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية العالمية عام 1899 في بازل السويسرية حيث أسفر عن تأسيس المنظمة المذكورة تشجيع هجرة اليهود الى فلسطين فقد رفض اليهود الالمان هذه الفكرة باجتماعين رئيسيين لهم عام 1899 وعام 1914 حيث أكدوا حفاظهم على يهوديتهم والانتماء الى العِرق الالماني . جاء وعد بلفور متزامنا مع انتشار العصبية العربية ومؤامرة بعض الزعماء العرب مع بريطانيا على دولة الخلافة العثمانية ولما قضوا على الخلافة بثورتهم عام 1916 تبين لهم غدر الانجليز والفرنسيس بهم فاحتلوا بلادهم وضايقوا الشريف حسين حتى مات منفيا وحيدا مريضا . والحديث عن الشريف حسين ومراسلاته مع السفير البريطاني في مصر هنري مكماهون ومؤامرته على دولة الخلافة سيؤذي أحفاده الذين لا يزالون يعيشون بين أظهرنا ولا نريد ان نذكر محاسن ومساوئ الرجل فقد مات قبل أن نولد فهو قد زرع العنب ونحن نأكل الحصرم كما يقال . اصبح وعد بلفور نافذا وها هم يهود يفسدون على ارض فلسطين .
ستة وتسعون عاما مرت على وعد بلفور كان ذلك يوم 2 تشرين ثان/نوفمبر من عام 1917 يوما مشئوما من تاريخ المسلمين العرب الحديث .
واحد وثلاثون شهرا مرت على انتفاضة الشعب السوري المباركة التي انطلقت بآذار/مارس من عام 2011 وحتى يومنا هذا تشرين ثان/نوفمبر 2013 يسمع شعبنا تصريحات متفاوتة لبعض زعماء العالم وخاصة الغرب كلها تصريحات جوفاء كاذبة بأنهم مع شعبنا ويريدون نصرته والاستمرار بدعمه للانتصار على الطاغية بشار اسد الذي فقد جميع معاني الانسانية حتى فاقت الجرائم التي يرتكبها جرائم القيصر الروماني نيرو الذي أحرق روما وهو يعزف على قيسارته والقيصر الروسي ايفان المتوحش / 1530 – 1584/ ذلك القيصر الذي قتل وشرد الكثير من الروس كما هدم المدن لبسط سيطرته على بقاع روسيا وتوسعة إمارة موسكو وكان وراء مذابح تعرض لها مسلمو القوقاز لولا دفاع دولة الخلافة العثمانية عنهم فالحروب التي جرت بين الدولة العثمانية والروس كانت من اجل الدفاع عن المسلمين .
واحد وثلاثون شهرا مرت على انتفاضة شعبنا وبقاء أسد على السلطة يعود الى وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للطاغية بالبقاء على راس نظام سوريا حتى صيف عام 2014 أي الى ان تنتهي السبعة الاعوام العجاف الثانية المليئة بدماء الشعب السوري . انه وعد للقرامطة شبيه بوعد بلفور للصهاينة ويمكن لهذا النظام البقاء حتى عام 2014 وربما لأكثر اذا ما بقي أعضاء الائتلاف السوري يصدقون وعود الغرب الذي بدأ يصادق على وعد بوتين للنظام السوري ويعد العدة لدمج بشار اسد بالمجتمع الدولي من جديد على حساب دماء شعبنا . ان هناك تقارير تشير بان من أسباب عدم تنفيذ واشنطن ولندن وباريس تأديب نظام سوريا بتدخل عسكري جراء قصفه لمواقع بالاسلحة الكيمياوية السامة بغوطة دمشق يوم 21 آب/اوجسطس من عام 2013 تهديد الرئيس الروسي بوتين بشن عمل عسكري ضد السعودية ، وهذا التقرير كاذب مصدره الشيعة في ايران وأنصار الشيطان في لبنان لتثبيط عزائم شعبنا وان الروس مع اسد سيدافعون عنه وقد علم الجميع بأن بوتين ووعوده بالدفاع عن سوريا كاذبة فأسد وبوتين وحاشيتهما أنصارا الصهيونية لم يطلقوا اي رصاصة تجاه طائرات العدو الصهيوني التي أغارت على مواقع باللاذقية يوم 30 تشرين أول /اكتوبر من عام 2013 الحالي ولكن وعود بوتين بتثبيت اسد بمنصبه حتى انتخابات صيف عام 2014 الرئاسية بسوريا ستكون نافذة اذا ما استمر اعضاء الائتلاف الوطني مختلفون هل سيشاركون بمؤتمر جنيف / 2/الدولي حول بلدهم أم لا ومشاركتهم معناها تأييد مطلق لبوتين أما عدم المشاركة فلندع نتائج ذلك لما تسفر عنه الأيام المقبلة حبلى بالمفاجئات .