شتان بين تخابر مرسي ومبارك....!!

هنادي نصر الله

[email protected]

لا غرفة التحقيقِ باقيةٌ يا مرسي، ولا قادة الإنقلاب... اصمدْ كلُ أحرار العالم معكَ، واللهُ لن يُضيُعك..

شرفٌ لك أن " تتخابر" مع مقاومةٍ باسلةٍ تُقارعُ أبشع وأطول احتلالٍ عرفته البشرية، شرفٌ لك أن تُعزل لأنك اسلاميٌ صاحب نخوة ورسالة ومسئولية وكرامة، شرفٌ لك أن يتآمروا عليك؛ وأن يسلبوك أبسط حقوقك، وأن ينتزعوا شرعيتك، وأن يُعاملوك بطريقةٍ تُهينهم ولا تُهينك، شرفٌ لك أن يُجردوكَ من حصانتكَ كرئيسٍ منتخب؛ شهدتْ له صناديق الإقتراع بالأغلبية والأحقية...

مرسي.. لن نحزنْ لحالكَ بل سنحزنُ على حالهم؛ هم الغلابا الذين لا يعرفون مصلحتهم أين؟ بعد أن ارتموا في أحضان ملايين ودولارات الخليج، والمساعدات الدولية؛ التي لا تخلو من الكيلِ بمكاييل الجور والظلم لكل من يسيرون في دروب الصوابِ والهداية الوطنية قبل الإسلامية...

هكذا ينقضونّ عليك؛ فأنتَ فريستهم؛ لا من عادوهم وكبلوهم باتفاقياتٍ ظالمةٍ، هكذا يُدبرون لك تهمًا جاهزة" تبًا لك مرسي كيف تخونُ شعبك وقضيتك ودينك ووطنك بالتخابر"...ومع من تتخابر مع المقاومة الفلسطينية التي تُقارع الكيان الإسرائيلي؟؟ عجبًا لك كيف تستعينُ بحماس ضد " إسرائيل" ....ألمْ تُدرك بعد عقوبة التخابر والخيانة؟ كيف تستغل منصبك أسوأ استغلال ؟؟

يا مرسي يا من أزعجتَ العالم كله بالتهمِ الموجهةِ إليك، إنه زمنُ العجبِ الذي نعيشه، فكلُ متمسكٍ بالأمانةِ يُستعبدْ ويُعزلُ ويُهان ويُطرد حتى لو كان رئيس أهلته صناديق الإقتراع لقيادة شعبه..مرسي التهم الموجهة لك، والحديث عن محاكمتك يأتي في سياقِ أن تكون عبرةً لمن يعتبر، ولمن تسول نفسه بأن يُدنس شعبه ويُلوثه بالتخابر مع جهاتٍ معادية" كحماس والمقاومة"..

ثلاثة عقودٍ صبروا على " مبارك " قبل أن يخلعوه، مارسَ أحقر تنسيقٍ وعمالةٍ وتعاونٍ وتخابرٍ علنيٍ وسريٍ مع الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة لدرجةِ أن بنيامين بن إليعزر حزنّ أشد الحزنِ على سقوطه المدوي ووصفه بالصديق بل بالأخ الذي لم تلده أمه...!!

ثلاثة عقودٍ تعايشوا فيها مع "ذل مبارك" واستبداد عائلته؛ وعندما جاء شريفٌ حر ليرسم صورةً مغايرةً؛ كانتْ أبرز معالمها إتاحة الفرصةِ حتى لخصومه السياسيين أن يُعبروا عن آرائهم بحريةٍ غير معهودة؛ ألحقتْ به الضرر الكثير؛ لكنه لم يقمعهم، بل لم نسمع عن إغلاقِ وسيلةٍ إعلاميةٍ واحدة؛ بتهمةِ التشهير بمرسي أو بالإخوان المسلمين الحاكمين..

معروف أن أي حزبٍ يصل إلى الحكم، يُجري تعديلات وإصلاحات تتماشي مع مصلحته وفلسفته إلا مرسي؛ ترك المجال لكلِ الناسِ أن يتنفسوا حريةً وحريةً وحريةً، ورغم أننا نعرف بأن حرية الفرد تنتهي عندما تمس حقوق الآخرين؛ فإن مرسي لم يُنهيها وإن تعرضتْ لشخصيته ونالتْ منه...

مطلوبٌ بعد اليوم من الإسلاميين عندما يتولوا مقاليد الحكمِ في أيِ بلدٍ ما، أن ينظروا جيدًا إلى بطانتهم؛ أن يتفحصوها قبل أن يختاروها، أن يُفكروا مليون ألف مرة قبل أن يُعينوا مساعديهم ووزرائهم؛ كي لا ينقلبوا عليهم كما انقلب السيسي على رئيسه الشرعي الذي عينه..

مطلوبٌ منهم أن يكونوا أكثر وعيًا وإدراكًا لطبيعة بعض البشر التي تمتهن أسلوب الإستجداء الرخيص، وتضربُ سلامًا تعظيمًا وتبجيلاً لهم، بينما لا تكف قلوبهم عن لعنتهم وتدبير المكائد للانقضاض عليهم..

حالُ السيسي وهو يخونُ موقعه وشعبه ووطنه، ويحترف التضليل كمثلٍ شعبي يقول" علمناهم الشحتة سبقونا ع الأبواب" بل منحناهم الثقة خلعونا خلعًا، وأشبعونا كذبًا"..

فهل يفهم كل صانعِ قرارٍ حرٍ ما حدث مع مرسي؛ فقد تبدل الحال وأصبح بالمقلوب؛ فبعد أن كنا نغني قديمًا " أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب" أصبحنا نغني مبسوطين في ميدان التحرير" وأنا والغريب على ابن عمي وأخويا"...