جريمة مرسي الكبرى!

أيمن بن أحمد ذو الغنى

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

دأب الغرب الصليبي منذ عقود طويلة على تشويه فريضة الجهاد - التي هي من أعظم فرائض الإسلام - بأساليبَ شتى، والتنفير منها ومن المجاهدين الصالحين المرابطين...

وعمل على جعل الجهاد قرينًا للتطرف والإرهاب حتى بات المسلم لا يجرؤ أن يفكر فيه بله أن يمضي إلى ميادينه!

وقد نجح في ذلك نجاحًا عظيمًا مخزيًا!

ثم فجأة وعلى حين غِرّة صُدم أهلُ الكفر بمرأى لفيف من العلماء والدعاة قد نهضوا لتقويض بنيانهم الذي بنَوه باتئاد، وبذلوا في رفعه وتمكين أسسه ما لا يعلمه إلا الله من جهد ومال ودجَل وخسَّة!

في مؤتمر (موقف علماء الأمة من القضية السورية) الذي أقيم في كبرى عواصم المسلمين (القاهرة) وصدر فيه المؤتمرون عن قرار جريء وصريح أعلنوه بصيحة عالية

[وجوب النفير العام للمسلمين السنَّة جهادًا في سبيل الله؛ لنصرة أهل الشام المستضعَفين من الحملة الصفوية الشرسة!]

إنه إحياء لفريضة الجهاد التي عفّى عليها الزمن كما ظنوا!

أما السابقة غير المعهودة فهي أن يكون هذا الإعلان وهذا النفير وهذا الإحياء للجهاد بتأييدٍ ورعايةٍ وحماسةٍ من رئيس دولة عربية عظمى هو الرئيس المصري الجديد المسلم!

فكان لا بد أن ينبري أهل ملَّة الكفر في كل مكان لإدراك الصرح قبل أن يخرَّ على رؤوسهم، فتكالبوا جميعًا صفًّا واحدًا ويدًا واحدة، وبممالأة أذنابهم في الداخل التي طالما رعَوها حق الرعاية لمثل هذا اليوم العصيب!

فكان ما كان من انقلابٍ على ما صدَّعوا به رؤوسنا دهرًا مما يسمونه ديمقراطية وشرعية وخيار الشعب والجماهير!

{واللَّهُ غالِبٌ على أَمْرِهِ ولكِنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يَعلَمُون}