مسرحيتكم مضحكة للغاية...وكيري لم يزلّ لسانه

الفيصل للأمريكان:

لماذا تراجعتم عن وعد دعم المعارضة السورية بالسلاح بعد الوعود التي قطعها علناً كيري وأوباما؟ لماذا تدلون بهذه التصريحات التي تجلب السرور للمجرمين؟

مسرحية وضع ترسانة السلاح الكيماوي السوري تحت الإشراف الدولي مضحكة للغاية إن لم تكن مثيرة للسخرية بشكل واضح.

إذا ظننتم أن كلمات جون كيري، التي سمحت لروسيا بالتحرك كانت زلة لسان، فأنتم لا تعرفون شيئاً

يجب انتزاع السلطة من يد نظام الأسد وآلته القمعية، إلا إذا كان المجتمع الدولي يرغب في استمرار المجازر

شن واحد من أعمدة الحكم السعودي، هجوما لاذعا على رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، وتردي أداء إدارته بشأن ملفات المنطقة، قائلا إن باراك أوباما يتصرف حيال سوريا بطريقة "تبعث على الأسى".

واعتبر الأمير تركي الفيصل أن اتفاق نزع السلاح الكيماوي شكل مخرجاً لبشار من تعهدات تنفيذ ضربة عسكرية، منتقدا "فتح الذراعين" لإيران، محذرا من السعودية لن تقبل مطلقا باستيلاء إيران على البحرين.

الفيصل الذي تولى رئاسة المخابرات السعودية كما سبق أن تولى منصب سفير الرياض في واشنطن، أكد أن القضية الأولى التي تعني السعودية حيال إيران هي ضرورة عدم حصولها على سلاح نووي.

وخلال محاضرة ألقاها بمؤتمر عربي- أمريكي، قال الفيصل: القيادة الإيرانية تتخذ منذ وصولها إلى السلطة موقفا صدامياً مع المجتمع الدولي، وفي الوقت الذي تقوم فيه السعودية برعاية الحرمين الشريفين ما يجعلها بموقع قيادة العالم الإسلامي، تقدم إيران نفسها على أنها ليست القائدة للأقلية الشيعية في العالم الإسلامي فحسب، وإنما لكل الثوريين الإسلاميين المهتمين بمواجهة الغرب".

وتابع: "السعودية معنية بأمرين على صلة بإيران، الأول أن لا تحصل طهران على سلاح نووي، ولذلك فهي تدعو إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي، ما يعني ضرورة تخلي إيران وإسرائيل عن ذلك.

ونقلت "CNN" أن الفيصل حذر خلال كلمته من أن العقوبات وحدها "لن تردع القيادة الإيرانية عن محاولة امتلاك أسلحة نووية"، موضحا أنه يدرك العواقب الكارثية لضربة عسكرية ضد طهران، ولكن لسوء الحظ فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي "يراقب الأداء الباعث على الأسى للرئيس أوباما في سوريا قد ينفذ الضربة بمفرده، وقد ترحب القيادة الإيرانية بضربة مماثلة بل قد تدفع نحوها".

وواصل الفيصل: "بعد الكلام المعسول لروحاني وفتح أوباما ذراعيه له فسيقف الشعب الإيراني بالتأكيد خلف قيادة روحاني".

وأبان الفيصل أن "الأمر الثاني الذي يعني السعودية، فهو جهود طهران من أجل التدخل في الدول ذات الغالبية الشيعية، مثل البحرين والعراق، وكذلك في الدول التي فيها أقليات شيعية، مثل الكويت ولبنان واليمن، مضيفاً أن بلاده ستقف بحزم ضد أي تدخل إيراني في الشؤون الداخلية لتلك الدول".

واعتبر الفيصل أن أي خطوة تساعد على "تحرير إيران من براثن المتشددين في الدائرة المحيطة بالمرشد علي خامنئي والحرس الثوري، ستجلب الاستقرار إلى المنطقة،" ولكنه حذر في الوقت نفسه من أن "قوى الظلام في قم وطهران متجذرة بقوة"، مبدياً قلقه من أن "تتحطم الكلمات المنمقة لروحاني على صخرة تصلب خامنئي، كما حصل مع الرئيسين السابقين، محمد خاتمي وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني".

