مشروع أبو لؤلؤة المجوسي: كيف تضخم ؟!
مشروع أبو لؤلؤة المجوسي: كيف تضخم ؟!
أحمد حسن
لقد انشغل الإسلاميون والمصلحون بجبهات كثيرة فمن حروبهم ضد الاستعمار، إلى مواجهتهم ضد التغريب، فمعاركهم ضد القوميين والعلمانيين، مرورا بمصادماتهم ضد المستبدين تصحوا الأمة اليوم على تمدد وغدر وعدوان لقادة الشيعة على أوطان للمسلمين فكيف حدث ذلك ؟! لقد حاول الإسلاميون إيجاد تحالف وقواسم مشتركة مع هؤلاء القادة ضد من يوصفون بالعلمانيين المناوئين لأفكار الإسلام لسببين: الأول إن قادة الشيعة كانوا يرفعون راية إسلامية والثاني هو عداء إيران (المفترض ) وحلفاؤها لإسرائيل والغرب المتحالفين بدورهم مع أعوانهم في المنطقة العربية ، فكان موقف كثير من المسلمين متعاطف مع إيران ضد العراق "البعثي" في حرب الثمانينات ! وبالرغم من الدور المتآمر لإيران في احتلال العراق وأفغانستان إلا أن الخطاب التضليلي لقادة إيران عن القضية الفلسطينية والدور التمثيلي الذي لعبته مع نظام الأسدين حول المقاومة والممانعة ، قد جعل البعض يتناسى ويمرر إجرامهم بحق شعب العراق ونكبته المستمرة ، إلى أن استيقظت الأمة على حرب مذهبية وطائفية يقودها سفاح عصره بشار الأسد ضد الشعب السوري وتتحالف معه إيران وحزب الله بكل قوة وعلى مدار أكثر من سنتين تبدى فيها كذب قادة الشيعة على الأمة .
لقد استغل قادة الِشيعة كره الشعوب العربية لمدعي العروبة من الحكام الذين كانوا يتاجرون بقضية فلسطين وبالعروبة والذين لم يصدقوا لا في هذه ولا في تلك ، فكان ان انخرط منهم في خيانات واتفاقيات استسلام مع الصهاينة ومنهم من انخرط بشتم العروبة والتباكي على فلسطين والثرثرة عن مقاومة وممانعة مزعومة - كما في سورية - ومنهم من بالغ بالاهتمام بالقضية الفلسطينية والعروبة ولكن على حساب شعبه ، وعلى حساب الاسلام وعلى حساب المنطق والعلاقات الدولية والظروف السياسية كما في حالة الرئيس صدام حسين . إن يأس الشعوب العربية من حكامها قد دفعها في بعض الأحيان إلى التجاوز وسلخ الذات والكفر بالهوية العربية ولصقها بالتخلف والضعف وهو ما تلاقى -وللأسف الشديد- مع النظرة الحقيقة للفكرة الشيعية الحاسدة للعرب الأوائل الذين حملوا مشعل الدعوة الإسلامية ونشروا الدين في ديار قيصر وكسرى ، وهذه النظرة لا يدركها الكثيرون حول اعتزاز الشيعة بقوميتهم والتي جعلتهم يطعنون في الدين ويفترون على الصحابة
حدث ذلك مقابل الانبهار بإيران وخطابها الناري وتناسي حقيقة الكراهية التي لدى إيران لكل ماهو عربي ، وحقيقة دور الغرب والصهاينة في صعودها وتقويتها لا لشيء إلا لضربها بمن حولها ، وإلا لإشغالها بأمتها ومن ثم إدخالهم في حروب أهلية وطائفية مثل التي تجري اليوم ، وهي -أي إيران - تشعر بالغرور ولا تدرك وزنها الحقيقي الذي تخسر منه الكثير جراء تماديها ضد أمتها.