وحذر الفيصل من أن "لبنان بات على حافة حرب أهلية مع مواصلة حزب الله تطبيق أجندته الخاصة، دون أي اعتبار للقانون والنظام، وهو مستعد للمجازفة بالأسس التي بني عليها النظام اللبناني برمته من أجل منع انهيار نظام بشار الأسد في سوريا ووقف مسار عمل المحكمة الدولية الخاصة بالنظر في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري".

وأكد الفيصل أن السعودية "تؤمن بوجوب فرض القانون في لبنان ودعم كافة الجهود الرامية لوقف تدخل حزب الله في سوريا وجلب قادته المشتبه بتورطهم في اغتيال الحريري إلى المحكمة".

وحول سوريا قال الفيصل: "يجب انتزاع السلطة من يد نظام الأسد وآلته القمعية، إلا إذا كان المجتمع الدولي يرغب في استمرار المجازر. إن الطريقة المعيبة التي يوافق عبرها العالم على منح الحصانة للجزار هي وصمة عار على جبينه. إن عار مساعدة الأسد سيلاحق روسيا والصين، أما القيادة الإيرانية فيحب أن تقدم للمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية بسبب الفظائع في سوريا".

وأضاف: "مسرحية وضع ترسانة السلاح الكيماوي السوري تحت الإشراف الدولي مضحكة للغاية إن لم تكن مثيرة للسخرية بشكل واضح ومصنوعة بطريقة لا تمنح السيد أوباما فرص التراجع (عن العمل العسكري) فحسب بل تساعد الأسد على ذبح شعبه، إذا ظننتم أن كلمات (وزير الخارجية) جون كيري، التي سمحت لروسيا بالتحرك كانت زلة لسان، فأنتم لا تعرفون شيئاً"، وهذه العبارة الأخيرة تشير إلى ما قيل حينها إنها زلة لسان من كيري، قال خلالها غن نظام بشار يمكن أن يتفادى هجوما عقابيا إن سلم ترسانته الكيماوية، وهو ما تلقفته موسكو سريعا وبنت عليه "مبادرة"، وحصلت على موافقة نظام بشار عليها في نفس اليوم!

ورأى الفيصل أن "منع الأسد من استخدام آلة القتل بما في ذلك ضرب سلاحه الجوي ومراكز السيطرة العسكرية، هي الطريقة الوحيدة التي تسمح بالتوصل إلى اتفاق سلمي عبر التفاوض". وتوجه إلى القيادة الأمريكية بالقول: "لماذا تراجعتم عن وعد دعم المعارضة السورية بالسلاح بعد الوعود التي قطعها علناً كيري وأوباما؟ لماذا تدلون بهذه التصريحات التي تجلب السرور للمجرمين؟".

وأكد الفيصل أن السعودية لن تقبل على الإطلاق إمساك إيران بالسلطة في البحرين، قائلاً إن من يعتقد في الغرب أن هذا الأمر قد يحصل في نهاية المطاف "هو واهم" على حد تعبيره.

وتأتي تصريحات الفيصل وهو من أعمدة الأسرة الحاكة في السعودية لتزيد من كثافة غيوم الشك التي باتت تلبد سماء علاقات الرياض بواشنطن، كما إنها جاءت متزامنة مع تسريبات قوية عن نية السعودية تغيير طريقة تعاطيها وتوزان تحالفها مع واشنطن، لاسيما مع إحساس الرياض بأنها "طُعنت في الظهر"، عندما رتبت واشنطن مع موسكو صفقة الكيماوي التي منحت نظامي دمشق وطهران مزيدا من الأوراق الضاغطة، وجعلت الخليج العربي وعلى رأسه السعودية يواجه تهديدات هذين النظامين بشكل قوي، لم يسبق له مثيل.